اكتشاف سحابة غاز تساعد على فهم نشأة الكون

اكتشاف سحابة غاز تساعد على فهم نشأة الكون

03 يناير 2019
تساهم السحابة في معرفة نشأة الكون (Getty)
+ الخط -

اكتشفَ علماء الفضاء سحابة غاز وحيدة في أعماق الفضاء السحيق، يرجَّح أنّها حافظت على بُنيتها، ولم تتغيَّر منذ بداية تشكيل الكون، وحادثة ما تسمَّى بـ "الانفجار الكبير". وأوضح مرصد "كيك" الفضائي في هاواي، أنَّ اكتشاف هذا "الأثر" الفضائي، سيكون عاملاً مساعدًا بشكل كبير لمعرفة كيفيَّة تشكّل المجرّات الأولى، وتاريخ نشأة الكون. ووفقاً للباحثين، فإنّ هذه السحابة، هي ثالث دليل على الانفجار الكبير تمّ اكتشافه، حتّى الآن، من قبل البشر.

ومُباشرةً بعد الانفجار الكبير، لم يبق في الفضاء من عناصر كيميائيَّة سوى الهيدروجين والهيليوم. باقي العناصر الكيميائيَّة كان يتمُّ إطلاقها في الفضاء لما كانت تلك النجوم تنفجر. وأوضح عالم الفضاء من جامعة "سوينبرن" Swinburne في مدينة هوثرن في أستراليا، فريدريك روبرت، في بيان من المرصد: "أينما نظرت إلى الكون، فإنك ستجدهُ ملوّثاً بعناصر كيميائيَّة ثقيلة، بالإضافة إلى النفايات المنتجة من انفجار النجوم. إلا أنَّ هذه السحابة المكتشفة، تبدو نقيّة وصافية وغير متأثرة، وهذا ما يدلّ على أنها "ناجية" من الانفجار الكبير".  



وسحابة الغاز المكتشفة هذه، بعيدة لدرجة أنَّ أي إشعاع منها يسافر لبلايين السنين حتّى يصل إلينا، لذلك، سيتمكّن العلماء من معرفة بعض المعلومات، عمّا كان عليه وضع الكون بعد 1.5 مليار سنة من الانفجار الكبير. 


ويقوم الباحثون بالبحث عن هذه السحابات الغازية والتي تساعد على فهم نشأة الكون. يتمّ فحص ضوء المجرات البعيدة الساطع، والذي يسمّى علمياً بـ "الكوارزات". يخترق ضوء المجرة البعيدة هذه السحابات الغازية، والتي يهدف العلماء إلى معرفة بنيتها، من الخلف. وكمية الضوء الواصلة إلينا بعد أن تخترق السحابة، ستساعدنا على معرفة تفاصيل السحابة بدقة، لأنَّ الأطوال الموجية الضوئيّة تتغير بعد أن تمرّ بالسحابة، إذْ تمتص جزيئات السحابة الضوء الداخل، وكل جزيء يمتصّ كمية محددة من الضوء. بهذه الآليّة، حدد العلماء أنَّ العنصر الأساسي المكوّن لهذه السحابة المكتشفة، بعد تحليل الضوء القادم إلينا، هو الهيليوم. وهذا ما أكّد للعلماء، أنّ هذه السحابة هي سحيقة فعلاً، وهي غير ملوثة ببقايا الانفجار الكبير. 

المساهمون