ممثلون سوريون أبطال الفضاء البديل

ممثلون سوريون أبطال الفضاء البديل

11 يونيو 2020
قصي خولي ورقة رابحة استثمرها المخرجون (فيسبوك)
+ الخط -
قبل قرابة عقد من الزمن، اندلعت الثورة السورية، وبدأت الحرب الضروس على كل من قال لا للنظام السوري وأتباعه. عدد من الفنانين السوريين المعارضين هاجروا، رحل بعضهم في غربة إجبارية، وبقي آخرون يصارعون من أجل البقاء. هكذا، يظهر في الصورة مجموعة من الممثلين السوريين الذين آثروا البقاء ضمن دائرة الضوء، وكسبوا فعلاً جولات وصولات من الاستمرار، لا بل على العكس؛ زاد التفاعل معهم، وهم اليوم الأعلى سعراً قياساً إلى ممثلين آخرين.
لعبت الفضائيات العربية منذ 10 سنوات على شد عصب الناس في تقديم محتوى درامي عابر لكل الجنسيات واللهجات العربية. من هنا، عرفت بعض الفضائيات العربية كيف تُحرك الأحجار من على رقعة الشطرنج الدرامية، وكان الرهان رابحاً، بدليل ما تحققه الدراما العربية المُشتركة من أرباح للمخرج، إذ دفع ذلك بعض المنتجين في القاهرة أو الخليج العربي إلى تكريس العُرف الدرامي القائم على عدة جنسيات مختلفة في مسلسل واحد.
شكل منتصف العقد الحالي قفزة نوعية في خبرة مجموعة من الممثلين السوريين الذين حوصروا في بداية مشوارهم بالدراما المحلية، وذلك ما وضعهم على السكة الصحية بعد توفر الانفتاح الإعلامي العالمي، وغزوه للبيوت والتطبيقات الخاصة بالهواتف والحواسيب اليدوية.
مكسيم خليل، وجمال سليمان، وباسل خياط وعابد فهد، وتيم حسن، ومعتصم النهار ومحمود نصر، وقصي خولي.. كلها أسماء لم يأسرها المنتح الحاكم في دمشق، أو ربما أغفل عنها عن قصد بسبب خط بعضهم المعارض للنظام. لكن هؤلاء تحولوا إلى ورقة رابحة بالنسبة للفضائيات العربية التي عرفت كيف توظف شهرتهم.
قبل تسع سنوات، استبق المنتج السوري الراحل أديب خير، ونفذ مع مكسيم خليل وسيرين عبد النور وأمير كرارة لعبة البطولة المشتركة في مسلسل "روبي"، ومنذ ذلك الوقت وأعين المنتجين العرب على هذا النوع من التجارب الدرامية التي تحولت إلى وحدة حال تربط المنتجين اللبنانيين بالممثلين السوريين، ولم يعد أمام شركتي "إيغل فيلم" و"الصبّاح" في لبنان إلا العمل على مشاريع خاصة بهذا النمط كل عام، وتكثيف الجهود للترويج له، وحتى الساعة تعتبر الدراما العربية المُشتركة هي الأقوى قياسًا إلى الدراما المحلية ما بين القاهرة وبيروت ودمشق.
اليوم، تحول المنتج العربي إلى المنصّات الإلكترونية. فُتح الباب بعد النجاح على الشاشة الصغيرة للعالم الافتراضي وسجل العام الماضي نسبة لا بأس بها من المسلسلات العربية المشتركة لصالح "نتفليكس"، ومنصّات عربية أخرى.
ربما كانت نسبة المشاهدة قليلة قياساً إلى ما يعرض على التلفزيون. لكن ذلك لم يخبئ فرحة المنتج والممثل معاً، وفي رأيهما أن ذلك سيفتح طاقة جديدة مع جمهور التواصل، خصوصاً في هذه المرحلة.
وتسجل اليوم مفكرة الدراما القادمة مجموعة من مسلسلات الممثل السوري ضمنها يبدو البطل الأقوى بحسب المعطيات والأخبار المتداولة، وهذا بالطبع يضعه في خانة البقاء بعيداً عن موطنه الأصلي وتقاطع المشهد السياسي وحروب النظام على كل معارض.

المساهمون