لباس وعد الخطيب وأماني بلور في الأوسكار: جدل سوريّ

لباس وعد الخطيب وأماني بلور في حفل الأوسكار: جدل سوريّ

12 فبراير 2020
وعد وأماني وجه واحد لسورية(Getty)
+ الخط -
بين معطف طويل غير مزركش وحجاب، وفستان مكشوف الكتفين طُرزت عليه عبارة "تجرأنا على الحُلُم ولن نندم على الكرامة"، أثار زي الطبيبة السورية أماني بلور والمخرجة السورية وعد الخطيب في حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام، جدلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبعدما وصل إلى الترشيحات النهائية للأوسكار فيلمان سوريان: الأول هو "الكهف" للمخرج فراس فياض، الذي يرصد الجهود التي بذلتها أماني بلور لمساعدة الضحايا، في مستشفى ميداني أثناء حصار النظام وروسيا للغوطة الشرقية. أما الثاني فهو، فيلم "إلى سما" لمخرجته وعد الخطيب، الذي يرصد تفاصيل من معاناة وكفاح وعد وزوجها حمزة وابنتها سما في حلب أثناء حصارها. 

وخلال حفل توزيع الجوائز الذي أقيم ليل الأحد، اعتبر البعض أنّ ما ارتدته كل من السيدتين السوريتين، غير مناسب لتمثيل بلدهما في محفل عالمي، في حين أثنى آخرون على إطلالتهما.

 

إطلالة عفوية أم رمز للإسلام السياسي؟
اعتبر البعض أنّ لباس بلور ليس مجرد "خيار إسلامي بريء"، وأنه لا يمثل التراث السوري، بل يمثل "الإسلام السياسي اللا قومي"، وأنّ فيه إشارة لاهتمامها بانتمائها الديني أكثر من قضية شعبها، حيث كتبت الناشطة سارة العظمة: "علينا أن نفهم أنّ ما ترتديه هو أكثر من قماش على الجسد، أنواع كثيرة من اللباس هي دلالات ورموز لهوية، انتماء، فكر إيديولوجي. الملابس ليست بريئة والنقاش هنا ليس عن الذوق ولا الموضة ولا التراث، بل عن رسالة سياسية ترسلها الدكتورة أماني بلور للعالم، وتخصنا لأننا سوريون وهي تمثل سورية. نعم من حقنا أن ننتقد".



وأوضحت العظمة أنّ انتقادها ليس موجهًا لحجاب بلور، بل لتصميمه، وأضافت: "هاد المانطو وحجاب الرأس بألوان معينة ومن دون نقشات وتطريز وغيره، هاد زي إسلامي إجا مع بداية الزحف الإسلامي، تحديدًا بعد نجاح ثورة الخميني بإيران وما تبعه من رد فعل سعودي، وبداية حرب باردة تحولت مع السنوات لحارّة وقاتلة، نشهد تفجيراتها بسورية واليمن ولبنان والعراق اليوم".

 

استعراض باذخ أم رمز للثورة؟
كما اعتبر آخرون فستان الخطيب "استعراضًا فارهًا"، يتناقض مع الحالة المأساوية التي يعيش فيها الشعب السوري، ومع الدلالات الإنسانية التي يحملها فيلمها، حيث قال الكاتب حكم البابا: "هناك تناقض غير مفهوم بالنسبة لي بين فستان وعد الخطيب في حفل الأوسكار، وبين فيلمها (إلى سما)، ولو كنت مشاهدًا غربيًا فسأحتار أيهما سأصدق: الفيلم المؤثر عن بشر يموتون تحت القصف، أم الفستان الاستعراضي الفاره رغم دلالة العبارة التي يحملها، ولكن لأني سوري أفهم أمراض السوريين. بالنسبة لي الدكتورة أماني بلور شخصية فيلم (الكهف) الرئيسية بملابسها الطبيعية، أقرب لحالتنا وأكثر تعبيرًا عن وضعنا من الاستعراض الباذخ".




 

وعد وأماني وجهان لسورية
من جهة أخرى، دافع كثيرون عن حرية أماني ووعد في اختيار لباسيهما وإظهار انتماءيهما السياسي والديني والاجتماعي، مؤكدين أنّ اختلافهما يمثل سورية الحرة التي يحلمون بها والتي تحترم التنوع، ومشيرين إلى أنّ ما قدمتاه لإيصال صوت الشعب السوري للعالم، أهم من المظاهر الخارجية.

حيث قال الكاتب السوري ياسين الحاج صالح: "اللي عاملين مشكلة مع حجاب أماني أو سفور وعد، بدّن نظام رأي واحد وسلوك واحد ومعتقد واحد، يعني نظام حرب أهلية دائمة مثل الدولة الأسدية، مع أماني المحجبة وضد فرض الحجاب، مع وعد السافرة وضد فرض السفور، الحلم اللي تجرأنا عليه والكرامة اللي ما رح نندم عليها، حسب ما مكتوب على فستان وعد، تدعونا أن نخص باعتراضنا الظلم والتمييز والبهيمية، وليس ما يختاره الناس، وخاصة ما تختاره النساء لأنفسهم، نحن وعد وأماني مع بعض".


وكتبت الرسامة ديالا بريسلي: "أماني ووعد تنيناتون بمثلوا الثورة، وتنيناتون بمثلوا الشعب السوري، وأصلًا أنا كان حلمي بالثورة السورية هو هاد التنوع وتقبل الاختلاف، هاد الحلم بالنسبة إلي أهم من إسقاط الأسد".


كما قالت الإعلامية دينا بطحيش: "قدمت الدكتورة أماني بلور نفسها بحفل الأوسكار، كسورية بحتة من دون أي تكلف أو مبالغة، طلعت بلباسها المتواضع بأكبر حفل عالمي وقدّمت نفسها كطبيبة أنقذت آلاف الأرواح في أكتر منطقة عاشت حربا مجنونة، كان وجودها علنيًا ومباشرًا لكل الدنيا"، وأضافت: "وعد الخطيب وبفستانها اللي كل السوريين قالوا إنو كان ثورة، قدّمت نفسها كبنت الثورة وبس"، وأردفت: "الشي اللي عملوه هالصبيتين والرسالة اللي وصلوها، أكبر من كل الإنجازات السياسية والعسكرية بكل هالسنين".


وكتبت ديمة دهني: "نحن النساء السوريات، من حقنا نختار ونحدد شو بدنا نلبس، أو كيف بدنا نحكي، وكيف بدنا نطلع على المحافل الدولية، وحتى على منصات التواصل الاجتماعي، ما مقبول ننسى كل شي عملتو أماني ونعلق على لبسها! ولا مقبول ننسى كل شي عملتو وعد ونعلق على لبسها! إذا منقدر نتفق إنو المظهر الخارجي هو شي شخصي بيكون عظيم، إذا منقدر نتفق إنو ما خصنا باختيارات الآخرين الشخصية بيكون شي عظيم".


وكتبت الممثلة السورية ناندا محمد: "أنا حبيت فستان وعد الخطيب بالأوسكار، مجرد وجود كلام عربي على فستان بهيك حدث هو شي استثنائي ومفيد لنا وكمان الجملة المختارة كتير حلوة وقوية، حضور وشكل وفستان وعد الخطيب يمثل جزءا كبيرا من نساء سورية، وتابعت : "من جهة تانية حضور وشكل الدكتورة أماني بطلة فيلم الكهف بالأوسكار بالحجاب والترانشكوت(المعطف) السوري التقليدي بيمثل الجزء التاني من نساء سورية وكتير مؤثر، كل وحدة فيهن مكملة التانية، ياريت لو كان في صورة بتجمعهن مع بعض" مؤكدة أن الأهم هو فضح الفيلمين لجرائم الأسد


ماذا قال مخرجا الفيلمين؟
كما ردّ المخرج فراس فياض على أحد منشورات سارة العظمة، واصفًا رأيها بالـ "الإقصائي والعنصري"، ومؤكدًا أنّ بلور طبيبة عاشت سني حصار على مقربة من أكبر مأساة بالعصر الحديث، وأنها لم تكن في حفل الأوسكار لتتبارى في استعراض الأزياء، بل لتمثل صوت الفقراء في سورية، ومؤكدًا أنّ إطلالتها كانت بسيطة ومتواضعة، وأنّ مجرد وجودها في الأوسكار هو بيان سياسي أمام عنجهة السياسيين، وأمام حظر ترامب دخول السوريين.

وقالت وعد الخطيب في منشور شاركها فيه فراس فياض: "فخورة بوجودنا، وبالرسالة يلي قدمناها، بفستاني وبحجاب الدكتورة أماني وشباب الغوطة الأبطال اللي حوليها، صح ماربحنا بس وجودنا كان تحدي كبير. ولا حدا مننا كان عم يعمل الفلم مشان ناخد الأوسكار. كنا عم نحاول نعيش ونصور ونوثق عمل الأبطال يلي مابيتقدر لا بفلم ولا بتمن" وتابعت: "الشي المهم اليوم هو إدلب، هو العالم يلي جوا يلي لسى عم تقاوم ويلي بتستحق تعيش. الشي المهم إنه النظام وروسيا ورغم كل شي عم يعملوه ليشوهوا الثورة، رح يضلوا مجرمين وما رح يشوهونا ولا رح يوقفونا عن أحلامنا بسورية الحرة".

 

المساهمون