المسلسلات الرمضانية بين التلفزيون والمنصات الإلكترونية

المسلسلات الرمضانية بين التلفزيون والمنصات الإلكترونية

11 مايو 2020
يشارك عابد فهد في بطولة مسلسلي "هوس" و"الساحر"(فيسبوك)
+ الخط -
بعد اقتحام الإنترنت لحياتنا، تغيرت المعادلة بشكل كبير، فباتت المنصات الرقمية منفذاً مهماً لشركات الإنتاج لعرض أعمالها عليها، إذْ خفَت وهج شاشة التلفزيون عما قبل، وباتت هذه المنصات و"السوشال ميديا" مسيطرة بشكل أكبر.
وقبل حلول شهر رمضان، كانت عدّة منصات عربية قد أطلقت مسلسلات حصرية من خلالها مثل "وياك" و"شاهد.نت" و"جَوّي" وغيرها. ورغم سرقة هذه المسلسلات ونشرها على مواقع أخرى وبصيغ أقل دقة تنتهك الحقوق الرقمية لمنصة البث، إلا أن المشاهدة الأساسية تبقى عبر هذه المنصات التي تشتري حقوق العرض في النهاية.

في رمضان الحالي تطالعنا عدة أعمال سورية فضّل منتجوها أن تُعرَض على المنصات الرقمية، سواء في "يوتيوب" أو غيرها، في خَيار واضح وجديد ربما لشركات الإنتاج في فتح سوق إلكترونية، بدلاً من التلفزيون والقنوات المفتوحة. لكن يكمن السؤال في ما إذا ما كان التلفزيون قد ضعُفَ فعلاً في رمضان أم لا، وكيفية تلقي الجمهور لهذه الأعمال إجمالاً خلال الشهر الكريم، مع التخمة التلفزيونية الحاصلة في كل موسم.

على تطبيق Jawwy tv عُرضت عدة أعمال كان أهمها عُشارية (مؤلفة من عشر حلقات)، بعنوان "هوس"، وهي من بطولة عابد فهد وهبة طوجي التي تشاركه البطولة للمرة الأولى. ورغم بعض الأصداء الإيجابية لها، إلا أن العشارية لم تحقق الصدى المرجو، كما يحقق "الساحر" مثلاً، والذي يلعب بطولته فهد أيضاً. وربما لم يكن منصفاً حضور طوجي الدرامي لأول مرة عبر منصة إلكترونية في رمضان، وتأتي عشارية "دارين" أيضاً على المنصة بعد عرضها على قناة مشفرة، وهي من بطولة عباس النوري وورد الخال، ورغم أنها عوّضت عن غياب النوري لهذا الموسم، لكنها غابت عن الحضور اللافت.

وأيضاً حضر مسلسل "بنت وولد" الذي لعب بطولته ولأول مرة، في بطولة درامية، عباس جعفر وغريس قبيلي عبر نفس المنصة في رمضان، وهو يتحدث عن زوجين شابّين يقعان في مواقف طريفة في ما بينهما ومع أهلهما والجيران أيضاً. ويبدو أن قبيلي التي تتصدى لبطولة مطلقة في هذا العمل مع جعفر، تلعب بطولة مسلسل آخر يُعرَض على منصة "جَوّي" أيضاً وهو بعنوان "اتجاه خاطئ"، ويبدو أن الشركتين المنتجتين للعملين تصدّران اسم غريس كبطلة لأعمالهما القادمة.

فيما يحضر مسلسل "ميادة وولادا" بعد عرضه عبر قناة مشفرة سابقاً على قناة "شوف دراما" على يوتيوب في رمضان الحالي، وذلك بعد فشل تصديره للقنوات المفتوحة هذا الموسم. وربما أنقذ عرض العمل الفنانة شكران مرتجى من الغياب هذا العام، كونها لم تشارك في أي مسلسل يعرض على التلفزيون. ولأن العمل يُعرض عبر "يوتيوب" فإنه يبقى الأسهل في الولوج إليه، بحكم أنه مجاني ولا يحتاج لاشتراكات مدفوعة وتعقيدات المنصات. لذلك حققَ متابعة جيدة نوعاً ما رغم ردود الأفعال السلبية على العمل ككل. ونفس القناة اشترت حقوق عرض مسلسل "هواجس عابرة" المؤجل من عامين، والذي عُرِض أيضاً على قناة مشفرة مسبقاً. لكن يكمن الفرق بينه وبين "ميادة وولادا" في أنه استطاع أن يصل إلى القنوات المفتوحة عبر قناة "سوريا دراما" التي أدرجته في قائمتها منذ بداية رمضان 2020 بسبب نقص عدد المسلسلات لهذا الموسم.

ونتيجة الصدى الخافت الذي لاقته هذه الأعمال، يتبين حقيقةً أن المجتمع العربي إجمالاً قد يهتمّ بالمنصات الرقمية و"يوتيوب" على مدار العام، إنما يبقى للشاشة الفضية ذاك الصدى الأقرب إلى الناس في رمضان، خصوصاً أنه يجمع العائلة كلها على شاشة واحدة في شهر عائلي بحت بطقوسه وتفاصيله وموائده، حيث لا ينزوي كل فرد من العائلة بشاشة جواله الخاصة ويتفرج وحيداً، وبالتالي تبقى للتلفزيون الصدارة الأكبر. ولأنه كذلك، ظلّ عرض المسلسلات على المنصات ضعيفَ الأثر، وحصدت أعمال القنوات المفتوحة الجماهيرية النصيب الأكبر في المتابعة، لتصبح حديث المشاهدين اليومي عبر "السوشال ميديا" وعلى أرض الواقع أيضاً.

المساهمون