رسامة جداريات لبنانية: "نحتج بالفنّ"

رسامة جداريات لبنانية: "نحتج بالفنّ"

07 فبراير 2020
بدأت الانتفاضة اللبنانية في أكتوبر الماضي (رولا عبدو/تويتر)
+ الخط -
بعد أيام من نصب جنود لبنانيين جدراناً خرسانية ضخمة لمنع المحتجين من الوصول إلى مقر البرلمان وسط بيروت، أبدعت الفنانة اللبنانية رولا عبدو لوحة جدارية قائلة إنها تعد أفضل تمثيل لروح أكثر من ثلاثة أشهر من الاحتجاجات على النظام.

رسمت رولا عبدو يدين على الكتل الخرسانية تبدوان كما لو أن أشخاصاً فضوليين يفتحون بوابات مغلقة مع شعار بسيط يقول "سنعبر"، وهو ما تأمل الفنانة أن يعكس صدى إحساس المحتجين في أنحاء لبنان الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على الفساد وتراجع مستوى المعيشة والطائفية وغير ذلك.

وقالت رولا عبدو: "شو رأيي بالحيطان؟ هلق (الآن) أنا ما عم كون زعلانة، أنا بنزل إرسم، بس إنه شي كتير منه مضبوط يعني إنه عم بيسكروا (يغلقوا)، عم بيضيقوا لنا الساحات، وعم بيحدوا لنا من التنقل تبعنا. بالاحتجاجات يعني مثل ما قلت من قبل، هذا مخطط آخر عم بتبين قد ايه السلطة صارت خايفة من الشعب ومن تحركات الشعب ومن إنه الشعب وعى عن إنه بيقدر يعمل شي".

ولم يؤثر التغيير الذي يحدث الآن على قدرة سكان بيروت العاديين على التنقل في المدينة فحسب، بل أيضاً أثر على شكل المدينة. فهناك أكوام من الأسلاك الشائكة عند مداخل المباني الحكومية وجنود وأفراد شرطة مدججون بالسلاح ومحلات تجارية مغلقة أو أمامها بوابات حصينة... كل هذه أمثلة توضح الاختلاف الذي بدا على المدينة وإحساس من فيها منذ بدء الاحتجاجات في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وبالنسبة إلى رولا عبدو، فإن أكثر التغييرات إثارة للقلق هي نفس الجدران التي أصبحت الآن بمثابة لوحة لفنها. وقالت، في إشارة إلى زيادة الإجراءات الأمنية: "صار شيء كتير بيضحك يعني معي أنا، وأنا عم برسم هذا، وأنا عم برسم فيه حدا (شخص ما) صار عم بيقول لي: شو عم تعملي. أنا عم بسمع الصوت ما عم بعرف من وين. عم بطلع لقيته جيشي جوه، قلت له عم برسم. قال لي شو عم ترسمي، قلت له بدك تيجي وتشوف. بس إن هو ما بيقدر يطلع من وراء الحيط. فأنا عملت هيدي إنه كأن حدا، إنه حشور وإن له نظرة فضولية جدا، وعم بيطلع بره لأن هن عاوزين يغلقوا الطريق علينا بس هن كمان حبسوا حالن، بالتالي أصبح (الجدار) سجناً لهم كمان... يعني هلق إذا بتشوفي ما فيه جيش بره... كلهن وراء الحيط".

وفي ما يتعلق بما تقوم به قالت رولا عبدو: "بالنسبة لي، أول شيء الاحتجاج بالفن ككل بثورة لبنان وبالثورات يا اللي دايما بيصيروا بكل البلدان، له دور كبير لأنه هيك بيساعد العالم لحتى يشوفوا، بيقرب الفن أكثر على العالم (الناس) لأنه عم بيشوفوه بالطريق، بطل (لم يعد قاصراً على) للصفوة بس، لأنه وبالتالي بيلهمن وبيعطين أمل، بيعطين دافع ويرجع يذكرهم ليش أصلا نزلوا على الطريق، ليش عملوا هاي الثورة، ليش بدّن التغيير".

وقال شاب يدعى محمد كريم الطويل: "رسومات متل هاي يعني متل الأمل إذا بدك بتعطيني، بتعطيني أمل للثورة، وبشوف رسامين مبدعين وبتخليني شوف أشخاص من بلدي عم بيقدروا يرسموا أشياء حلوة. صراحة فخور بها الشيء يعني، أنا كتير فخور إني عم بشوف هيك رسمات ببلدي".

وتجتاح لبنان موجة احتجاجات سلمية، في الأغلب، تستهدف النخبة الحاكمة في البلاد. ودفعت الاحتجاجات رئيس الوزراء آنذاك سعد الحريري للاستقالة في 29 أكتوبر/ تشرين الأول، الأمر الذي عمّق الأزمة الاقتصادية للبلاد.

وفي ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين، أصبحت الاحتجاجات أكثر عنفاً مع حدوث اشتباكات بشكل منتظم تقريباً بين قوات مكافحة الشغب التي تستخدم خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والمحتجين الذين يرمون الحجارة وألعاباً نارية.

(رويترز)

المساهمون