فرقة الحنونة الفلسطينية.. إدراكٌ للذات والوطن

فرقة الحنونة الفلسطينية.. إدراكٌ للذات والوطن

01 يناير 2015
الوطن والمواطنة محور فلسفة الفرقة(العربي الجديد)
+ الخط -
ارتأى المهندس سعادة صالح (مواليد قرية دير عمار، قضاء رام الله 1954-2013) هو وثلة من المخلصين لتراث فلسطين وماضيها، الشروع في تأسيس مشروع ثقافي فني يقدم للأجيال الجديدة تاريخهم الحقيقي، بدلا من معاناتهم من نقص في المعلومات الأولية عن تراثهم وتاريخهم وثقافتهم الشعبية.

لهذه الأسباب، ونتيجة لفهم عميق للمبادئ المذكورة، اجتمع في نهاية عام 1990 عدد من المبادرين واختاروا (الحنونة) تسميةً. وكان الاتفاق على إنشاء فرقة تعنى بشكل مباشر بإحياء التراث الفلكلوري والثقافي المتجذر في كل شبر من أرض فلسطين المحتلة، وتقدمها في لوحات استعراضية تحكي تاريخ الأرض، وتم تسجيلها كأول جمعية ثقافة شعبية لدى وزارة الثقافة الأردنية.

يبين الدكتور موسى صالح رئيس جمعية الحنونة؛ أن حِراسة الذّاكرة غدت ضرورةً ملحةً، لما لها من دور هام في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية.ويضيف صالح: يأتي هذا كله انسجاماً مع هدف الجمعية الأساسي الذي وُلد منذ انطلاقتها وتأسيسها؛ وهو توثيق صلة الناس بأرضهم وثقافتهم، وحفظ وإحياء التراث الشعبي. وحرصت الحنونة على الاستمرار في جمع وتوثيق كل ما يتعلق بثقافتنا الشعبية.

الفرقة التي اشتهرت عربياً، وشاركت في مهرجانات كبيرة كـ"جرش" و"قرطاج" و"بابل"، وغنت للجاليات الفلسطينية والعربية في بلاد المهجر، يبقى محور فلسفتها الوطن والمواطنة. وهذا ما يؤكده موسى صالح لـ"العربي الجديد"، مضيفا: هي ليست فلسفة بقدر ما هي عناصر تشكل هوية وطن ومواطن، تكونت من خلال ذلك الخزين الهائل الذي راكمته الحواس والفعل الإنساني الحضاري المنجز. وحول اقتصار الفرقة على تقديم لوحات وعروض تحكي عن العادات الفلسطينية القديمة، يبين أن الاستغراق في المحلية هو الطريق إلى العالمية.

أمين سر جمعية الحنونة، السيدة نعمة، كشفت لـ"العربي الجديد"، سر ذيوع صيت "الحنونة" وانتشارها، بالقول: إن المستجد الدائم في الحنونة هو عدم رضاها عن نفسها يوماً بما وصلت إليه. تجاوزنا العثرات، وتابعنا مشوارنا الذي بدأ من حيث انتهى الآخرون. فنحن نقدم مزيجا من الأغنية السياسية والكثير من الفنون الشعبية. ففي الأغنية السياسية الوطنية، قدمنا واحدة من أشهر الأغاني شيوعاً بين الناس، أغنية "يويا"، نصاً وصياغة موسيقية. كما قدمنا في مجال الفنون الشعبية جزءاً يسيراً مما قمنا بجمعه. ويصل المدى الزمني لما تستطيع الحنونة تقديمه من برامج إلى حوالى العشرين ساعة عرض، استخدم لإنجازها ما يزيد عن 250 نغمة شعبية.

أطباء- مهندسون- محاسبون- ومختلف التخصصات الأخرى، استعادوا ذواتهم، وأمام أبنائهم قاموا ودبكوا ورقصوا وغنوا كما لو أنهم لم يكبروا أبدا، واثقون بأن أبناءهم سيكملون من بعدهم تجربتهم في إدراك الذات والوطن وتعلمهما في مدرسة الحنونة وفريق براعمها أو فرقها الأخرى، كنادي الكتاب، أو نادي السينما، أو مدرسة الموسيقى.

دلالات

المساهمون