"نشيد الحجر".. معرض تشكيلي يروي قصة القضية الفلسطينية

"نشيد الحجر".. معرض تشكيلي يروي قصة القضية الفلسطينية

31 ديسمبر 2017
المعرض يسلط الضوء على الواقع الفلسطيني(عبد الحكيم أبورياش/العربي الجديد)
+ الخط -
وقفت الفتاة الفلسطينية سيرين العمش أمام مجموعة لوحات تشكيلية تجسّد واقع الشعب الفلسطيني منذ بداية النكبة عام 1948 والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني حتى اللحظة، وقد بدت منسجمة في تفاصيل القصص التي ترويها كل لوحة.

تلك اللوحات كانت ضمن معرض "نشيد الحجر" الذي نظّمته وزارة الثقافة الفلسطينية في جمعية الشبان المسيحية، وسط مدينة غزة، اليوم الأحد، بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وقد عكست ملامح القضية الفلسطينية واللجوء والتشريد، مروراً بالانتفاضات، والاعتقالات، والمداهمات، وعمليات إطلاق النار على المواطنين العزل.

وتقول العشرينية العمش، لـ"العربي الجديد"، إن المعرض جسّد معاناة الفلسطينيين منذ النكبة الفلسطينية قبل ستة عقود، في لوحات تشكيلية تحكي أصناف المعاناة والأمل، موضحة أن اللوحات التشكيلية تعدّ نوعاً من أنواع المقاومة السلمية، يبعث الفنان من خلالها رسائله ويعكس واقعه.

وتوافقها الرأي صديقتها سلام النجار التي قالت إن "المعرض جميل، ويعكس كل تفاصيل القضية الفلسطينية منذ احتلال إسرائيل لفلسطين حتى اللحظة"، بينما تقول ساندرين النجار إن كل لوحة تحكي قصة مختلفة من قصص المعاناة الفلسطينية، مبينة أن اللوحات يمكنها إيصال واقع الشعوب من خلال الفرشاة والألوان، بدون كلام.

واكتظّ معرض اللوحات التشكيلية بأعمال فنية لنحو 86 فناناً فلسطينياً من قطاع غزة، والضفة الغربية، والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ودول الشتات، إذ جسّد الفنان محمد الفرا لحظة تشييع جثمان الشهيد على أكتاف أصحابه وذويه، وفي منتصف اللوحة والدة الشهيد وهي تطلق الزغاريد.

أما الفنان كامل المغني فقد صوّر بألوانه الترابية سيدات فلسطينيات باللباس الفلاحي، وإلى جانبهن حمامة سلام مأسورة، كذلك شارك الفنان الفلسطيني عبد المطلب عبيات بلوحة لمزارع فلسطيني يحصد القمح بالمنجل وإلى جانبها لوحة لجنود الاحتلال الإسرائيلي وهم يقنصون أطفالاً أحيطوا بكلمة "سلام" بلغات عدة.





كذلك شارك الفنان الفلسطيني فتحي غبن بلوحة كبيرة ظهر فيها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وجنود يرفعون العلم الفلسطيني ومن حولهم أبناء الشعب، بينما رسم الفنان محمد أبو ستة ملثمين فلسطينيين، وإلى جانبهم شهيد يرفع شارة النصر.

وضمت زوايا المعرض لوحات عديدة، لمقاوم يحمل آلة موسيقية، وشاب أعزل يواجه بندقية جنود الاحتلال، وآخر يقذف الحجارة على الجنود المدججين بمختلف أنواع الأسلحة، وإلى جانبها لوحة لجنود يعتقلون طفلاً ولوحة لطفل يحمل خريطة فلسطين مزينة بالعلم الفلسطيني، كذلك لوحة ضخمة للمسجد الأقصى ومدينة القدس العتيقة.

وتقول الزائرة آلاء حمد إن أهمية المعارض الفنية تكمن في الرسائل التي تحملها، خاصة أنها عكست واقع الشعب الفلسطيني الذي يعيش مختلف أصناف المعاناة، بينما توضح صديقتها بيان البنا أن المعرض توشح بالروح الوطنية، وعكس تراث وتاريخ الشعب الفلسطيني، داعية الفنانين إلى مواصلة عملهم، وفضح جرائم الاحتلال عبر إبداعهم.

وكان مدير الفن التشكيلي في وزارة الثقافة الفنان باسل العكلوك واحداً من الفنانين المشاركين في المعرض، عبر لوحة لمدينة القدس بألوان زاهية، ويقول لـ"العربي الجديد" إنه رسم المدينة حسب أحلامه التي يحب أن يراها فيها، مضيفاً: "هكذا أحلم أن تكون كل المدن، زاهية اللون، بدون أي احتلال أو ظلم".



ويقول العكلوك، وهو أحد القائمين على المعرض، إن الفن هو رسالة ولغة موحدة لكل العالم، وإن المعرض يعتبر أول نشاط بعد توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية ويأتي في الذكرى الثلاثين للانتفاضة الفلسطينية الأم التي اندلعت عام 1987م، ويضم نحو 86 فناناً من مختلف المدن الفلسطينية، مضيفاً: "جاء النشاط ليؤكد أننا لا ننسى الدماء، وأننا متمسكون بأرضنا، وعاصمتنا القدس".




المساهمون