"قومي"... ميريام فارس تعود بـ"البلاك فيس"

"قومي"... ميريام فارس تعود بـ"البلاك فيس"

17 ديسمبر 2018
ميريام فارس في الفيديو كليب (تويتر)
+ الخط -
بعدما انتشرت شائعات كثيرة في الفترة الماضية حول إصابة المغنية اللبنانية ميريام فارس، بمرض مجهول واعتزالها للفن، عادت الفنانة الملقبة بـ"ملكة المسرح" إلى المشهد الموسيقي العربي من خلال أغنية "قومي"، التي قام بكتابة كلماتها وتلحينها يوسف عماني، ووزعها حسام الدين، وأشرف على عمليات "الماسترينغ" فيها جاسم محمد. وقامت فارس بتصوير الأغنية على طريقة الفيديو كليب، وقام بإخراجه شريف ترحيني.

أثارت أغنية "قومي" جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب "اللوك" الأفريقي غير المبرر الذي ظهرت به فارس في الكليب. وفي الحقيقة، من غير الممكن التنبؤ بالسبب الذي دفع النجمة اللبنانية إلى تصوير الكليب بالستايل الأفريقي، في الوقت الذي تغني به أغنية بستايل خليجي. فلا يمكن أن نجد الرابط بين مزيج الثقافات الذي تفتعله فارس في كلمات الأغنية. بل على العكس من ذلك، تجد أن كلمات الأغنية تتغنى بالجمال العربي الأصيل وتستخدم الطرق التقليدية لتزين المرأة للدلالة على ذلك عندما تقول: "كل جمال الكون والحنة بيديك"، ليبدو استخدام جماليات البيئة الأفريقية والجسد الأسمر تغريباً عن الكلمات، ولا يؤدي إلى معنى جديد.

ما دفع شريحة واسعة من الجمهور لاعتبار أن ما قدمته فارس بكليبها الجديد عنصرياً بسبب تنميط الكليب للثقافة الأفريقية بصور نمطية شائعة الاستخدام، كأزياء القبائل البدائية والفضاء غير المدني المقتصر على الغابات الخضراء، رغم أن الأغنية لا تتضمن بكلماتها أي إيحاءات عنصرية، ولا تتعامل بدونية مع أبناء العرق الأسمر. 


إلا أن المشكلة الأساسية هي في تعامل فارس في كليبها الجديد مع الثقافة الأفريقية، باعتبارها ستايل مكياج أو "كوستيوم" ترتديه من باب التغيير، ربما تجده عصرياً بسبب تصدر المغنيات ذوات الأصول الأفريقية المشهد الأميركي في السنوات الأخيرة، بفضل ريانا ونيكي ماناج وبيونسة وغيرهن. ولكنه ليس سوى "كوستيوم" خالٍ من أي معنى. لكن إذا ما أردنا أن نسمي ما قامت به فارس بالعنصرية، فعلينا قبل ذلك أن نراجع بعض الأغاني العربية السابقة، التي تتفوق بعنصريتها على طلاء ميريام فارس لجسدها باللون الأسود؛ مثل أغنية "البيتنجان" التي قدمتها المغنية الاستعراضية دانة هذه السنة، والتي تقوم بها باستثمار أجساد النساء الأفريقيات في كليبها بشكل عنصري ومهين. بل إن الأمر لا يتوقف على كليبات الفنانات الاستعراضيات، حتى إن بعض الفنانين الذين يعاملون كأيقونات في تاريخ الأغنية العربية، سبق أن تنمروا على ذوي البشرة السوداء، كما فعلت السيدة فيروز، عندما قالت بأغنية "المصالحة: "عالبوابة في عبدين، الليل وعنتر بن شداد"، لتقرن أصحاب البشرة السوداء بسمة العبودية.

جدير بالذكر، أن ميريام فارس كانت قد استخدمت بعض التفاصيل الأنثوية الجمالية الخاصة بالقارّة السمراء في كليبات سابقة لها، إذ سبق أن ظهرت في كليب "شوف حالك عليي"، وهي تضفر شعرها بالكامل على الطريقة التقليدية في بلاد خط الاستواء؛ ولكن لم تتعرَّض للنقد حينها، بسبب انتشار قصة الشعر تلك حينها، وتحولها لموضة عالمية. على العكس من ستايل "البلاك فيس" الذي ظهرت به في الكليب الجديد.





المساهمون