"ذا فويس"... المواهب تفوق قدرة المدربين

"ذا فويس"... المواهب تفوق قدرة المدربين

25 سبتمبر 2019
بدت سميرة سعيد الأكثر اتزاناً بين المدربين (تويتر)
+ الخط -
عرضت قبل أسبوع الحلقة الأولى من برنامج "ذا فويس" في موسم خامس. الغناء في العالم العربي مجدداً في مواجهة المدربين، إلى جانب الجمهور الذي يتجه إلى هذا النوع من البرامج المصنفة في خانة الترفيه.
الواضح أن القائمين على العمل أرادوا هذا الموسم إثبات أنفسهم مجدداً، والقول إن هذا البرنامج لا يزال يستقطب مجموعة من الأصوات الحالمة، التي تسعى إلى أن تُعرّف بموهبتها، بدليل التركيز الواضح من اللحظات الأولى للمقدمة على كلمة "ذا فويس" بصوت المشتركين أنفسهم، والتسليم بأن البرنامج واحد من أهم الفرص التي تصادف المرء في حياته وتطلعاته وآفاقه المستقبلية.
من اللحظات الأولى، يتضح توجّه البرنامج إلى الترويج لمعظم الأصوات على حدّ سواء، خصوصاً عبر اللقطات التي تحظى بمشاركة واسعة على السوشيال ميديا. هذا الموسم، يتجوّل بين القاهرة وبيروت والمغرب العربي. عدسة تنقل الجغرافيا والأمنيات، وتترقّب لحظة الوصول إلى استديو التسجيل في المرحلة الأولى، وانتظار الفرصة "الكبيرة"؛ أي الوقوف والاختبار أمام ملايين المشاهدين.
من جهتها، جندت "إم بي سي"  مجموعة من المغنين العرب لمساحة أخرى من أجل إحكام السيطرة على جذب المشاهد. تظهر المطربة سميرة سعيد وزميلتها أحلام بزي أحمر، يتماهى مع بدلتي راغب علامة وزميله محمد حماقي ببدلتيهما السوداوين، قبيل اعتلاء الجميع كراسي تحدّد مصير المتبارين من ورائهم؛ فلو استداروا لحقق المتقدم نجاحًا ودخل إلى المرحلة الثانية التي تعرف بالمواجهة؛ فإما يبقى حتى السهرات المباشرة، مع إمكانية قربه من الفوز باللقب، وإما وداعه ليعود من حيث أتى.


شهدت الحلقة الأولى مجموعة مهمّة من المواهب التي تحمل أصواتًا تستحق التقدم، لكن فضول المدرّبين بدا فاتراً في كيفية التفاعل مع هذه الأصوات، وظهر واضحاً الجهد الذي بذله المغني المصري محمد حماقي للضغط على المشتركين والانضمام إلى فريقه. حماقي لم يكن الموسم الماضي متأهباً لإقناع المتسابقين للدخول إلى فريقه، لكنه وبعد نصيحة معظم من حوله، حاول هذه المرة أن يتحول إلى مدرب أكثر تفاعلاً، يثير حفيظة زملائه والمشتركين، وحتى المتابعين. في حين لم يُظهر راغب علامة حماساً كما كان حاله في "أراب آيدول". على العكس، أظهر راغب علامة هدوءه، ولم يبذل جهداً إضافياً لإقناع هذا أو ذاك بالانضمام إلى فريقه، فيما بدت أحلام الأكثر حماساً بين زملائها، وصلت إلى حد الصراخ أمام أداء بعض المتبارين من دون مبرّر. وبدا توزيع الأدوار بالكلام بينها وبين خصمها راغب علامة معلباً وواضحاً جداً، بعدما أعيد ترتيب الأحوال بين علامة وأحلام لجذب اهتمام المتفرجين في الأسابيع المقبلة، وضمان نجاح البرنامج وإشباع رغبة الفضوليين. من جهتها، امتازت الفنانة سميرة سعيد بحرفيتها، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار كيفية تعاطيها الهادئ مع المواهب.

ومن الواضح أن هذا الموسم يحفل بمجموعة من الأصوات التي قد تتفوق على مقدرة المدربين في احتوائها، وربما تصيب في العبور بعد البرنامج إلى عالم آخر لتحقيق رغبتها في الشهرة والنجاح.

المساهمون