المسلسلات القصيرة تغري الشاشات

قبل نحو شهر، بدأ عرض مجموعةٍ من الأعمال الدرامية العربية، والتي يصحُّ تسميتها بالأعمال المختصرة. وقد بدا واضحاً تأثّر إنتاج هذه المسلسلات بمزاج مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فبات الشكل النهائي لأي عمل درامي يجب أن يتوافق مع هذا العالم الإلكتروني، وإلا فإن نجاحه سيكون محدوداً.

في الصيف الماضي، عرضت منصة "نتفليكس" مسلسل "دولار" (كتابة هشام هلال، وإخراج سامر البرقاوي، وبطولة عادل كرم، وأمل بشوشة). حقق المسلسل نسب مُشاهدة جيدة، ما فتح شهية المنصات الأخرى على إنتاج أعمالٍ شبيهةٍ.

سريعاً بعد عرض "دولار" اكتسبت الأعمال القصيرة في الدراما العربية زخماً وشعبيَّة، من خلال السيناريوهات التي ابتعدت عن التطويل الذي يُفرض على الكتاب والمخرجين، خصوصاً في موسم رمضان. لذلك بدت المسلسلات التي تُعرض في الأشهر الأخيرة حالياً أكثر إتقاناً وسلاسة لناحية السيناريو والإخراج من تلك التي تُعرض في رمضان.

هكذا يبدو واضحاً أن المنتجين ومحطات التلفزيون العربية تتنافس على عرض المسلسلات القصيرة إيذاناً، بالعبور لاحقاً إلى موسم المنافسة الأقوى أي دراما رمضان. وفي هذا السياق تبدأ محطة "Bein دراما" القطرية بعرض المسلسل السوري اللبناني المشترك "دارين" بعدما تقرر استبدال الاسم من "يا مالكاً قلبي" إلى اسم البطلة ورد الخال. حكاية العمل مثيرة، تجمع السوري عباس النوري مع مجموعة من الممثلين في قضية تدور حبكتها حول وهب الأعضاء. فيتابع المشاهد قصة سيدة ترفض تبرّع زوجها الطبيب بقلب ابنته المتوفاة في حادث سير، لابنته بالتبني لأنها تعاني من ضعف في قلبها.

وانتهى قبل أيام تصوير مسلسل "العميد"، بطولة الممثلين تيم حسن ودارين الجندي. حسن يُجسد دور عميد في الجامعة، تشكّل حياته انعكاساً لواقع اللجوء السوري، إلى لبنان. فتدور الأحداث حول شاب سوري درس في الغرب وعاد ليتبوأ منصب عميد في إحدى الجامعات اللبنانية. وتُشارك تيم حسن في دور البطولة الفنانة دارين الجندي، وكاريس بشار، وفادي صبيح وقد قلل عدد حلقات المسلسل من 15 حلقة إلى 12 حلقة، وسيعرض على منصة "شاهد" التابعة لمجموعة قنوات MBC السعودية.
أما في لبنان، فأعلن الأسبوع الماضي بدء تصوير مسلسل "هوس" (يفترض أن يتغيّر اسمه إلى "الحب جنون")، علماً أنها المرة الأولى التي تشارك فيها المغنية اللبنانية هبة طوجي في عالم الدراما، إذ ستقوم هي ببطولة العمل.