جمعية الثقافة بحيفا تستأنف "سينما الانشراح" في الهواء الطلق

تستأنف جمعية الثقافة العربية مشروعها، سينما الانشراح لبث الأفلام السينمائية القديمة باللون الأبيض والأسود،  للموسم الثاني، في الهواء الطلق في باحة مبنى الجمعية العربية بحيفا. ومع عودة الحياة لمسارها الطبيعي، بعد الحجر بسبب كورونا، تبقى العودة الى عروض الأفلام السينمائية في الهواء الطلق حالاً مقبولاً.

وكان المشروع انطلق قبل عام تقريباً، صيف 2019، في الجمعية، وحضره العشرات من عشاق الأفلام الكلاسيكية، وفي حديث مع دارين عموري، من الجمعية العربية، قالت عن مشروع سينما الانشراح "المشروع بدأ قبل عام، وأطلقنا عليه اسم سينما الانشراح، نسبة إلى المتنزه الذي كانوا يشاهدون فيه الأفلام. الموسم الأول كان موسم الأفلام المصرية الغنائية، أما الموسم الحالي فسيعرض أفلاماً تتناول مواضيع اجتماعية، ولها علاقة بالصحة النفسية، وأضفنا فيلماً مكسيكياً، عدا الأفلام المصرية".

وأضافت أن "الهدف من مشروع سينما الانشراح أن يجمع الناس، وأن يقدم تجربة مجتمعية مفقودة في عصرنا الحالي، والآن مع كورونا والأجواء التي رافقته، هناك عودة للمشاريع الثقافية التي كانت معدومة، وسينما الانشراح يلبي كل شروط وزارة الصحة، لأنه مكان غير مغلق، ونستطيع أن نقيم حدثا ثقافيا ونعود إلى الحيز العام، والجمهور يستفيد ويستمتع بهذه التجربة".

من جهتها قالت جميلة كيال "أنا من مشاهدي الأفلام من الموسم الأول لمشروع سينما الانشراح في الهواء الطلق، وهو أعادني إلى طفولتي في قرية جديدة، حيث كانوا يعرضون الأفلام في ساحة أبو نزيه في البلدة على الجدار، لقد أيقظ الحنين إلى الماضي. المكان حيز مفتوح، وأرها تجربة ممتعة جداً بالنسبة لي".

واستوحي اسم سينما الانشراح من "بستان الانشراح"، وهو من أبرز متنزهات حيفا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الفائت قبل النكبة، وكان يتولى إدارته طنوس سلامة وإخوته. 

كان البستان يشقه في الطول شارع البنوك، ويمتد من شارع اللنبي في أعلاه إلى شارع يافا في أسفله، وعرضه بحجم طوله، وقدّم هذا المتنزه خدمات إلى سكان حيفا كونه الملهى والمتنفس الوحيد لهم، وفيه تم الاستماع إلى غناء أم كلثوم ومنيرة المهدية، وقُدمت مسرحيات يوسف وهبي، وفرقة عكاشة الهزلية، وغيرهما من الفرق التمثيلية والفكاهية العربية.

وتطمح سينما الانشراح إلى أن تستعيد نقطة زمنية مفقودة في تاريخ الثقافة العربية الحديثة لتنطلق منها إلى نقاط زمنية أخرى.

وبث اليوم فيلم "المنسيون"، الذي تجري أحداثه في أحد الأحياء المكسيكية الفقيرة في خمسينيات القرن الماضي، حيث بطل الفيلم بيدرو يتردد ما بين حياة مسؤولة وحياة الإجرام والانحلال، بينما اختار صديقه جايبو الأكبر سناً والأكثر جاذبية طريق الإجرام، لكن جريمة قتل غير مقصودة سوف تغير من مجرى حياة بيدرو. إن "المنسيون" أحد أقوى أفلام المخرج السينمائي الإسباني لويس بونويل، الذي صوره بموازنة محدودة، ولم يستخدم فيه إجمالاً سوى الممثلين غير المحترفين، الفيلم باللغة الإسبانيّة مع ترجمة للغة العربيّة.