السعودية عاجزة عن الوقوف في وجه القوة التركية الناعمة

السعودية عاجزة عن الوقوف في وجه القوة التركية الناعمة: المسلسلات والمنتجعات السياحية

26 اغسطس 2019
تركيا وجهة سياحة مفضلة للسعوديين (Getty)
+ الخط -
ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أن تركيا تسعى بنجاح إلى تعزيز نفوذها في العالم العربي عبر مجالي الثقافة والسياحة، رغم محاولات السعودية كبح جماحها، مشيرة إلى انتهاج أنقرة استراتيجية "القوة الناعمة" لتعزيز نفوذها في المملكة، وغيرها من الدول العربية.

وفي تقريرها الذي نشرته الوكالة أمس الأحد قالت إنه رغم أن العلاقات الرسمية بين أنقرة والرياض تظل في أسوأ حالاتها منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول، فإن الغزو الثقافي التركي في السعودية يتواصل، بل ويصعب على السلطات المملكة أكثر فأكثر التصدي له.

ربما إذا وصلت الأمور إلى حد قطع العلاقات أو سحب السفيرين، فإن مئات آلاف من السعوديين من السياح وأصحاب العقارات في تركيا، سيعرفون وضعاً صعباً.

غير أن تركيا ما زالت وجهة مفضلة للسعوديين، لا سيما طرابزون على الرغم من مساعي سلطات المملكة تغيير هذه النزعة، خصوصا من خلال تقارير إعلامية تتحدث عن اختطاف أو اغتيال مواطنين سعوديين في هذه البلاد.

وتنقل الوكالة عن بعض السياح قولهم إنهم يختارون تركيا ما دامت سفارة الرياض تواصل عملها في أنقرة، وما لم تفرض سلطات المملكة حظراً رسمياً على زيارة هذه البلاد.

توضح الوكالة أن كثيرين من السعوديين لا يزالون يتابعون المسلسلات التركية عبر الإنترنت بعد غيابها عن شاشات التلفزة، ويأخذون منها نمط حياتهم، بما في ذلك الوجبات التي يتناولونها في المطاعم، بالإضافة إلى شرائهم منتجات تركية مختلفة، بما فيها الملابس والسجاد والشموع المعطرة.

وحسب بيانات وزارة السياحة التركية، فإن ما يقارب 750 ألف سعودي زاروا البلاد العام الماضي، ما يتجاوز بـ15% معدلات عام 2017، وكانت هذه المعدلات على مستوى أقل من 120 ألف سائح عام 2011.

وتبين الوكالة أن الحملة المضادة لتركيا، بما فيها التحذيرات الإعلامية، أتت ثمارها، إذ تقلص عدد السياح السعوديين إلى تركيا في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران الماضيين بشكل ملحوظ، غير أن الأرقام عادت إلى النمو عندما أكد سياح آخرون عادوا من تركيا أنهم كانوا بأمان هناك.

وأكد وكيل عقاري محلي أن عدد السعوديين الذين يشترون شققاً في طرابزون انخفض أيضاً بسبب مخاوفهم من إمكانية قطع الرياض علاقاتها مع أنقرة.

من جانبها، لا تدخر السلطات التركية أي جهد كي تهيئ في منتجعاتها، بغض النظر عن الاختلافات السياسية، ظروفاً تجعل السياح السعوديين يشعرون كما لو أنهم في وطنهم.

هذا ما تقوله السائحة نورا "بإمكاني أن أعيش هنا نمط الحياة المحافظ نفسه الذي أعيشه في السعودية، لكن وسط البيئة الخضراء وبأسعار معقولة. كل شيء هنا مثير للإعجاب".

ويذكر المعلم محمد القادم من العاصمة الرياض للوكالة أنه اشترى قبل عدة سنوات شقة في طرابزون، وأنه لا يندم إطلاقاً على استثماره، لافتاً إلى عامل الأمن المتوافر بحيث لا ينتابه أي قلق على النساء من عائلته، وقال: "لا تستطيع أي دولة منحنا ما تمنحه تركيا".

المساهمون