: الدراما في غزة تستعيد نشاطها بمسلسل "الروح"

: الدراما في غزة تستعيد نشاطها بمسلسل "الروح"

20 مايو 2014
الصورة خاصّة بـ"العربي الجديد" من موقع التصوير
+ الخط -
ممثلون يلبسون الزي العسكري الإسرائيلي، ومشاهد "أكشن" يُطارد خلالها الجنود الإسرائيليون مقاومين فلسطينيين بين الأحراش.. هي مشاهد تبدو للوهلة الأولى كأنّها جزءًا من فيلم هوليوودي، لكنّها في الحقيقة كواليس مسلسل "الروح" الفلسطيني، الذي يجري تصويره في غزّة، حيث كان "العربي الجديد" حاضراً حصرياً.

ينقل مسلسل "الروح"، الذي بدأ تصويره في مناطق مختلفة بالقطاع، مجموعة قصص حقيقية تعكس ملامح وحالة المجتمع الفلسطيني وصموده وصبره، في كلّ من الضفة الغربية وغزّة، ووضع المقاومة الفلسطينية خلال السنوات السبع الأخيرة.

يُعتبر "الروح" نقلة نوعية في الدراما المنتجة بقطاع غزّة، إذ يُصنَّف على انّه من أعمال "الأكشن" لما يحتويه من مشاهد مطاردات وقصف واعتقالات، فيما يُشكّل المسلسل عودة الروح إلى جسد الدراما الفلسطينية، واستعادة نشاطها الذي خفت لسنوات عدّة.

يُشارك في العمل 150 ممثلاً، إلى جانب عشرين فنياً ومساعداً، على أن يُعرض في شهر رمضان المقبل، من إنتاج فضائية "الأقصى" التي تبث من غزّة.

المخرج عمار التلاوي يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "العمل هو الأوّل من نوعه فلسطينياً، ويأتي إنتاجه في ظلّ ظروف غاية في الصعوبة مادياً، ولجهة الأدوات المساعدة".



وشكا من "عدم توافر إمكانيات كثيرة أهمّها المال، إضافة إلى أنّنا لا نصوّر في مدينة إنتاج إعلامي، بل في مكان مفتوح ومخيّمات مكتظّة بالبيوت والسكّان، ومن الصعوبة بمكان السيطرة على الحارات والسكان الموجودين في مواقع التصوير".

وعن الإشكاليات التي تواجه العمل يقول التلاوي: "هناك لقطات يظهر فيها على أقلّ تقدير 25 بيتاً، فالتحكم بالمكان صعب جداً في ظلّ غياب ثقافة تصوير المسلسلات بين السكان ووجود كاميرات إنتاج الدراما".

ويلفت إلى أنّ الفريق يصوّر بعض اللقطات القريبة من الحدود الاسرائيلية، بما يعرّض أفراده إلى أخطار عديدة من قبل الاحتلال الذي يرتاب من وجود أيّ تحرّكٍ على الحدود.

أما مدير الإنتاج، إبراهيم مسلّم، فلفت إلى أنّ "مشاهد التفجيرات في المسلسل عمل ذاتي غير محترف، وتجارب بسيطة لكادر العمل، بعد بحث عبر الانترنت ومن ثم صنّعناها يدوياً بسبب قلّة الإمكانيات".

وأضاف مسلم لـ"العربي الجديد": "نعمل على قدر الإمكانات التي بين أيدينا، لكنّنا لا نحاول استخدام معدّات المقاومة أو الدولة، بل أنّ تكون معدّاتنا على قدر جهودنا الذاتية، ونعمل على تصنيع الخدع السينمائية لتكون بالمستوى المطلوب مع تكلفة بسيطة، ليخرج العمل مميزاً وبعيداً عن التقليدية في الإنتاج والتمثيل".

وأكد مسلّم أن الوضع الأمني لا يساعد كثيراً في تنفيذ مشاهد العمليات العسكرية والاقتحامات خصوصا أنّ التصوير يجري في مناطق حدودية، يتواجد فيها الاحتلال الإسرائيلي، ومناطق أخرى قريبة من مناطق تدريب للمقاومة الفلسطينية.

وبيّن مسلم أنّ أهم التحديات التي واجهت الفريق هي إعاقة دخول بعض المعدّات "من بينها خاصّة بالخدع السينمائية ومعدّات تصوير". وكشف أنّ الجديد في المسلسل "هو كون الطاقم بأكمله من ممثلين وفنيين ومخرج وكاتب سيناريو هم فلسطينيون من غزّة".

من جهته، أكد أحد أبطال العمل، الممثل رائد قنديل، أنّ المسلسل "عمل ضخم بإمكانيات قليلة". وتابع في حديث لـ"العربي الجديد": "أجسّد دور أحد الفلاحين من الضفة الغربية، يتحوّل من مواطن عادي إلى مقاوم ينتمي إلى أحد الأجنحة العسكرية".

وتوقّع قنديل للمسلسل النجاح "لما يحتويه من حبكة درامية وقصص حقيقية، ناهيك عن صبغته بروح الشعب الفلسطيني الثائرة، إضافة إلى روح التعاون والتفاهم بين طاقمه، وتحمّل كلّ الظروف من أجل إنجاز عمل احترافي مميز".

 

المساهمون