طفلة تقطع أميالاً في سيبيريا المتجمدة لمساعدة جدتها

طفلة تقطع أميالاً في سيبيريا المتجمدة لمساعدة جدتها

16 مارس 2017
الطفلة ساغلانا سالتشاك (يوري داربا/تويتر)
+ الخط -
توجت الطفلة ساغلانا سالتشاك (5 أعوام) بطلة في جمهورية توفا الشعبية، التابعة لروسيا، بعدما تبين أنها سارت أميالاً طويلة في براري سيبيريا المتجمدة كي تطلب المساعدة لجدتها المريضة، بينما فُتحت قضية جنائية ضدّ والدتها.

وتعيش سالتشاك مع جديها في مزرعة نائية في غابة التايغا قرب الحدود المنغولية. ويبعد منزلهم أكثر من 12 ميلاً من أقرب قرية، وخمسة أميال عن جيرانهم الأقرب.

واستيقظت الطفلة في الشهر الماضي، لتجد جدتها البالغة من العمر ستين عاماً غير قادرة على الحراك.

وبعد التحدث مع جدها الأعمى، قررت السير إلى المسكن الأقرب لطلب المساعدة، وفقاً لتقارير إخبارية محلية.

واصطحبت معها علبة من الكبريت فقط، في حال اضطرت إلى إشعال النار. وخرجت قبل شروق الشمس، في درجة حرارة أقل من 34 تحت الصفر.

واستغرق منها السير ساعات عدة، لتقطع الأميال الخمسة. ولحسن الحظ، لم تعلق سالتشاك في الثلوج، ولم تهاجمها أي من الذئاب التي هاجمت ماشية جديها في بعض الأحيان.

وصرّح مسؤول مجموعة البحث والإنقاذ في الناحية المحلية، سيميون ربتسوف، بأن "توفا مليئة بالذئاب التي تفترس الماشية ويشتكي الرعاة منها"، وأضاف "كان يمكن أن تصادف مجموعة منها في الظلام بسهولة"، وفقاً لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا".

بعد سير الأميال الخمسة، أرهقت الطفلة، وكادت تمرّ على منزل الجيران من دون الانتباه إليه، لولا رصدهم لها. واتصل الجيران بالعاملين في المجال الطبي في القرية الذين فحصوا الطفلة، ثم توجهوا إلى معاينة الجدة، لكنهم وجدوها ميتة جراء نوبة قلبية.

وقال سالتشاك لـ"كومسومولسكايا برافدا" إنها "لم تكن خائفة من السير في الغابة وحدها"، لكنها اعترفت بأنها أحست بالجوع خلال رحلتها المضنية.

وأصيبت الطفلة بالإنفلونزا، لكنها تعافت سريعاً في مستشفى محلي. وتعيش الآن في مركز اجتماعي، حيث احتفلت حديثاً بعيدها الخامس. واعتبرتها وسائل الإعلام المحلية بطلة.

في المقابل، فتحت لجنة تحقيق في توفا، الأحد، دعوى ضد والدة سالتشاك، بتهمة تعريض قاصر للخطر. وأشارت اللجنة في بيان صحافي إلى أن "الأم عرفت أن الجدين غير قادرين على الاهتمام بالطفلة وضمان سلامتها. وفي حال دينت الأم فستواجه عقوبة قد تصل إلى عام في السجن".

وأشارت الناشطة والصحافية المحلية، سايانا مونغوش، إلى أنها "صدمت بعدم حيازة جدي الطفلة على هاتف أو اتصال بالإنترنت"، وأضافت "حتى في عهد الاتحاد السوفييتي حصل الرعاة في توفا على امتيازات واتصالات لاسلكية"، في تصريحها لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية قبل يومين.

وتابعت: "في القرن الواحد والعشرين تضطر ابنة الأربعة أعوام إلى السير وحدها في الغابة، لأن المنزل مقطوع من الاتصال. الأم ليست المسؤولة عن الجريمة، بل السلطات".

دلالات

المساهمون