عن "مارفل" وإنتاجاتها: نجاحات متنوّعة

عن "مارفل" وإنتاجاتها: نجاحات متنوّعة

04 اغسطس 2018
"الرجل النملة والدبور" لبايتن ريد (فيسبوك)
+ الخط -
مرّ شهرٌ على بدء العروض التجارية الأميركية لـ Ant-Man And The Wasp عام 2018 لبايتن ريد، في 6 يوليو/ تموز عام 2018. إنه الفيلم الـ20 في السلسلة السينمائية لـ"مارفل"، الذي يجمع أبطاله الخارقين معًا في حكايةٍ واحدة. ورغم أن الفيلم لم يحقّق نجاحًا ماليًا خارقًا في شباك التذاكر، مكتفيًا بإيرادات دولية تبلغ 398 مليونًا و920 ألفًا و604 دولارات أميركية لغاية 31 يوليو/ تموز 2018، بينها 186 مليونًا و677 ألفًا و725 دولارا أميركيا إيرادات أميركية محلية (مقابل ميزانية تبلغ 162 مليون دولار أميركي)، إلا أن "الرجل النملة والدبور" حقّق لـ"مارفل" أكثر من نجاح في مستويات أخرى.

إيرادات تبدو متواضعة للغاية أمام "آفنجرز: الحرب اللامتناهية" لجو وأنتوني روسّو، الفيلم الـ19 لـ"مارفل"، الذي حقّق مليارين و44 مليونًا و694 ألفًا و630 دولارا أميركيا بين 27 إبريل/ نيسان و31 يوليو/ تموز 2018؛ و"بلاك بانتر" لراين كووغلر، الفيلم الـ18 في السلسلة نفسها، الذي حقّق مليارًا و346 مليونًا و630 ألفًا و283 دولارا أميركيا بين 16 فبراير/ شباط و31 يوليو/ تموز 2018.

أول النجاحات وأبسطها أن الفيلم استُقبل جيّدًا، نقديًا وجماهيريًا. نقديًا، لاقى قبولاً ومديحًا نظرًا إلى التجربة البصرية ومشاهد الحركة المختلفة التي قدّمها، والمعتمدة على اختلاف الأحجام بين البطل وخصومه، لا على فارق القوى بينهما، ما جعله مميزًا وحاملاً لنكهة سينمائية خاصة به منذ جزئه الأول، فاحتفظ بهذا كلّه في الفيلم الجديد أيضًا. جماهيريًا، هو تأكيد إضافي (للمرّة الـ20 على التوالي) على أن المشاهدين يحبّون أفلام "مارفل"، فهي بالنسبة إليهم شهادة جودة. كما أنه لم يكن متوقّعًا أن تكون إيراداته مختلفة عن تلك التي حصدها، قياسًا إلى ميزانيته التي تُعتبر صغيرة إزاء ميزانيات أفلام أخرى لـ"مارفل". فـ"الرجل النملة" ليس من أبطال الـ"كوميكس" الأكثر شعبية.




لكن النجاح الأهم كامنٌ في قدرته على إعطاء المُشاهدين "هدنة" مسلية بعد قتامة "آفنجرز: الحرب اللامتناهية" وسوداويته غير المعتادتين. فأحداث الفيلم واقعةٌ في لحظة زمنية سابقة على بداية الحرب بين ثانوس والفريق، تحديدًا بعد مشاركة "الرجل النملة" مع فريق "كابتن أميركا" في "حرب أهلية" (Civil War، 2016) للأخوين روسّو أيضًا، وهي استكملت سرد رواية أبسط ـ بمساحة أكبر من الذاتية ـ عن أبٍ يسعى إلى إرضاء ابنته، ولا طموح لديه أبدًا إلى إنقاذ العالم كعادة الأبطال الخارقين، بقدر ما يتورّط في مواجهات أكبر منه.

ذلك التوجّه البسيط الواضح في الشخصية منذ الجزء الأول، والتعامل معها بصبغة كوميدية ظاهرة وبأقلّ قدر من القتامة، مفيدٌ ومقصودٌ في الترتيب الزمني للأفلام.

ورغم الاختلاف الشاسع في الأجواء بين "الرجل النملة والدبور" و"الحرب اللامتناهية"، إلا أن النجاح الـ3 لـ"مارفل" كامنٌ في استغلالها "الرجل النملة والدبور" لإرساء قواعد خاصّة بعالمها السينمائي، وتحديدًا النظريات المرتبطة بالفيزياء وبـ"الكمّ"، وربطها بالأحجام والعوالم. صحيح أن ذلك أثقل كاهِل الفيلم في لحظات عديدة، لكنه حقّق غرضه: إرساء القاعدة التي سيكون لها دور حيوي ومهم في أجزاء مقبلة من أفلامها، كالجزء الثاني من "الحرب اللامتناهية".



لا يصنع "الرجل النملة والدبور" الدوي المعتاد نفسه الذي تعرفه "مارفل" في الأعوام الأخيرة. بعض مشاكله الفنية يتمثّل بالإصرار على الدفع بشخصية نسائية خارقة بالصفات نفسها وتأثيرها على مساحة شخصية الرجل النملة وثقلها وقوتها أحيانًا. لكن "مارفل" مستفيدة كلّيًا من هذا العمل: لا خسائر فنية أو مالية، وفي الوقت نفسه هناك إرساء قواعد مرتبطة بالعالم ستستخدم لاحقًا، بالإضافة إلى خلق جسر كوميدي وخفيف وممتع في "الحرب اللامتناهية" بين "ثانوس" وفريق "آفنجرز"، الذي ستنضم إليه البطلة الخارقة الجديدة "كابتن مارفل" في الفيلم المقبل (ورقمه 21)، الذي سيُعرض في مارس/ آذار عام 2019.


المساهمون