فراس عنداري... سهرة قدود حلبية في بيروت

"تحت العنب تفّاح" لـ فراس عنداري... سهرة قدود حلبية في بيروت

20 مايو 2018
عنداري في أحد عروض "مترو المدينة" (فيسبوك)
+ الخط -
تتنوّع الفعاليات الموسيقية التي يقدّمها "مترو المدينة" في بيروت، فمن الموسيقى الإلكترونية، والشعبية، والرمضانيات، والتراث، يختار القيّمون عليه باقات يقدّمونها بشكل دوري على خشبته. في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، يكون الجمهور على موعد مع عرض بعنوان "تحت العنب تفّاح"؛ سهرة قدود حلبية مع الفنّان فراس عنداري، يرافقه فيها كل من محمد نحاس (قانون)، وخالد علّاف (عود)، وخضر رجب (كمنجة)، وأحمد الخطيب ومازن ملاعب وعلي الحوت، ثلاثتهم على الإيقاع.

في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، يقول فراس عنداري حول ما سيؤدّيه في الحفل: "سأغني القدود المسموعة وغير المسموعة، كما يتخلل الحفل ارتجالات آلية و صوتية". يوضّح: "أما بالنسبة للقدود، فهي صحيح برزت في عشرينيات القرن الماضي، وسُميت بالقدود، من قدّ، أي الطول، لاحتوائها على نفس أوزان وألحان شعر المديح الديني، ولكن استبدلت كلمات المديح الديني بكلمات غزلية". يضيف: "عموماً، فالقدود وحدها لا تمثل التراث الموسيقي العربي؛ ففي الموسيقى العربية الكلاسيكية عدة قوالب، كالبشرف والسماعي والتحميلة واللونغا، وقوالب غنائية، كالقصيدة والدور والموشح والصوت، والليالي، أي التقسيم بالصوت".

حول القدود كفن تراثي، وممكناتها في الوقت الحالي، يقول: "هناك بالطبع ممكنات لنطور الموسيقى العربية، لكن هذا يتطلب مجهوداً كبيراً من الموسيقيين الجدد للاطلاع على تراثهم وحفظه لإمكانية تطويره؛ إذ لا يمكن تطوير موسيقى من دون الاستناد إلى قواعد يُبنى عليها هذا النظام الموسيقي".

يوضّح: "لسنا مضطرين إلى إعادة التراث، بل يمكننا إنتاج موسيقى فصحى معاصرة غير استهلاكية لتطوير موسيقانا، بعيداً عن التطوير عبر الفيوجن، أو مزج موسيقى غربية بعربية؛ لأن الموسيقى هي ظاهرة لغوية، لذلك نرى اختلافاً في التقاليد الموسيقية في البلد نفسه أحياناً نظراً إلى اختلاف اللهجة، فإذا أردنا تطوير الموسيقى، فالتطوير يكون من الداخل، وهنالك أمل أكيد إذا ازداد وعي الجيل الجديد لثقافته".

في عرضٍ سابق، قدّم عنداري، في "مترو المدينة" أيضاً، مجموعة من الأغاني الشعبية المصرية التي تنتمي إلى أكثر من حقبة. حول هذه التجربة، يقول: "بالنسبة لتأديتي أغانٍ شعبية، فهو أمر طبيعي ما دام هناك شقان في الموسيقى؛ الكلاسيكية والشعبية، وهما لا يتعارضان من حيث النظام الموسيقي والإيقاعي، بل يتعارضان من حيث العمق والتعقيد".

يتابع: "في عشرينيات القرن الماضي، سُجلت أسطوانة (وحقك أنت المنى والطلب) لـ أبو العلا محمد (وهو أستاذ عبد الوهاب)، على وجهها الآخر أغنية شعبية؛ فليس هناك تناقض، إنما يجب أن يكون هناك توازن بين الشعبي والكلاسيكي". يضيف: "ولكن للأسف، في عصرنا هذا، الكلاسيكي يموت، والشعبي عبارة عن أنظمة موسيقية مشبوكة ببعضها من غير أي وعي لخصائص أي نظام موسيقي".

يفسّر عنداري: "لا أتكلم هكذا من باب التعصب للهوية العربية، فأنا أستمع باستمتاع إلى كل أنواع الموسيقى، ولكن أنا ضد الاختبار بأنواع موسيقية مختلفة عن موسيقانا من دون الوعي للإمكانات الموجودة في نظامنا الموسيقي، وعدم إعطاء فرصة حتى لتعلم هذه الموسيقى ومن ثم تطويرها بعد جهد جهيد؛ لأنها ليست موسيقى سهلة لنغيّر ونعدّل فيها، إنما تتطلب الكثير من السمع والحفظ والعلم".

المساهمون