رحيل بيير سيوفي... لم يعد للثورة مقر

رحيل الفنان بيير سيوفي... لم يعد للثورة المصرية مقر

04 مارس 2018
رحل سيوفي اليوم (فيسبوك)
+ الخط -



في مقال له عام 2011، كتب الكاتب والروائي المصري الراحل، مكاوي سعيد، مقالًا تحدث فيه عن "شخصية شهيرة في منطقة وسط البلد بطوله الفارع وعرضه الذي يقترب من البدانة، وشعره المسترسل خلفه الذي دبّ فيه الشيب مؤخراً، ولحيته المكسوّة بياضاً التي يطلقها أحياناً فتبدو كلحى السلفيين أو القساوسة، ومقدمة رأسه الضخم التي تكاد تبدو خالية من الشعر".

كان سعيد يتحدث حينها عن الفنان التشكيلي بيير سيوفي، والذي وافته المنية، اليوم الأحد، تاركًا محبة وذكريات عمقتها الثورة ولا يخلو منها ميدان التحرير.

وسيوفي الذي اشتهر بـ"تيشيرتاته" التي دوّن عليها مفردات الثورة والهتافات، وحتى الاتهامات الباطلة التي كانت تُطلق على الثوار مثل "أنا بلطجي" أو "أنا من الفلول" أو "الجيش والشعب إيد واحدة مبتصفقش"، كان ممثلاً وفناناً تشكيلياً، يتقن أربع لغات منها العربية، وكان من أوائل المدونين على الشبكة الإلكترونية بكل اللغات التي يعرفها.

وشارك سيوفي في بعض الأعمال السينمائية والتليفزيونية، بأدوار صغيرة لعل أبرزها فيلم "المنسي" لعادل إمام ويسرا، لكنه ظهر بشخصيته الحقيقية في الفيلم الوثائقي "الميدان" الذي رُشح لجائزة "أوسكار" عام 2014.

وكان الفنان أول من علّق على عمارته وبطول العمارة كلها، اللافتة التي تحمل مطالب الثوار السبعة في أول الثورة والتي صوّرتها كل وكالات الأنباء.


وعلى مواقع التواصل، رثاه الكاتب الصحافي المصري، هاني شكر الله، بقوله "إذا كان ثمة مقر لثورة يناير فقد كان شقة بيير سيوفي في ميدان التحرير. وداعا يا أرقّ وأجدع الناس".

وودّعه الكاتب اليمني جمال جبران، بقوله "بيير سويفي. عرّفني عليه الراحل الكبير مكاوي سعيد ورحنا فعلنا سهرة في بيته وهو (بيير) خارج مصر. بيته في موقع استراتيجي رهيب ويطل على كل منطقة وسط البلد. وكان هذا البيت مفتوحاً للجميع كما في أيّام ثورة يناير. كانت شقته، بموقعها المواجه لميدان التحرير، زاوية جيّدة لالتقاط الصور وحضور القنوات الفضائية العالمية".


وتذكر المصور الصحافي المصري، زياد حسن، ذكرياته معه "صحيت النهاردة عرفت إنك سيبتنا.. قعدت أفِرّ في الصور 2011، 12، 13.. طبعا لقيت حبة صور حلوين من عندك.. في 2011 من غير ما تعرفني عرفت إني بصور.. كانت ليلة 2 فبراير.. عرفت إن اتقبض عليا قبلها بكام يوم وسرقوا مني كاميرتي.. اديتني كاميرتك وقولتلي انزل صور فيديو وصور لحد ما الكارت يخلص أو البطارية تخلص".


هكذا كانت شقة بيير في الدور العاشر بمساحة الدور كله، محتشدة دائماً بأصدقائه الفنانين والمفكرين، كما كتب مكاوي سعيد في مقاله، معتبرًا أن "هذه الشقة كانت مشاعا للجميع فيما عدا غرفته الخاصة.. ورغم أنه كريم بالسليقة إلا أن عليك أن تتوقع أنه لن يقدم لك مشروباً، أو يحييك بسيجارة، أو حتى يبتسم في وجهك... عليك فقط أن تتبع سلوك الموجودين.. تدخل إلى المطبخ وتخرج بما لذ وطاب.. تمد يدك إلى البار وتصب لك كأساً، تفترش الكنبة وتضطجع ماداً قدميك في وجوه الجميع".

المساهمون