محاولات لإنقاذ منطقة "أبو مينا" الأثرية من المياه الجوفية

مصر: محاولات لإنقاذ منطقة "أبو مينا" الأثرية من المياه الجوفية

03 يونيو 2018
(إنسايتس/Getty)
+ الخط -
أعلنت وزارة الآثار المصرية تخصيص 15 مليون جنيه (الدولار يساوي 17 جنيهاً) من أجل استكمال مشروع خفض منسوب المياه الجوفية شديدة الملوحة بمنطقة "أبو مينا" الأثرية بالإسكندرية.

جاء ذلك بعد الزيارة التي قام بها وفد دولي تابع لمنظمتي "اليونسكو" و"الفاو" خلال الأسبوع الماضي للوقوف على الحالة الراهنة للمنطقة والجهود المبذولة لإنقاذها.

وتقع منطقة "أبو مينا" على مسافة 120 كم غرب الإسكندرية، وتمثل مزاراً مسيحياً مهماً منذ العصور الوسطى، اكتشفه عالم الآثار الألماني كوفمان سنة 1905، وأدرجته اليونسكو عام 1979 ضمن قائمة التراث العالمي، لكنه أضيف لقائمة التراث المهدد بالخطر في عام 2001.

أما عن القيمة التاريخية للمكان، فترتبط بقصة موت القديس مينا أواخر القرن الثالث الميلادي ودفنه في تلك البقعة، ثم بعد زمن طويل، أشاع أحد الرعاة، أنه اكتشف بركة ذلك المكان، وفضل النبع المجاور للمقبرة، وأن الاغتسال به يشفي من الأمراض.



انتشر، كلام الراعي، وجاء المرضى للمكان، لدرجة أن قسطنطين الأول سارع بإرسال ابنته المريضة إلى الراعي للاستشفاء هناك، وحدث أن شُفيت، فأمر قسطنطين ببناء كنيسة في الموقع.

ومع نهايات القرن الرابع الميلادي، أصبحت الكنيسة والمنطقة محجّاً كبيراً. وهناك بيعت القوارير وحاويات الماء المستخرج من النبع للتبرك بها، وبيع الزيت المستخرج من أشجار هذه البقعة، وانتشرت الأيقونات التي تصور القديس مينا على نطاق واسع جداً.

في عصر الإمبراطور البيزنطي "أركاديوس"، لاحظ رئيس الأساقفة أن الحشود الكبيرة من الحجاج تكاد تسحق الكنيسة الصغيرة؛ فكتب للإمبراطور الذي أمر بعمل توسعات كبيرة في المكان ومرافقه، وكانت أول توسعة من ثلاث توسعات جرت للمكان عبر تاريخه، بعدها أصبحت "أبو مينا" رائدة مواقع الحج المسيحي في مصر.

ويطلق على المنطقة أيضاً اسم المنطقة الرخامية لكثرة العناصر الرخامية المكتشفة بها، كالتيجان والأعمدة وغيرهما. وتشكل المباني الموجودة بالموقع مجمعاً كبيراً من ثلاثة أبنية منفردة ومتصلة ببعضها بعضاً؛ هي كنيسة البازيليكا الكبرى وكنيسة المعمودية وكنيسة المدفن. وكنيسة البازيليكا هي الأضخم بين الكنائس الثلاث، وتعود إلى القرن السادس الميلادي.

أما كنيسة المعمودية فهي عبارة عن بهوين كبيرين مزينين بالأعمدة الثُّمانية الشكل وبها حوض المعمودية ومكان يفصل بين الرجال والنساء عند التعميد.

دلالات

المساهمون