وثائقي جديد عن بروس لي يظهر التاريخ المتجذّر للعنصرية

وثائقي جديد عن بروس لي يظهر التاريخ المتجذّر للعنصرية

13 يونيو 2020
بروس لي تعرض لمعاملة عنصرية في هوليوود (Getty)
+ الخط -
يتزامن العرض الأوّل للفيلم الوثائقي "بي ووتر" Be Water عن حياة الممثّل الأميركي من أصول صينية بروس لي، ومعاناته من العنصرية أثناء محاولاته للوصول إلى النجومية في هوليوود، مع اندلاع التظاهرات المناهضة للتمييز العرقي، عقب وفاة المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد.

وقدمت شبكة تلفزيون "إي أس بي أن" الرياضية العالمية، يوم الأحد الماضي، الفيلم ضمن سلسلتها الوثائقية 30 for 30، وهو من إخراج باو نغوين.

ويروي الوثائقي قصّة نجاح بروس لي (1940 ــ 1973)، والصفات الإنسانية التي جعلت منه فناناً مميزاً ونجماً سينمائياً في هوليوود، في وقت لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لتسليط الأضواء على نجم آسيوي. كما يتطرّق إلى محاولات لي للوصول إلى دور البطولة في الأفلام الأميركية، وعودته إلى هونغ كونغ بعد المعاملة العنصرية التي واجهها في هوليوود.

ومنذ بدء بث الوثائقي، بدأ موقع "تويتر" بدوره بالترويج له، ليس فقط لوصفه الدقيق لحياة هذا الممثّل، بل أيضاً بسبب العلاقة التي لا تزال تربطه بقضايا تشغل بال العالم.

ويتابع المخرج باو نغوين حياة لي، منذ سنواته الأولى طفلاً في هونغ كونغ، حتى انتقاله إلى الولايات المتحدة عام 1959 والجهود التي بذلها لاقتحام هوليوود، مبرزاً قدرته على إثارة اهتمام عالمي بفنون الدفاع عن النفس والرياضات القتالية.

ويعرض رحلة لي في سياق حرب فيتنام والحرب الكورية وحركة الحقوق المدنية. ويوضح نغوين مدى أهمية رؤية لي للتمثيل الآسيوي ــ الأميركي، والعلاقات العرقية بشكل موسّع وفي مرحلة دقيقة ومحورية في التاريخ الأميركي.

ويتناول الفيلم وفاة لي في سن مبكرة وهو في الثالثة والثلاثين من العمر، ويروي كيف أسهم موته المفاجئ في تحويله إلى أسطورة، وكيف لعب دوراً في إثارة الشائعات ونظريات المؤامرة خصوصاً لدى معجبيه الذين صدمتهم وفاته.

والحقائق كما نعرفها هي أنّ لي، توفي في هونغ كونغ في 20 يوليو/تموز عام 1973. وعانى من مشكلة دماغية، حيث تراكمت السوائل حول الدماغ، بعد تناول مسكنات طبية.

وما حدث يوم وفاته أنّ لي، شعر بالدوّار، ثم قال إنه يعاني من الصداع، فأخذ مسكّن الألم Equagesic، وهو دواء استخدمه من قبل من دون أن يصاب بأي آثار سلبية، ثم نام على فراش أرضي في منزل صديقته، لكنّه لم يستيقظ بعدها.

أمّا اختيار اسم الفيلم Be Water فهو مقتبس من فلسفة بروس لي التي تقول إنّ المياه قادرة على اختراق أصعب المواد على الرغم من سلاستها، كناية عن سعيه لاختراق نظام هوليوود بتاريخها العنصري ضد أصحاب البشرة الصفراء، والأعراق الأخرى غير البيضاء.

ويسرد الوثائقي جزءاً من حياة لي، منذ كان طالباً في جامعة واشنطن، حيث تضمنت دائرة أصدقائه مجموعة مختلفة من الأعراق، من البيض واللاتينيين، والأميركيين الأفارقة، والأميركيين الآسيويين. وكيف أخبرته صديقته آمي سانبو، الأميركية اليابانية، أنّ الحكومة الفيدرالية، أجبرت عائلتها على دخول معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية، وهو التاريخ الذي يذكر بروس لي بقانون الاستبعاد الصيني لعام 1882 الذي كان أول قانون للهجرة في الولايات المتحدة يحظر مجموعة عرقية بشكل كامل من دخول البلاد.

قد يكون من البديهي ألاّ يتعلم المشاهدون الذين يعرفون تاريخهم الأميركي أي شيء جديد من هذا الجزء من الفيلم الذي يبيّن وعي لي بالمشهد الأميركي العنصري. لكن بالنسبة لمحبي لي الذين يجهلون تاريخ أميركا قد يساعدهم هذا الجزء من الفيلم في شرح التمييز الصارخ الذي واجهه هذا الممثل بسبب عرقه في هوليوود على الرغم من خبرته الواضحة وجاذبيته.

ويُقال إنّ اكتشاف لي ليدخل عالم التمثيل حدث بالفعل بطريقة هوليوودية حقيقية، عندما لفت أنظار أحدهم في معرض فنون الدفاع عن النفس. وقد أثبت لي، أثناء تقديمه لدوره في فيلم "غرين هورنت" Green Hornet، أنه يمثل رمزاً للقضايا الأساسية، الأمر الذي دفعه إلى الكتابة للمنتج، يشكو بلطف من دوره الصامت تقريباً.

ويتوسع الفيلم الوثائقي، ليشمل ممثلين، مثل ستيف ماكوين وجيمس كوبورن، يظهرون وقد بدا الحزن على ملامحهم في جنازته، وأيضاً يظهر فيه، أسطورة كرة السلة كريم عبد الجبار.

يتميّز الوثائقي بإضفاء المخرج نغوين لمسة شخصية على قصّة حياة لي، حيث تظهر زوجته وابنته وأخوه. وهناك أيضاً مقابلات مع أعضاء من فريق فيلم "إنتر ذا دراغون" Enter the Dragon. ويقول منتج الفيلم، أندريه مورغان، إن لي لم يعش بما يكفي لرؤية كيفية تدفّق فلسفته عن المياه في وثائقي Be water. ويضيف انّ هذا الوثائقي يعرض بدقة أساليب قتال لي، ويسلط الضوء على حياته القصيرة التي تركت تأثيراً كبيراً وطويل الأمد، كما تشهد تماثيله حول العالم.

دلالات

المساهمون