أيام السينما في فلسطين.. استعادة البريق

أيام السينما في فلسطين.. استعادة البريق

15 مارس 2015
تساهم السينما في إظهار الرواية الفلسطينية (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
ضجت قاعة المسرح في مركز القطان للطفل وسط مدينة غزة، بعدد من الأفلام التسجيلية الفلسطينية والعربية، التي أخرجها شباب فلسطينيون وعرب، استحضروا القضية الفلسطينية وحال الفلسطينيين، إضافة إلى قضايا مجتمعية متنوعة.

بدا الشغف واضحاً على ملامح عشرات الحضور، خاصة أنّ قطاع غزة محروم من وجود سينما، نتيجة الأوضاع الصعبة التي يمر بها، إضافة إلى تعطش أبنائه للفعاليات والأنشطة الفنية التي تزيل عنهم الهموم، وتشحنهم بالأمل والفرح.

الشباب كانوا أساس الأفلام التي تم عرضها خلال التظاهرة السينمائية "أيام السينما في فلسطين"، والتي عرضها مركز القطان للطفل بالتعاون مع الملتقى السينمائي الفلسطيني "بال سينما"، وتلا عرض الأفلام حلقات نقاش، تم خلالها استضافة عدد من المخرجين العرب والمختصين في صناعة السينما عبر تقنية "سكايب".

عُرضت الأفلام المشاركة على مدار أربعة أيام، وشهدت حضوراً لافتاً من المهتمين بالسينما والأنشطة الفنية والثقافية، بدأت بفيلم "احكيلي عن القدس" من فلسطين، للمخرج يوسف صالح، وفيلم "بعتذر منك بيروت" من لبنان، للمخرج أنطون فاضل. بينما عرض في اليوم الثاني، فيلم "لعبة ترانزيت" من لبنان، للمخرج آنا فهلر، ومجموعة أفلام من فلسطين، كان أولها فيلم "بيت الرمل" لمجموعة شباب، وفيلم "بنجورك يا جارة"، للمخرج أكرم دواك، وفيلم "لا مفر"، للمخرج مهند اليعقوبي، وفيلم "أوتار مقطوعة" للمخرج أحمد حسونة.

وبدأ اليوم الثالث، بعرض فيلم "مع اني أعرف أن النهر قد جف" من مصر للمخرج عمر هاملتون، وفيلم "أكثر من ساعتين" من إيران، للمخرج علي أسجاري، وفيلم "مسي بغداد" من العراق، للمخرج سهيم خليفة، إضافة إلى ثلاثة أفلام من فلسطين، وهي فيلم "مطر"، للمخرج أنس بربراوي، وفيلم "رقم خاص"، للمخرج عمر العماوي، وفيلم "مقلوبة"، للمخرج نيقولا داموني.

واختتمت التظاهرة الفنية بمجموعة أفلام فلسطينية، وهي "أبوعرب"، للمخرجة منى ظاهر، "وصفة حب"، للمخرج محمد الجبالي، "عالقون في صورتنا"، للمخرجة ميسون الهبيبي، "الثقب"، للمخرج واصف قدح، "التراب" للمخرج ضياء حروب، "اطفي الضو" للمخرج يامن أبو صبيح، إضافة إلى فيلم للمخرج العراقي حسين مالكي بعنوان "سقوط بطيء". وقال المخرج الفلسطيني عمر العيماوي، الذي شارك بفيلم "رقم خاص"، إن فيلمه يتحدث عن الدقائق التحذيرية العشر التي تمهلها قوات الاحتلال الاسرائيلي للبيت المستهدف "المنوي قصفه"، ويعرض الهوس الذي يصيب العائلة خلال تلك الدقائق القليلة.



وأوضح العيماوي لـ"العربي الجديد"، أنّ أحداث الفيلم الذي يعرض في 8 دقائق، تدور وفق قالب درامي، وقال: "نحن نسخر إمكاناتنا البسيطة من أجل إيصال رسالتنا للعالم، ويجب أن يرى كمّ الظلم الواقع علينا (..) نملك المواهب والطاقات التي تمكننا من ذلك، لكننا نفتقر الفرص". أما رئيس الملتقى السينمائي الفلسطيني المخرج فايق جرادة، فأبدى إعجابه بالأفلام المشاركة في المهرجان الذي وصفه بـ"التظاهرة السينمائية"، وقال: "المشاركات تثبت أننا أغنياء بالمواهب القادرة على خلق واقع أفضل للفن بشكل عام، والسينما بشكل خاص".

وأضاف لـ"العربي الجديد" أهم ما يميز التظاهرة الفنية أنها جمعت الجغرافيا الفلسطينية في مكان واحد، حيث شملت أفلاما من غزة ومن الداخل المحتل عام 1948 ومن الضفة والشتات، إضافة الى أنها احتوت على أفلام عربية، ما يوضح متانة الامتداد الفلسطيني العربي. وأوضح أن للملتقى تجارب سابقة في عرض الأفلام، حيث نظم في السابق "مهرجان السينما الوثائقية"، و"أيام السينما الخليجية"، إضافة إلى سينما الهواة، لافتاً إلى أن تلك المشاركات تهدف إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات، واستنهاض جيل جديد، يختص بالثقافة السينمائية.

المخرج الشاب إبراهيم العطلة، والذي شارك في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية بفيلم "أليكسا وغزة" والذي يعرض حال القطاع، قال لـ"العربي الجديد": "هناك ضعف في الاهتمام بالجانب الفني والسينمائي في غزة"، داعياً إلى تعزيز الفعاليات التي تساهم في النهوض بواقع السينما في فلسطين. من جانبها، أوضحت مديرة البرامج الثقافية في مركز القطان للطفل، هيام الحايك، أن المركز يقدم أيام السينما في فلسطين للسنة الثالثة على التوالي، مبينة أن السينما تساهم في إظهار الرواية الفلسطينية عبر "السرديات الخاصة بالشعب، والمعبرة عن أبجدياته".

وأشارت لـ"العربي الجديد" إلى أن السينما والأفلام المشاركة تعرض يوميات الشعب وتوثق ماضيه وتستشرف مستقبله، علاوة على أنها تفتح المجال أمام التعرف على أفلام عربية، وقالت "أيام السينما لهذا العام جاء بروح جديدة، تنطلق من رؤية لإعادة البريق للسينما الفلسطينية".

دلالات

المساهمون