هل ستغير النساء نقابة الفنانين في سورية؟

هل ستغير النساء نقابة الفنانين في سورية؟

01 فبراير 2020
الفنانة السورية رباب كنعان (فيسبوك)
+ الخط -
وسط ضجة إعلامية تم الإعلان عن ترشح الفنانات السوريات: رباب كنعان، وسحر فوزي وتولاي هارون، لمنصب متمم للمؤتمر العام لنقابة الفنانين السوريين. وركز إعلام النظام السوري على أن هذا الحدث هو سابقة "نسوية" في النقابة، وأن قبول طلب ترشح فنانات لهذا المنصب جاء بعد تعديل قانون النقابة بمرسوم جمهوري أصدره الرئيس بشار الأسد أخيراً، ليستثمر إعلام النظام هذا الحدث الهامشي لتلميع صورة الأسد، والتسويق له باعتباره من يقوم بتحسين وضع نقابة الفنانين، وتمكين دور المرأة فيها. إلا أن الحقيقة بعيدة عن ذلك.

في بداية الأمر، تناقلت وسائل إعلام النظام خبر ترشح الفنانات لمنصب إداري، من دون تعريف واضح لمهمات المنصب وصلاحياته، ومن دون الإشارة إلى التعديلات التي طرأت على قانون النقابة من خلال المرسوم الجمهوري، لتبين بعض وسائل الإعلام أن صلاحيات ذلك المنصب تتخطى صلاحيات نقيب الفنانين زهير رمضان، خاصةً بعدما بدأت المرشحات بالخروج بتصريحات حول خططهن بالنقابة، وسعيهن لتحسين الدراما السورية وإعادة مجدها.

إذ صرحت الفنانة رباب كنعان، بالتزامن مع إعلانها الترشح للمنصب، في منشور عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، بما يلي: "نحن الآن لا نريد للدراما كصناعة في منتهى الأهمية والخطورة أن تعود لما كانت عليه مهما كان مهماً. العودة للوراء تراجع ولا يناسب العصر. ما كان قبل الحرب بسنوات شكّل الجذور العميقة الضاربة بالأرض لشجرة عملاقة معمرة عليها أن تثمر لما يجب أن تكون عليه الدراما اليوم. الواقع الفني الحالي للأسف محبط ومتردٍ، وأحياناً يكاد أن يكون مخزياً. ومن أجل إحداث الفرق، أنا فخورة أنني مرشحة متممة للمؤتمر العام لنقابة الفنانين ضمن برنامج أكاديمي مهني يحمل المصداقية والحماس لإحداث هذا الفرق لدى الفنان السوري، والذي بمقدار ما هو حقيقي ومتميز ومقاوم للظروف فإنه يستحق واقعاً مماثلاً، ولإعادة الثقة بين الفنان والواقع الفني وبين الفن والناس، بخطوات مخطط لتنفيذها مع القانون الجديد، وأفعال لا أقوال". 
وسلط الضوء على كنعان دوناً عن غيرها من المرشحات، واستضيفت في العديد من وسائل الإعلام الموالية للنظام، للحديث عن خططها ومشاريعها في تحسين الدراما السورية ووضع الفنان السوري داخل النقابة، في حال اختيرت للمنصب. وجاء التركيز عليها لتبيين المناخ الديمقراطي والحداثوي الذي يسود مؤسسات النظام. 

إلا أنه بالاطلاع على أوراق طلب الترشح الرسمية التي نشرتها نقابة الفنانين السوريين على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" التي يشرح المهام الحقيقية لصاحب المنصب، يتبين لنا أن مهام المنصب محدودة، ولا تتعدى صلاحياته صلاحيات نقيب الفنانين ولا تجاريها. ليبدو أنه قد تم الخلط بين صلاحيات منصب متمم للمؤتمر العام ومنصب المؤتمر العام للنقابة الذي يمثل أعلى سلطة في النقابة، وتستمر ولايته للمؤتمر أربعة أعوام، فينتخب المؤتمر أعضاء مجلس النقابة ويقوم بإقرار الخطة العامة وإعداد التقارير السنوية، وله القدرة على سحب الثقة من النقيب أو المجلس أو أحد أعضائه. أما منصب متمم المؤتمر فهو منصب يمثل صاحبه خمسة وثلاثين عضواً فقط في النقابة الفنية، ويمثل أصواتهم في اجتماعات النقابة.

إضاقةً إلى أن الإعلام السوري لم يسلط الضوء على الشروط التي وضعت للترشح للمنصب، حيث يتوجب على المرشح أن يكون سجله نظيفاً من أي عقوبة تأديبية أصدرتها النقابة بحقه، وهي العقوبة التي أصدرها زهير رمضان بحق جميع الفنانين المعارضين للنظام، وأن يكون قد أتم عشرة أعوام كاملة من دون انقطاع في عضويته بالنقابة، وبذلك يستثنى الفنانين الذين غادروا البلاد خلال الحرب أيضاً، وأن يكون المرشح قد دفع جميع المبالغ والضرائب المترتبة عليه للنقابة. وعلاوةً على ذلك، فإن نقيب الفنانين زهير رمضان سيشرف على جميع تلك الانتخابات بنفسه.

المساهمون