نجوم الصف الثاني في الدراما السورية: خطوات نحو البطولة

نجوم الصف الثاني في الدراما السورية: خطوات نحو البطولة

12 يونيو 2020
قدمت قمر خلف دوراً جيداً في "سوق الحرير" (فيسبوك)
+ الخط -
هناك أسماء عدة لفنانين سوريين يعملون منذ مدة طويلة في مجال التمثيل، ولديهم رصيد كبير في الأعمال التلفزيونية والمسرحية وغيرها. لكنهم، رغم ذلك، بقوا في الصف الثاني، ولم يخطوا خطوة أكبر نحو المقدمة ليكونوا نجوم صف أول، لكن هذا العام وبسبب ضعف الموسم وغياب النجوم، برزت أسماؤهم بشكل واضح، ليتقدموا خطوةً جيدة وجديدة تفسح لهم المجال، ربما، ليكونوا نجوماً من الصف الأول في المواسم القادمة بمساحات أدوار أوسع.

قمر خلف ورصيد ناضج
بدأت قمر خلف في مهنة التمثيل نهاية التسعينيات في مسلسل "حمام القيشاني"، وبعدها توالت عليها الأدوار ليكون في رصيد قمر أرشيف ضخم من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، منها "الأميمي"، و"تحت المداس"، و"هدوء نسبي". ولمع اسمها كثيراً في مسلسلي "نساء من هذا الزمن" و"صبايا" بجزئه الثاني، حين لعبت دور نسمة. وفي هذا الموسم الأخير، عادت قمر خلف للواجهة بشكل واضح، لا سيّما أنها كانت عماد منزل عمران الحرايري، وبيت أسراره، في مسلسل "سوق الحرير"؛ فهي الزوجة الأولى له التي لا تستطيع الإنجاب، فكانت أماً لأبناء "ضرايرها" الثلاث، والحنونة على الجميع.
ولم تختلف مساحة قمر عن مساحة كاريس بشار في العمل، بل كانت متشابهة معها، حتى أنه تم تصديرها في الشارة إلى جانب كاريس ونادين تحسين بيك كبطولة أولية، وطبعاً هي ليست المرة الأولى التي تلعب فيها قمر بطولة عمل كما ذكرنا، لكنها خطوة مختلفة بحكم أن المسلسل توبع بكثافة ولفت الأنظار إليه، وفيه نجوم سوريون كِبار، كما سيستمر في جزأين آخرين، ما يقدّم لنا قمر كفنانة تتصدر الشاشة الرمضانية كل عام.

رنا شميس وتمكّن الشر
خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية. في رصيدها أعمال كثيرة، لا سيما في التلفزيون، ولعل أبرزها في مسلسل "ضبوا الشناتي" الذي قدّمها ضمن بطولة جماعية لا يمكن نسيانها، فهي الابنة المُهَجّرة من مدينة حلب مع زوجها، فيستقرّان في بيت أهلها بغية السفر. ورغم أن الفرصة جاءت لرنا على طبق من ذهب في مسلسل "دقيقة صمت" في العام الماضي، بدور أخت أمير ناصر كبديلة عن كاريس بشار، لكن المسلسل الذي حقق أصداء إيجابية ومتابعة كبيرة لم تستطع رنا فيه أن تشدّ الأنظار إليها، بل قدمت أداءً باهتاً إجمالاً، ربما لأن التصوير كان سريعاً والفترة محدودة ومستعجلة.
لكن برز دور رنا القوي جداً هذا الموسم في مسلسل "مقابلة مع السيد آدم"، وحقق العمل نسبة متابعة كبيرة. وشكلت رنا بشخصية ديالا العباس حالة ملفتة، واعتبرها كُثُر أنها نجمة الموسم هذا العام بسبب أدائها المحترف والقصة المشوّقة للعمل ككل، فصدّرت رنا نفسها جيداً مقارنةً بالعام الماضي، وقد تستولي على الموسم القادم بحكم أن العمل ينتظرنا بجزئه الثاني.

فادي صبيح والصعود المستمر
يقفز فادي صبيح قفزات نوعية. فبعد نجاحه الكبير العام الماضي في مسلسل "دقيقة صمت"، يعود هذا العام بدورين أولهما في "سوق الحرير" والثاني في الجزء الجديد من مسلسل "حرملك". حقيقةً، كان دور فادي ملفتاً في "سوق الحرير"، وبرز فيه بقوة، فكان محرّك الحدث في العمل ليأخذ محوراً خاصاً به مختلفاً عن باقي الشخصيات، ورغم أن دوره في الموسم الماضي كان أقوى، لكن لم يعد فادي صبيح بعد اليوم في الدرجة الثانية، بل زادت مكانته رفعةً في موسمين متتاليين.

يزن خليل وحضور مهيب
يزن من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وهو شاب نشيط ذو أدوار مهمة، بدأت مسيرته بخُطى ثابتة في المسرح والتلفزيون، كما أنه يعمل في مجال التدريس المسرحي. وعاد يزن هذا العام بدورَين أساسيين لعملين شاميَّين قَدَّمانه بصورة ملفتة، أولهما "سوق الحرير"، الذي لعب فيه دوراً شريراً؛ فهو قاتل زوجة عبد الله الطامع بالمال، حيث يحرك يزن الأحداث بطريقة تنسجم مع العمل وبأداء هادئ وملفت يصعد به خطوة، وعلى النقيض من ذلك كان دوره في "بروكار"، فهو الطبيب الذي يساعد المحتاجين والمرضى والثوّار في معركتهم ضد الفرنسيين.
ورغم أن ليزن أعمالاً كثيرة أبرزها "سكر وسط" و"هوا أصفر"، وغيرهما، إلا أن الانتشار الواسع لهذين العملين تحديداً جعلا من يزن يتقدم خطوة مهمة على صعيد الأداء والانتشار دوناً عن باقي الأعمال، ولا سيّما أننا في انتظار ما سيقدمه في الموسم الثاني من "سوق الحرير"، وما إذا كانت الأحداث ستتصاعد به أم أن الإيقاع سيهبط.
العديد من الفنانين برزوا هذا العام. لكن كانت لهؤلاء الفنانين الأربعة حصة الأسد من الظهور الأبرز والانتشار الأقوى، ما جعلهم يتقدمون خطوات مهمة ويلفتون إليهم الأنظار ويحققون صدىً ملفتاً يزيد من أرشيفهم أهميةً.
ولعل الحظ لعب لعبته في غياب أسماء عديدة عن الموسم الرمضاني فانتهزوا فرصة ذلك وقدموا أداءهم بشكل حقيقي وحاضر، إنما تبقى الكُرة في ملعبهم خلال السنوات القادمة بين إثبات الحضور من جديد وتكريسه في ذهن الناس، أو التراجع خطوات للوراء وبقائهم على الكرسي نفسه من دون حراك مختلف أو خط تصاعدي.

دلالات

المساهمون