تيلدا سوينتن: "نتفليكس" خلاصٌ لإنتاج أفلام المؤلّفين الكبار

تيلدا سوينتن: "نتفليكس" خلاصٌ لإنتاج أفلام المؤلّفين الكبار

27 ديسمبر 2017
(تيم ويتبي/Getty)
+ الخط -
عشية انتهاء عام 2017، أعلنت الممثلة والمنتجة البريطانية تيلدا سوينتن (1960)، مواقف متعلّقة بصناعة السينما، خصوصاً بالنسبة إلى مسألتين اثنتين، تُشغلان صناعة الفن السابع في هوليوود والعالم: علاقة "نتفليكس" بالإنتاج السينمائي والتوزيع والعروض التجارية، و"الفضيحة الجنسية" للمنتج هارفي وينستين. 

فسوينتن أدّت أحد الأدوار الأساسية في "أوكجا" (2017)، للكوري الجنوبي بونغ جون ـ هو (1969)، الذي أنتجته "نتفليكس"، واختير للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة الـ70 (17 ـ 28 مايو/ أيار 2017) لمهرجان "كانّ" السينمائيّ. وهي وصفته بأنه "فيلم مغامرات، في المعنى العميق للنوع"، مضيفةً أنه مبنيٌّ على "قصّة صداقة بين فتاة صغيرة وخنزير عملاق، بكل ما في القصّة هذه من مغامرات"، ومتسائلةً في الوقت نفسه: "من يتمكّن، حالياً، من سرد حكايات كهذه؟ ليسوا كثرة".

كما أكّدت سوينتن أنها أحبّت "نقاء القصّة". لكن هذا "لم يكن حائلاً دون قيام المخرج برفع الحكاية إلى مستوى معاصر ومُعقّد من التعبير، بشكل كبيرٍ". واعتبرته "فيلماً كبيراً، ومثيراً للإعجاب، على المستوى البصري".

أما بالنسبة إلى "نتفليكس"، واختيار الفيلم للمنافسة على "السعفة الذهبية" في مهرجان "كانّ 2017"، فقالت: "كنتُ مسرورة جداً عندما اختاره تييري فريمو (1960). قبل كل شيء، لأن الفيلم يستحق المشاركة"، مشيرةً إلى أنه "من دون (نتفليكس)، لم يكن ممكناً لبوونغ جون ـ هو تحقيقه"، ذلك أن "شركات الإنتاج التقليدية لم تعد تكترث بالمؤلّفين الكبار"، ومُقدِّمةً مثلاً على ذلك: "جديد مارتن سكورسيزي (1942)، "الإيرلندي" ("العربي الجديد"، 19 ديسمبر/ كانون الأول 2017)، تُنتجه (نتفليكس) أيضاً. يكمن العَصَب الأساسي في الاستثمار في الأفلام. واضحٌ أن (نتفليكس) تحتكر الأفلام التي تُنتجها، و(أوكجا) سيكتشفه البعض على شاشةٍ لن تكون أكبر من شاشة هاتفي بكثير. إنها خسارة، عندما نُدرك قوة الفيلم على شاشة كبيرة. لكن، ما العمل؟ وجود (نتفليكس) يفرض النظر إلى الأمور بطريقة أخرى. وهذا يُشبه الاستماع إلى ألبوم موسيقي في المنزل، ثم الذهاب، لاحقاً، إلى حفلة موسيقية للفنان نفسه".
لذا، بات يُمكن اكتشاف فيلمٍ ما "على شاشة التلفزيون أولاً"، كما قالت، وذلك "قبل مشاهدته، مرة أخرى، في صالة سينمائية، حيث القيمة أمثل وأفضل". أضافت سوينتن أن إدارة مهرجان "كانّ"، ببرمجتها "أوكجا" في المسابقة الرسمية، أتاحت نقاشاً مسبقاً حول الموضوع". تقول إنها متأكّدة من أن مسؤولي "نتفليكس" سيبنون صالات سينمائية، "في وقتٍ قريب"، لأنهم ـ بالنسبة إليها ـ "يعرفون أن الصالة مكان سحريّ لاكتشاف فيلم".

في الإطار نفسه، قالت تيلدا سوينتن، التي تمّ تكريمها في الدورة الـ9 (14 ـ 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) لـ"مهرجان لوميير في ليون"، إنها شاهدت North By Northwest (1959) لألفرد هيتشكوك (1899 ـ 1980)، مرة جديدة، "على شاشة ضخمة، أمام آلاف المُشاهدين"، مضيفةً: "مع أني شاهدتُه مراراً، إلّا أني شعرتُ كأني أكتشفه للمرة الأولى".

من ناحية أخرى، اكتفت تيلدا سوينتن بكلامٍ قليل، تعليقاً على "فضيحة هارفي وينستين"، التي كشفت "هشاشة الممثلات"، كما في سؤال موجَّه إليها: "إن (النسوية) التي فيّ صُدمت فعلياً. الكلام تحرّر. مهمٌّ جداً امتلاك الجرأة للقول والتعبير والبوح. لكن فكرة أن كلّ أولئك الضحايا لم يتمكّنَّ أو لم يرِدْن التعبير أو القول أو البوح سابقاً، مُذهلة ومُقلقة (في آن واحد). الممثلة، بصفتها فنانة، تبقى كائناً معرَّضاً (لشتى أنواع الضغوط والتحرّشات). موقعها يُمكن أن يكون خطراً جداً (عليها)، لأن هناك صناعة متكاملة في المسألة برمّتها".

يُذكر أن جديد تيلدا سوينتن سيكون Isle Of Dogs (2018)، للأميركي وس أندرسن (1969)، وهو فيلم تحريك: يقوم الكلب "شيف"، في اليابان، بالبحث عن كلبه "سبوتس"، بصُحبة رفاق له.



المساهمون