المهرجانات السورية... خطوة إلى الخلف

المهرجانات السورية... خطوة إلى الخلف

18 نوفمبر 2019
يحاول النظام الإيحاء أن الحياة بخير (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -
ربما كانت عودة المهرجانات السوريّة، محاولةً فقط لبث العافية في روح المجتمع السوري، وليشعر أنه انتقل من سواد الحرب إلى بياضها المتمثل في إعادة هيكلة حياته كما كانت من قبل. لكن جاءت نتائج الفعاليات السورية التي سعى إليها النظام السوري مُخيّبة للآمال. إذْ طُرِحت بأسلوبٍ متردٍ دعائيّاً، فنجد الصورة البصرية التي بنيت عليها المادة الإعلانية المطبوعة، كالإعلانات الطرقية مثلاً، تفتقر إلى الجمالية البصرية، وتحديداً ملصق مهرجان "بلدنا بخير" الذي صمم بطريقة سيئة فنيًّا. 

فقد وضعت صور المشاركين من فنانين ومحلّلين سياسيين ورياضيين إلى جانب بعضها البعض، مع مجموعة كبيرة من الألوان غير المتناسقة، بالإضافة إلى شعارات الشركات الداعمة التي أدرجت بصورة مزعجة للنظر، مما جعل هذه المنشورات تؤدّي إلى التلوُّث البصري.

مدير مهرجان "بلدنا بخير"، مازن كوسا، صرَّح بأنَّ "الملصق (البوستر) معتمد منذ عدة سنوات، ولم يسبق لأحد من المشاركين والمُكرَّمين أن اعترض عليه". وأضاف أنَّه "صُمِّم بشكل عفوي وبسيط، وذلك بهدف التعريف بالمشاركين ضمن هذه الفعالية"، لكن تبريراته لم تكن كافية لإعفاء الإدارة من الصورة الرديئة التي أثرت سلباً حتى على اسم المهرجان، والذي يحاول، عبثًا، عكس صورة الحياة الطبيعية في البلاد التي لم تُشفَ من حربها بعد.



لم تنجُ المهرجانات السورية من الوقوع في مطب الابتذال، إذْ استهدفت شريحة معينة، من دون أن تعطي أيّ اهتمام للشرائح الأخرى، كما يحصل في باقي الدول، كـ"مهرجان قرطاج الدولي" في تونس، ومهرجان "أعياد بيروت" في لبنان. وبالرغم من محاولات بعض المبادرين بدعوة عدد من النجوم العرب، مثل جوزيف عطية ونجوى كرم وملحم زين ومعين شريف وسيرين عبد النور وسيف نبيل، وغيرهم، إلا أن ضعف التنظيم والإدارة شوّه هذه الصورة مجدداً.

وتسعى سورية لفرض وجودها عربياً، بعد فترة الحرب التي قام في خلالها النظام بتدمير البنية التحتيّة السورية. لكنّ سعيها غير الناضج، قد يضعف حضورها عربيّاً، تحديداً بعد تراجع إنتاجها المحلي للأعمال الدرامية، والتي كانت تتصدر بها القوائم العربية.
ويرى كثير من المتابعين أنّ هذه الجهود ليست إلا محاولات من أجل إظهار سورية "سليمة" و"معافاة"، وأنّها "تجاوزت الحرب" وغير ذلك من الأفكار التي تروّجها السلطة الحاكمة.

المساهمون