متحف الأردن يروي قصة تواجد الإنسان منذ القدم

متحف الأردن يروي قصة تواجد الإنسان منذ القدم

22 ابريل 2015
صورة من مقتنيات المتحف للحياة البدوية (العربي الجديد)
+ الخط -

يرى العاملون في متحف الأردن أنه سيكون، خلال وقت قريب، مكاناً يجسد الإيمان المطلق بأهمية التعليم والتعلم، ونمو الشخصية والاستكشاف. فضلاً عن كونه يتيح الفرصة لزواره، كي يفكروا بالنواحي التاريخية والثقافية التي أنتجها المجتمع المحيط بهم. عبر تمكينهم من إدراك وتقدير والحفاظ على الهوية الوطنية، وفهم تأثير التفاعل الإنساني مع البيئة على مر العصور، والمتحف يتيح للمهتمين مشاهدة التراث الثقافي والحضاري الذي يحكي تاريخ الأردن على مر العصور.

وتعود فكرة إنشاء متحف وطني لعرض كنوز الأردن الأثرية والتراثية إلى ستينيات القرن العشرين، حيث بقيت الفكرة حبراً على ورق. وفي عام 1980 عقد المؤتمر الدولي الأول لتاريخ وآثار الأردن برعاية الأمير الحسن بن طلال في أكسفورد، وأوصى المشاركون بإنشاء متحف وطني. حيث تبع ذلك تشكيل "جمعية التراث الأردني" في عام 1989 برئاسة الأمير الحسن وعضوية عدد من المهتمين، ووضعت الجمعية الأسس التي تطورت لتصبح المفاهيم العامة للمتحف. أما التمويل فقد أتى في عام 1999 عندما وقعت الحكومة الأردنية اتفاقية قرض مع الحكومة اليابانية لتمويل "مشروع تطوير القطاع السياحي"، ومن أهم مكوناته "المتحف الوطني".

وبحسب مدير متحف الأردن المهندس إيهاب عمارين أصدر الملك عبدالله الثاني بن الحسين إرادة ملكية بإنشاء "المتحف الوطني"، وتمت الموافقة على نظام المتحف عام 2003. وقد ابتدأ العمل على إنشاء المتحف في عام 2005، عندما وضعت الملكة رانيا العبدالله، رئيسة مجلس أمناء المتحف، حجر أساس المبنى، وأقر مجلس الأمناء اسم متحف الأردن.

ويضيف عمارين: "صمّم المعماري الأردني البارز الراحل جعفر طوقان مبنى المتحف، ليكون كما خُطط له، مؤسسة رائدة على المستوى الإقليمي تعنى بالحفاظ على التراث الثقافي والحضاري الأردني وتقديمه بأفضل الصور ليحكي قصة الإبداع الإنساني في الأردن، كما عقد متحف الأردن عدة اتفاقيات تعاون مع متاحف عالمية ومعاهد مختصة، ويتعاون المتحف بشكل دائم مع الجامعات والمعاهد المحلية".



ويعرض متحف الأردن تراث المملكة الحضاري والتاريخي ضمن قاعات مميزة بتصميمها، ويعتبر مركزاً وطنياً شاملاً للعلم والمعرفة، عاكساً تاريخ وحضارة الأردن بأسلوب تعليمي مبتكر، ليروي قصة الأردن في الماضي والحاضر وليتطلع إلى المستقبل، وينعكس هذا التصور على البناء الخارجي للمتحف، حيث ترمز الحجارة الخشنة والملساء إلى الماضي والحاضر، بينما يرمز الزجاج للمستقبل.

ويتضمن المتحف مستودعات حديثة ومركزاً للصيانة والترميم، ويدعم البحث والنشر العلمي، ويقدم المعارض الدائمة والمؤقتة، ولديه برامج للتواصل مع المؤسسات وفئات المجتمع، فهو مركز للمعرفة والتعلم في آنٍ واحد، بحسب عمارين الذي يضيف: "يهدف المتحف إلى ربط الأردن بالثقافات المختلفة، وربط فئات المجتمع الأردني بحوار ذهني يساعدنا في مواجهة صعوبات المستقبل. فالمتحف نقطة انطلاق تشجع ضيوفه على استكشاف مواقع الأردن الحضارية في المدن والريف والبادية، ويطمح لأن يقدم لضيوفه تجربة تفاعلية متكاملة نابعة من حضارة الأردن وتاريخه".

وتشغل قاعات العرض جزءاً كبيراً من مساحة مبنى المتحف البالغة 10,000 متر مربع، وهي تعرض نحو مليون ونصف المليون سنة من تواجد الإنسان على أرض الأردن، بداية من العصر الحجري القديم حتى الزمن الحاضر، ضمن ثلاثة أجنحة رئيسة هي: الآثار والتاريخ، والحياة الشعبية، والأردن الحديث. ويسرد متحف الأردن قصة أرض وإنسان الأردن بالتسلسل التاريخي والمواضيع المنتقاة، باستخدام اللوحات المصورة، وأكثر من ألفي قطعة أثرية معارة من دائرة الآثار العامة، والمواد المصممة خصيصاً لإثراء العرض. وتروي معروضات التسلسل التاريخي قصصاً مختلفة حول تسع مواضيع حيوية هي: البيئة، الغذاء، الفنون، التفاعل الحضاري، السياسة، الصناعة، التواصل، الديانات، الحياة اليومية في الأردن عبر العصور.

وتتوزع "المواقع التفاعلية" ما بين قاعات التسلسل التاريخي، حيث تعرض المواضيع المكملة لقصص التسلسل التاريخي. وتعتمد هذه المواقع على أسلوب التفاعل مع الضيوف بشكل أكبر من عروض قاعات التسلسل التاريخي، وتتواصل معهم في مواضيع علم الآثار والتعدين، والإنسان المبدع، والبداوة والترحال، والكتابة، والإنارة، وأطفال الأردن، وتمتد معروضات متحف الأردن إلى الساحات الخارجية وقاعة المعارض المؤقتة، حيث سيقدم المتحف الفرصة لضيوفه لاستكشاف مواضيع متعددة ضمن المعارض المحلية والعالمية.

اقرأ أيضاً:
متاحف قطر تدشن موقع "عنكبوت"
متحف مكتبة الإسكندرية.. نافذة على حياة قدماء المصريين
متحف الفنّ الإسلامي في قطر: تحفة الضوء والظلال

دلالات

المساهمون