فيلم نجدت أنزور الجديد... برعاية النظام السوري

فيلم نجدت أنزور الجديد... برعاية النظام السوري

05 نوفمبر 2016
تمّت "الاستفادة" من دمار مدينة داريا لتصوير الفيلم (Getty)
+ الخط -

منذ اليوم الأول للثورة السورية، والجهاز الإعلامي التابع للنظام يروج لنظرية المؤامرة الكونية على سورية، من خلال نشرات الأخبار والبرامج التحليلية. إلا أن استمرار هذه البرامج على مدى ست سنوات أصاب متابعي القنوات الرسمية والرديفة بالملل تجاهها، ما جعل النظام يلجأ في السنتين الأخيرتين لإيصال فكرة المؤامرة بطريقة أذكى.

طرح النظام نظريته بقوالب درامية في المسلسلات والأفلام التي تنتجها مؤسساته، وذلك بالضبط ما يحاول النظام طرحه في فيلم "رد القضاء" من إخراج نجدت إسماعيل أنزور، وتأليف ديانا كمال الدين، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما. 


تفاخر إعلام النظام بضخامة العمل وأهميته، واعتبر العمل حدثاً فنياً تشهده سورية لأول مرة، حيث صرح وزير الثقافة أحمد الأحمد، أن العمل هو أضخم إنتاج لمؤسسة السينما في تاريخ سورية، بسبب ضخامة القاعدة اللوجستية والتقنية التي صور فيها الفيلم وتنوع أماكن التصوير، ووصفه بأنه "عمل ملحمي بامتياز".

هذه التصريحات تأتي عكس الواقع الذي تم فيه تصوير الفيلم، فالفيلم يدور حول معركة سجن حلب المركزي في أبريل/نيسان عام 2013، والتي انتهت لصالح النظام السوري.

والمشاهد الداخلية التي كان من المفترض أن يتم تصويرها من داخل سجن حلب، صورت باستديو خاص، فيه بعض الديكورات التي لا تعتبر مكلفة إطلاقاً، نظراً للصعوبات الأمنية في حلب، أما المشاهد الخارجية فاستعان المخرج بمدينة داريا، بريف دمشق، للاستفادة من مناظر الدمار الشامل التي ألحقها النظام بالمنطقة، والتي لم تكلف المؤسسة العامة للسينما شيئاً لافتعالها. فمن غير الممكن أن تكون هذه المواقع مكلفة إنتاجياً، إلا إذا كان أحمد الأحمد وضع في حسبته ثمن القذائف التي ألحقت الدمار بداريا في ميزانية الفيلم.

وكذلك تفاخر المخرج أنزور الذي تقلد أخيراً منصب نائب رئيس مجلس الشعب السوري، في المقابلات التي أجراها حول الفيلم، بأن العمل يضم أكثر من مئة ممثل، وما يقارب 800 كومبارس، ليطرح إشكالية جديدة، وهي: ما الفرق بين الممثل والكومبارس؟ وكيف لفيلم أن يضم هذه العدد الهائل من الممثلين!

ناهيك عن كون جميع الأسماء المشاركة بالفيلم غير معروفة وتؤدي عادةً أدواراً محدودة في الدراما السورية، فأكثر اسم معروف في قائمة الممثلين هو مروان أبو شاهين.

أما "البرومو" الترويجي للفيلم، فيحتوي على مشاهد دموية، تصور أشلاء بشرية، وترافقها عبارات وطنية هزلية، تثير السخط والضحك معاً، فالعبارات تظهر ولاء المسجونين للنظام السوري، وتعطيهم المساحة للتعبير عن ندمهم على ما ارتكبوه من أخطاء بحق الوطن، ويعلنون في "البرومو" نيتهم المبادرة إلى القتال بجانب الجيش السوري ضد داعش. لتصلنا رسالة الفيلم من خلال تلك العبارات المباشرة، والتي تشبه إلى حدٍ بعيد اللغة الخطابية لإعلام النظام السوري، فرسالة الفيلم هي التأكيد على أهمية "تلاحم السوريين بوجه الاعتداءات الخارجية والمؤامرات التي تستهدف الوطن".

وهذه الرسالة التي اجترها النظام السوري على مدار ست سنوات، يسعى وزير الثقافة، بحسب تصريحاته، إلى أن يقدمها في المهرجانات العالمية، فهو يسعى لإيصال ما يزعم بأنها الحقيقة إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور.




المساهمون