كيف أعاد هوميروس جبنة فيتا إلى اليونان؟

كيف أعاد هوميروس جبنة فيتا إلى اليونان؟

27 فبراير 2019
جبنة فيتا ضيف الشرف في السلطات اليونانية (Getty)
+ الخط -
انتظرت اليونان أحد عشر عاماً حتى أقر الاتحاد الأوروبي بأن جبنة فيتا، جبنتها بلا منازع، وأصدرت أعلى هيئة أوروبية تعنى بحماية حق المنشأ، قرارها بأن فيتا تراث يوناني محميّ.

وكانت اليونان تقدمت بطلب في العام 1994، لأجل تسجيل هذا النوع الشهير من الجبن باسمها حصراً. 

لكن دولا أوروبية أخرى رأت أن فيتا مشتقة ببساطة من الكلمة الإيطالية feta والتي تعني "شريحة"، وأن المنتج مصطلح عام لأي جبن يصنع من حليب الأغنام أو الماعز، أو الاثنين معاً، ويمكن إنتاجه في أي مكان.

وبعد سنوات من المنازعة حول نَسب الجبنة بين اليونان، ودول أوروبية عدة بينها ألمانيا، وفرنسا، والدنمارك، والمملكة المتحدة، فازت اليونان أخيراً بالاعتراف الأوروبي، وكان ذلك عام 2005.

اليونان بلد حضاري موغل في القدم. وحين تحصل على حق ملكية معاصر، تفضل أن تدمغه بختم أسطوري من أساطيرها القديمة.

وذكر موقع Greek Reporter، أن هناك دليلاً "عظيماً" على أن أول ذكر للجبن الشهير قديم قدم ملحمة "الأوديسة" لهوميروس.

فحين دخل أوديسيوس ورجاله كهف بوليفيموس، العملاق، فإن أول ما لاحظوه كان الجبن الأبيض ورائحته المكتنزة المصنوعة من حليب الماعز والأغنام.

يقول نص الأوديسة: "دخلنا الكهف، لكنه (العملاق) لم يكن هناك. فقط خرافه الضخمة ترعى في المرج. كانت مصافي الجبن المعلقة مليئة بالجبن، ويرشح منها المصل.

وفقا للأسطورة، فإن العملاق بوليفيموس صنع الجبن الذي أصبح في وقت لاحق جبن فيتا عن طريق الصدفة. كان ينقل الحليب الطازج في أكياس جلدية مصنوعة من معدة ماشيته، عندما أدرك يوماً أن اللبن قد تخثر.

وبالنظر إلى أن "الأوديسة" كانت مكتوبة في القرن الثامن قبل الميلاد، فإن اليونانيين لا يرون أحداً يمكنه منافستهم على هذا التراث.

ولم يكن اسم هذه الجبنة إلا اسم "جبنة" دون أي إضافات، أما اسم فيتا، والذي يعني حرفيا "شريحة"، فنشأ في القرن السابع عشر، وربما يشير إلى ممارسة تقطيع الجبن في شرائح لوضعها في برميل.

وانتشر اسم Feta على نطاق واسع في الاستخدام إبان القرن التاسع عشر، وفقاً لما يضيفه الموقع.

دلالات

المساهمون