"إنستغرام" المشاهير: حسابات وهمية وأشباح

"إنستغرام" المشاهير: حسابات وهمية وأشباح

16 اغسطس 2019
نص متابعي مايلي سايرس حسابات وهمية (Getty)
+ الخط -
يعتقد معظم الفنانين أن موقع "إنستغرام" هو مقياس لنسبة النجاح أو المتابعة، لكن دراسات عدة تؤكد أن بعض هؤلاء يعيشون وهماً، والأدهى أن المتابعين الحقيقيين يصدّقون الأرقام المرفوعة على صفحات المشاهير، لكنها بالطبع غير دقيقة. 
لا يختلف الوضع في العالم العربي عن وضع النجوم في العالم. صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية، نشرت قبل أيام تقارير حول هذا الأمر.
قامت الصحيفة بمراقبة حسابات المشاهير العالميين، واحتسبت نسبة المتابعين الوهميين لكل نجم على موقع "إنستغرام"، لتظهر "الفضائح"، وفق ما تناولت وسائل إعلام. وفقاً للصحيفة، تبيّن أن لدى مقدمة البرامج الأميركية ألين دي جينيريس نسبة 58 بالمئة متابعين وهميين من أصل 74.4 مليون متابع، في حين بلغت نسبة المتابعين الوهميين لدى كاتي بيري 53 بالمئة من أصل 83.6 مليون متابع.

الفرق كبير يتعدى النصف؛ إذ يتجاوز الخمسين بالمئة، وهذا يعني أن الجمهور الحقيقي يقع في فخ الزيف الذي يؤكد أن نسبة متابعي بعض الفنانين تتخطى الملايين.

أما بالنسبة لكورتني كاردشيان، فكُشف أن 49 بالمئة من متابعيها عبر "إنستغرام" وهميون، من أصل 80.7 مليون متابع، والرقم نفسه بالنسبة لتايلور سويفت لكن من أصل 120 مليون متابع، بالإضافة إلى أريانا غراندي التي تبلغ نسبة المتابعين الوهميين لديها على "إنستغرام" 44 بالمئة من أصل 161 مليون متابع، والنسبة عينها لدى مايلي سايرس من أصل 97.1 مليون متابع، وكذلك 44 بالمئة من متابعي كيم كاردشيان هم وهميون من أصل 145 مليون متابع.
لم يقتصر الأمر على المشاهير فقط، إنما طاول أيضا الفرق الموسيقية، حيث أظهرت الإحصائيات أن فرقة BTS الكورية لديها نسبة 48 بالمئة متابعين وهميين من أصل 20 مليون متابع.

هذا في الغرب، أما في العالم العربي، فالوضع مشابه تماماً مع الفرق الواضح في عدد المتابعين. يعمد بعض الفنانين، في لبنان تحديداً، إلى الاستعانة بموظفين أو معجبين من أجل إنشاء بعض الصفحات الوهمية، التي تنقل فيديوهات للفنانـ/ـة وتظهر أنها صفحة إعجاب، فتحمل اسم الفنان إلى جانب كلمة Fans، أو "صفحة المعجبين الرسمية". لكن بحسب ما هو ظاهر، فإن كل هذه الحسابات وهمية، ويملك مفتاحها الفنان أو الفنانة، وباستطاعتهما الدخول إليها أو تكليف أحد المعجبين ببث فيديوهات تظهره في جلسات خاصة، أو نشر صور لا يريد نشرها على صفحته الخاصة الموثقة.

لا نغالي لو قلنا إن بعض الأسماء الفنية في لبنان تسيطر على تطبيق "إنستغرام" عبر حسابات وهمية، وتحفل "الهاشتاغات" بمجموعة من الفنانات اللواتي يعملن بجهد "افتراضي" من أجل البقاء على موقع الصور الأشهر، نانسي عجرم، وإليسا وسيرين عبد النور ونادين نسيب نجيم الأكثر حضوراً بين الفيديوهات على تطبيقات "البحث". يكفي أن تلمح فيديو من مشهد لمسلسل أو أغنية للأسماء الذكورة لتأتيك لائحة مصورة أخرى من فيديوهات نُشرت من قبل، بعضها يعود لسنوات طويلة مضت.
الحال بالنسبة للمغنية هيفا وهبي التي تملك حسابات بالجملة على تطبيق "إنستغرام". تتولى إحدى الصفحات التي تحمل اسم @KarimaWehbe نشر وبث فيديوهات وصور لهيفاء وهبي لا نجدها في صفحة وهبي الرسمية، ويبلغ عدد متابعي @KarimaWehbe قرابة 25 ألف متابع.

وتنشط صفحات بالجملة للممثلة وملكة جمال لبنان السابقة نادين نسيب نجيم، على التطبيق ذاته. قبل أشهر، نشرت إحدى الصفحات التابعة لنجيم صوراً خاصة لها من سهرة قضتها بطلة "خمسة ونص" مع أصدقائها، ما يطرح سلسلة من علامات الاستفهام حول من باستطاعته تنزيل فيديو صور في سهرة خاصة من الواضح أنها كانت تقضيها برفقة زوجها وبعض الأصدقاء؟
يأتي هذا كله من باب الترويج لحضور الفنانين، أو بمعنى آخر مشاركة وجودهم على المواقع البديلة التي تشغل أذهان المتابعين، وليس بالضرورة أن تكون لدى هؤلاء متابعة بالملايين كما تشير الحسابات غير الموثقة التي تحمل أسماءهم.

خلال عطلة العيد، انتشر فيديو للفنانة سيرين عبد النور وهي تقضي إجازتها في إحدى الجزر اليونانية إلى جانب طبّاخ ماهر يحضر لها طبقاً من اللحم على غرار التركي بوراك. الفيديو حصل على أكثر من مليون مشاهدة، لكن اللافت أن هذا العدد لم يأت على حساب سيرين عبد النور الخاص، بل من خلال مجموعة صفحات تناقلت الفيديو وكتبت في هاشتاغ: ميكونوس. لم تكلف الفنانة نفسها وتعلن عن رحلتها إلى اليونان لقضاء إجازة إلا بعد أيام من نشر الصور والفيديوهات.

ثمة شبكة تسيطر على عالم "إنستغرام" اليوم، تبعدنا عن الفنانين الذين يحققون حضوراً حقيقياً في العالم غير الافتراضي، وأحيانا على موقع يوتيوب، تكاد تنعدم مثلاً الفيديوهات الخاصة بفنانين أثبتوا أنفسهم، فلا حضور قويا لوائل كفوري على "إنستغرام"، ربما بسبب تفاعله على موقع تويتر أكثر، في حين تعيده طليقته إلى الواجهة عبر "إنستغرام"، عند استخدامها صفحتها لأي منشور تريد أن تعبر به عن حالها وأحوالها بعد طلاقهما. 
كذلك لا تفاعل أو تبادل لفيديوهات الفنان فضل شاكر التي تحقق على موقع "إنستغرام" ملايين المتابعين، ومنها إصدارات نشرت قبل وقت، وهو لا يزال متواريًا عن الأنظار بسبب محاكمته، وكذلك فيديوهات خاصة بالفنان جورج وسوف، في وقت تسيطر أخبار وفيديوهات الفنان المغربي سعد لمجرد على الموقع بشكل تفاعلي واضح.

المساهمون