إغلاق جزيرة إندونيسية أمام السياح منعاً لسرقة سحالي "كومودو"

إغلاق جزيرة إندونيسية أمام السياح منعاً لسرقة سحالي "تنانين كومودو"

03 ابريل 2019
تنانين كومودو مهددة بالانقراض(فيسبوك)
+ الخط -
أعلن يوم الجمعة الماضي، عن منع السياح من دخول جزيرة "كومودو" الإندونيسية الشهيرة بشكل مؤقت، ابتداء من يناير/ كانون الثاني عام 2020، بسبب تزايد سرقة سحالي "تنانين كومودو" النادرة التي تعيش فيها، وتهريبها عبر الحدود لأغراض طبية مشكوك بأمرها.

ويقتصر وجود "تنانين كومودو" على بضعة جزر إندونيسية من بينها "كومودو"، وهي واحدة من أكبر الزواحف الحية حجمًا، وقد يزيد طول البالغة منها عن 3 أمتار، كما تمتلك مخالب قوية وذيلًا طويلًا، ويتوقع أن يساعدها القرار الجديد، على التكاثر وزيادة أعدادها، في الجزيرة التي تتبع إداريًا مقاطعة نوسا تنغارا الشرقية، والتي تعتبر الجزيرة الأكبر بين الجزر الـ 3، التي تشكل "حديقة كومودو الوطنية"، المخصصة لحماية العديد من الحيوانات، وفقًا لموقع "واشنطن بوست".

وبدأ النقاش حول إغلاق الجزيرة لعام كامل على الأقل، في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وجاء قرار إغلاقها مع الإبقاء على الجزيرتين الأخريين مفتوحتين، بعد أيام فقط من اعتقال 9 رجال، يشتبه أنهم باعوا أكثر من 40 سحلية من "تنانين كومودو"، مقابل 35 ألف دولار لكل منها بحسب تقارير الشرطة الإندونيسية، وقيل أن بعض الآسيويين يشترونها غالبًا، لاستخدامها في صناعة نوع من المضادات الحيوية.



وكانت "تنانين كومودو" موجودة منذ مئات آلاف السنين، ولكنها لم تكتشف حتى أوائل القرن العشرين، ووجدت الدراسات أن سر بقائها لهذا الوقت الطويل، يعزى للدغتها فائقة السمية، بالإضافة لاحتواء دمائها على ببتيدات (سلسلة من الأحماض الأمينية) مضادة للميكروبات، تقيها من العدوى بالكائنات الحية الدقيقة الممرضة، وتحصنها ضد لدغات بعضها البعض أيضًا، ويعتقد بعض العلماء أنها قد تستخدم في صناعة مضادات حيوية يستفيد منها البشر.

وأوضح براين فراي، البروفيسور المساعد في كلية العلوم البيولوجية بجامعة "كوينزلاند" الأسترالية، أن عملية استخدام الببتيدات الموجودة في دماء "تنانين كومودو"، أكثر تعقيدًا وأقل منطقية مما تبدو عليه، وقال: "لا تتوفر معلومات كافية عن هذه المركبات التي تستخدمها (تنانين كومودو) لمكافحة العدوى، وإن استخدام دمائها بشكل مباشر لن يكون مفيدًا في علاج العدوى لدى البشر"، وأضاف: "يعتبر استخلاص هذه المركبات من دماء السحالي صعبًا للغاية، كما هنالك دائمًا احتمال تسببها بحدوث رد فعل تحسسي شديد لدى البشر".



وأكد فراي أن تحويل هذه المركبات إلى منتج صيدلاني، سيتطلب سنوات طويلة من الأبحاث المختبرية، وأضاف: "سيكون الهدف إنتاج مركبات مشابهة صغيرة الحجم، لأن الببتيدات الموجودة في دماء (تنانين كومودو) كبيرة للغاية، مما سيؤدي إلى تصدي جهاز المناعة البشري لها بسرعة، وبالتالي حدوث ردة فعل تحسسية عنيفة بعد الاستخدام المتكرر، وإن كانت الأهداف العلاجية هي ما يجعل الناس يسرقون هذه الحيوانات، فعليهم أن يعلموا أن استفادتهم محض خيال".

ويأمل المسؤولون المحليون أن يؤدي الحد من دخول السياح للجزيرة، إلى حماية "تنانين كومودو" التي صنف تعدادها على أنه "ضعيف"، في قائمة الأنواع "المهددة بالانقراض"، التي حددها "الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة"، وقال كروفورد آلان، خبير الإتجار بالحياة البرية في "المؤسسة العالمية للحياة البرية": "تشير بعض التقارير إلى أن عدد (تنانين كومودو) المتبقية في الوجود، هي 6000 سحلية فقط من بينها أقل من 500 أنثى قادرة على التكاثر، لذلك يشكل بيعها خطرًا كبيرًا على استمرارها، وخاصة إن بيعت الإناث القادرات على التكاثر".



وأكد كل من آلان وفراي، أن قرار إغلاق جزيرة "كومودو" لحماية "تنانين كومودو"، قد يكون فكرة حكيمة، إلا أنهما عبرا عن قلقهما حيال خسارة عائدات السياحة لمدة عام، وتأثير ذلك على الاقتصاد المحلي، وعلى السكان الذين يعتمد دخلهم على زوار الجزيرة، البالغ عددهم 18 ألف شخص تقريبًا كل عام، وأضاف آلان: "قد لا يكون إغلاق الجزيرة كافيًا، لردع من ينوون سرقة الحيوانات، فإذا كانوا ينتمون لمنظمات إجرامية تجني الكثير من المال جراء ذلك، فسيجدون طريقة للوصول إلى هناك، كما أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة السعر، وكلما زاد السعر يزيد بدوره احتمال الصيد الجائر".

 

دلالات

المساهمون