الفرات مهربٌ للسوريين من لهيب الشمس والنار

الفرات مهربٌ للسوريين من لهيب الشمس والنار

04 اغسطس 2014
إلى هنا يهرب أهالي دير الزور (صباح آرار/AFP/Getty)
+ الخط -
مع ارتفاع درجات الحرارة إلى حدود الـ50 مئوية، وانقطاع التيار الكهربائي لأوقات طويلة، لا يجد أهالي ديرالزور سوى ضفاف نهر الفرات للسباحة وإطفاء لهيب الشمس عن أجسادهم. إذ ينتهز شباب المدينة هدوء المناطق التي يمرّ عبرها نهر الفرات، وبُعدها عن جبهات القتال، فيقصدون النهر لقضاء أطول وقت ممكن. 

"معاذ"، أحد المثابرين يوميا على السباحة. يصف تلك الساعات على الفرات بـ"الملجأ الوحيد للشباب تحت درجات الحرارة الحارقة، فما من حلول بديلة لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي سوى الغوص في أحضان الفرات، ومحاولة نسيان أوجاع قصف قوّات النظام السوري".

أحد العاملين في المجلس المحلي للمدينة، طلب عدم نشر اسمه، قال لـ"العربي الجديد" إنّ "التيار الكهربائي لا يصل إلى بعض الأحياء على الإطلاق نتيجة القصف الذي أدّى إلى تخريب شبكات الكهرباء، بينما الأحياء التي ما زالت شبكاتها تعمل فلا يصلها التيار الكهربائي إلا لأربع أو خمس ساعات في اليوم".

لكن ما يفسد ساعات الفرات هو رؤية "الجسر المعلّق" غارقاً في قاع النهر، بعد أن حمل ذكريات كثيرة لأهالي دير الزور. فهو أحد رموز المنطقة، حطّمته العام الماضي قذائف النظام وصواريخه. جسر بناه الفرنسيون في العام 1931 كثاني جسر من نوعه في العالم. 

أبو أحمد من الذين يلازمون النهر يوميا، ليس للسباحة فقط، بل أيضا لاسترجاع ذكريات غيّبتها الحرب. يقول بحسرة لـ"العربي الجديد": "يضيق صدري كلما رأيت الجسر المعلق غارقاً في النهر، فلا يوجد شخص بدير الزور إلا وله ذكرى معلّقة بهذا الجسر، وها نحن نجلس اليوم قرب الفرات لنشعر ببعض الأمان، فهو الوحيد المتبقّي من ملامح المدينة، التي اختفت نتيجة القصف والدمار". 

المساهمون