"كارما"... خالد يوسف و"فخامة الرئيس"

"كارما"... خالد يوسف و"فخامة الرئيس"

14 يونيو 2018
راح يوسف يشكر الجهات التي تدخلت لتصحح الأمر (فيسبوك)
+ الخط -
بعيداً عن نظرية المؤامرة، جاءت أزمة فيلم "كارما"، التي لم يستغرق حلها أكثر من يوم، لتطرح كثيراً من الأسئلة، وتكشف المزيد من التدهور الذي تعيشه صناعة السينما والدراما في مصر. لا يتوقف الأمر عند أشكال التضامن التي جرت مع الفيلم فقط، بل ويمتد إلى طريقة تعاطي أصحابه أنفسهم مع الأزمة.

لم يتوقف سينمائيون عند خلافاتهم السياسية مع مخرج الفيلم خالد يوسف الذي واجههم في معارك كتابة الدستور حين كان عضواً في اللجنة التأسيسية، ولا بعدها في مواقفه وهو نائب في البرلمان الحالي، وأعلنوا عبر صفحاتهم الشخصية وبتوقيع بيانات التضامن رفض ما جرى مع الفيلم.

لكنهم لم يكونوا المشهد الأبرز في ما جرى؛ فما أن انتهت الأزمة حتى وجدوا الرجل الذي تضامنوا معه يشكر الجهات السيادية التي تدخلت لتصحح الأمر، فوجدوا أنفسهم يسألون: من منع الفيلم إن كانت الرقابة قد وافقت عليه قبل ذلك؟

في جبهة أخرى، كان بيان تضامني تصدّر الموقعين عليه المنتجُ محمد العدل، جاءت خاتمته تناشد "فخامة الرئيس" أن يتدخل لإعادة الأمر في نصابه والكوكب في مداره" بعد ذكر وقائع من التاريخ تدخلت فيها الرئاسة لإنقاذ أفلام من المنع كما جرى في فيلمي "ميرامار" و"شيء من الخوف".

لم يرض هؤلاء بأن تتحول تلك الأزمة إلى مناسبة وفرصة سانحة لمناقشة ورفض ما يجري من أشكال الرقابة والحجب الجديدة كلجنة الدراما والتباهي بمراجعة المخابرات للأعمال الفنية، ولا التعليمات التي بدونها سيمنع عرض الفيلم كما جرى في العبارة التي فرضت على بداية فيلم "اشتباك".

تعامل أصحاب هذا البيان مع الواقعة كأنها الأولى التي تفسد مناخ حرية الإبداع والفن، وعلى الرئيس المحب لهما أن يتدخل، تجاهلوا أن فيلماً اختاره مهرجان القاهرة السينمائي ليشارك في مسابقته الرسمية اسمه "آخر أيام المدينة" عاد المنظمون وتراجعوا عن الخطوة قبل أن ترفض الرقابة عرضه لاحقاً بينما يتجول الفيلم بنجاح وإشادات في مهرجانات العالم المختلفة.

بدا الأمر وكأن الواقعة جديدة، ولا نعيش أياماً يمثل فيها فريق مسرحي بين أفراده أحمد الجارحي الممثل والمذيع الذي عرفه الجميع من مشاركته في برنامج "البرنامج" مع باسم يوسف يحاكم مع زملائه أمام القضاء العسكري، لأنه قدم عرضاً مسرحياً عن المجند سليمان خاطر.

في مواضع أخرى، تحدث المنتج محمد العدل عن خشيته من التعدي على دولة القانون، وفي البيان يتحدث مع الموقعين عن خشيتهم من أن تمنح الدولة بحجبها الفيلم فرصة لخصوم دولة 30 يونيو للإغارة المنظمة عليها. هكذا، أديرت المعركة وهكذا انتهت. لم تكن السينما المعنية باعتراضهم، لكنه صديق ضمن حلف سياسي واجه أزمة أنهتها التوسلات وتدخلات الجهات السيادية كمن أوقفه ضابط دون وجه حق، فهاتف رتبة أعلى منه بدلاً من أن يسأله عن القانون.

عموماً، يمثّل فيلم كارما عودة بعد غياب ست سنوات عن السينما للمخرج خالد يوسف. يعتمد العمل، الذي سيُعرض ضمن أفلام العيد، على البطولة الجماعية، حيث يشارك فيه كل من الفنانين خالد الصاوي، وعمرو سعد، وحسن الرداد، وزينة، وغادة عبد الرازق، ودلال عبد العزيز، وغيرهم. وتدور قصة العمل الذي كتبه محمد رافع حول عالم الفوارق الطبقية، من خلال استعراض لنماذج تعيش حياة الرفاهية والثراء وأخرى بسيطة كادحة.

المساهمون