من "روبي" إلى "الهيبة": أديب خير والدراما المشتركة

من "روبي" إلى "الهيبة": أديب خير والدراما المشتركة

05 يوليو 2019
أمير كرارة في مشهد من "روبي" (يوتيوب)
+ الخط -
عشر سنوات مرت على إنتاج مسلسل "روبي"، من بطولة سيرين عبد النور ومكسيم خليل وديامان أبو عبود وأمير كرارة، وإنتاج O3 productions التي تعاقدت مع المنتج الراحل أديب خير، كمنتج منفذ لعمل عرّبته كلوديا مرشيليان وامتد على مدى تسعين حلقة.

باع طويل
عشر سنوات فتحت شهية المنتجين والمعلنين على الأعمال الدرامية المشتركة بين لبنانيين ومصريين وسعوديين وسوريين، وغيرها من الجنسيات العربية، لتقلب المشهد التلفزيوني رأساً على عقب، وتصقل قدرات ممثلين مغمورين بفعل مهارات أقرانهم، خريّجي مدارس مختلفة وذوي باع طويل في صناعة الدراما. عندما أوكل فادي إسماعيل مهمة "روبي" إلى "سما" للإنتاج الفني، كان الجميع يعرف أننا أمام شركة يديرها محترف وتقدم أعمالاً احترافية، وهي نفذت أعمالاً تاريخية في سورية، ولا يبغي الربح الخيالي من أعماله.

سيرين ولعبة الموت
"روبي" الذي قدّم سيرين عبد النور، الآتية من عالم الغناء، كبطلة لمسلسل يمتد على تسعين حلقة، نجح في وضع نجمة جانب اسم المغنية سابقاً، وذلك بفعل عوامل لها علاقة بسيرين أولاً، كتلميذة مجتهدة ومثابرة وتحترم عملها وإدارة المخرج رامي حنا لها، كما أنها خضعت لتدريب على النص أراده لها أديب خير، وهو ما لم يكن في حاجته لا مكسيم خليل ولا ديامان أبو عبود ولا أمير كرارة.

كانت رؤية أديب خير الفنية تقتضي إشراك سينمائيين في المسلسل في أدوار قصيرة (30 حلقة) بما يحمل حضورهم إلى جانب زملائهم إغناء تجربة السينمائيين والتلفزيونيين. ما أن أنتهى عرض "روبي" حتى أطلت سيرين إلى جانب عابد فهد في "لعبة الموت" من إنتاج bee productions للمنتجة صفا أبو رزق. طيف أديب خير لم يغادر "لعبة الموت" رغم رحيله المبكر، إذ شهدنا تطوراً كبيراً في شخصية سيرين التمثيلية التي حاكت أداء عابد فهد وكانت ندّاً له بجدارة.
مطوّلات درامية
قبل أن يصل "الهيبة" إلى ما وصل إليه من أجزاء، مرت مسلسلات مشتركة عديدة، منها "الصبار" الذي تذكره قلة قليلة من المشاهدين، وعلى غراره مسلسلات وكأنها طُبخت على نار قوية ونضجت مكوناتها سريرياً. مع كل رمضان، بتنا أمام "باب الحارة" أو "الهيبة" الذي لن يجد نهاية له ما دام هنالك من يشتري وما دام المعلن على أهبة الاستعداد للدفع.

التطويل والتجزيء يقتل العناصر الدرامية للرواية ويفتتها ويجعلها مملة، ليستعين الكاتب والمُنتج بسكان المجرة كاملة من أجل خلق أحداث وتطورات. الرواية تبدأ بأول حرف من الأبجدية وتنتهي بالحرف الأخير. الدراما تملك بداية ونهاية كشارة المسلسل تماماً. فتح أديب خير باب العالم العربي درامياً، جاء بالفنانين من هنا وهناك ووضعهم في قالب واحد وأمام عدسة واحدة وفي مشهد تجزّأ إلى مشاهد. نجح أديب خير ومعه فادي إسماعيل في وضع حد لتلك التيلينوفيلا الفنزويلية "روبي" في الوقت المناسب.

المساهمون