مصطفى الخاني في سجون حليفه النظام

مصطفى الخاني في سجون حليفه النظام... حين خرج "النمس" عن النص

11 سبتمبر 2017
الخاني مع ماهر شقيق بشار الأسد (فيسبوك)
+ الخط -
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي أمس، بخبر اختفاء الممثل السوري مصطفى الخاني، وسوقه من شعبة الجرائم الإلكترونية بدمشق إلى مكان مجهول، بعد استدعائه للتحقيق معه، إثر دعوى رفعها ضده، حموه بشار الجعفري، مندوب سورية في الأمم المتحدة.

وفي التفاصيل، بدأ الخلاف بين الخاني والجعفري، في إثر انفصال الأول عن زوجته يارا الجعفري، ثم مشاركته منشورًا عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك" بتاريخ 3 سبتمبر/أيلول الماضي، يتهم فيها السفير باستغلال منصبه، للتستر على خروج ابنه عن القانون، بعد اعتدائه بالضرب على عنصر الأمن، عهد حمادة.

واتهم الجعفري صهره الشهير بلقب "النمس"، بالذم والقدح والتشهير، من دون أن ينسى أيضاً كعادة أي مسؤول ثقيل في سورية، اتهام خصمه بـ"النيل من هيبة الدولة"، و"تعكير صفاء الأمة"، التي ابتدعها النظام لاعتقال كل من يقف في وجه سياسته الديكتاتورية.

غير أن المفارقة اليوم تكمن في أن الخاني نفسه، وهو من الفنانين الأشرس في الدفاع عن هذا النظام وسياساته القمعية، ووقف ضد الثورة السورية منذ يومها الأول، أن يقع كآلاف السوريين قبله، ضحية لغياب القانون، وسيطرة المؤسسات الأمنية في سورية على القضاء، وكافة مناحي الحياة.

ونالت مسألة اعتقال الخاني تفاعل الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن اللافت فيها أنّ حملة تشويهٍ بحق الخاني بدأت من مؤيدي النظام السوري، ممن كانوا يمجدون دور الخاني وأمثاله من الفنانين والشخصيات العامة، فيصفقون لها ويعلون من شأنها.

حيث شاركت صفحة "محافظة جبلة" منشورًا على "فيسبوك"، تتهم فيه الممثل بتلفيق التهم، وكتبت: "النمس مصطفى الخاني يشتري شخص مفيش من الدفاع الوطني يعمل سائق لبيروت ليفتعل مع أصدقائه مشكلة مع ابن السفير بشار الجعفري".


كما كتبت إحدى الصفحات الموالية للنظام: "اليوم القضاء السوري حقق مع النمس بناء على شكوى من أسد الدبلوماسية السورية د. بشار الجعفري على خلفية اتهام الدكتور الجعفري وإبنه وإبنته بالتشبيح وخطف أحد العسكريين .. القضاء السوري وبعد التحقيق تبين كذب ما إدعى به هذا النمس القذر وأصدر مذكرة اعتقال بحقه وأودع السجن".



كذلك أوردت صفحة "محبي سيادة اللواء ماهر الأسد" خبراً ادعت فيه أنه منقول عن صحيفة "الوطن" المحسوبة على النظام السوري، وقالت فيه "إن الخاني أمضى ليلته الأولى في السجن يوم أمس بعد تحقيق استمر قرابة الست ساعات اعترف خلاله أنه هو من نشر الرواية التي تهجَّم خلالها على مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة د. بشار الجعفري مطلع الأسبوع الماضي".



وفي مكان آخر، لم يجد بعض المتابعين ما يناقشونه في المسألة، بحكم أن طرفي النزاع ممن أساء للشعب السوري، ويستحقون التشهير ببعضهما بحسب تصورهم، فحولوا القضية إلى مادة للسخرية.

وكتبت الصفحة الهزلية "شوئسمو" عن الخبر قائلة: "البعض ينتظر أخبار الصراع الفيسعائلي بين النمس وبيت حماه، الظاهر أن بيت حماه استخدم سلطاته وتقدم على النمس بخطوة، لتصبح النتيجة، واحد بشار الجعفري، صفر النمس، مفكر حاله النمس بفرنسا، يكتب بوست عن الجعفري أنه عم يشبح على عنصر ويمرقوله ياها...ونحن بدورنا وكما عودناكم نطالب الجميع بضبط النفس...وحل هذا النوع من الصراعات داخلياً ودون فضايح...وكان من الأول بلاها هالجازة..لمتابعة أخبار اعتقال النمس، تابعنا على الهاشتاغ التي أطلقناه: #عفطمس وهو اختصار ل عفطو النمس...اقتباساً عن ممثل سورية في الأمم المتحدة".

وعلق فرهاد جعفرعلى المنشور شامتًا: "مصطفى الخاني أبو ليلى Welcome في سورية الأسد". في حين سخر منذر القدور من تغني الخاني بحبه للنظام: "ما تخافو عليه هي بلد مؤسسات وقانون محدا بياخد غير حقو، أما إذا غير هيك لازم يشوف بسام الملا مخرج مسلسل مجلس الشعب أكيد بلاقيلو حلة".

وهكذا، يقبع الخاني اليوم في سجون النظام، لخروجه عن النص المكتوب له، بانتظار البت بالقضية، ويقف وجهًا لوجه مع مظاهر التشبيح التي صفق لها يومًا بعد يوم، فهل سنراه في الأيام القادمة نادمًا يعتذر للشعب السوري، بعد أن سخّر فنه لتبييض صفحة نظام قهر الجميع؟

 (العربي الجديد)

 



المساهمون