احتفاء برحلة العائلة المقدسة في "اليوم القبطي العالمي"

وترتبط فكرة "اليوم القبطي العالمي"ـ التي اقترحها الأنبا يوسف أسقف الإيبارشية واعتمدها البابا تواضروس، بعيد مجيء السيد المسيح إلى مصر.

ووفقاً لأدبيات الكنيسة المصرية، فإن العائلة المقدسة مصطلح ديني تاريخي اتفق على أنه يتكون من المسيح وهو طفل وأمه السيدة مريم العذراء ويوسف النجار خطيب مريم، وأن مصر تعد من أهم مسارات العائلة المقدسة؛ فالمسيح الذي ولد في بيت لحم هرب بصحبة أسرته إلى مصر دوناً عن غيرها من البلدان القريبة ليتخذها ملجأً آمناً.

وإذ جاءت العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش، فقد وصلت إلى منطقة حصن بابليون (مصر القديمة حالياً) ثم تحركت نحو الصعيد، وهناك اختبأت فترة، ثم عادت إلى الشمال مروراً بوادي النطرون، واجتازت الدلتا مروراً بـ"سخا" (في محافظة كفر الشيخ حالياً)، ثم واصلت طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين مرة أخرى من حيث أتت، ويعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة.

كانت الرحلة شاقة حيث استمرت نحو 3 سنوات و11 شهراً، ومرّت بـ12 محافظة؛ سيراً على الأقدام، أو باستخدام دابة، وأيضاً من خلال مركب شراعي في النيل حتى استقرت في أبعد نقطة لها في أسيوط. وتستقبل مصر حوالي 3 ملايين زائر سنوياً من جميع أنحاء العالم يأتون إليها لزيارة أماكن مسار العائلة المقدسة في عدة محافظات مصرية.

وتسعى عدة جهات ثقافية ودينية مصرية لاعتماد "رحلة العائلة المقدسة في مصر" ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي لمنظمة "اليونسكو". وتعد ملفاً متكاملاً لهذا الغرض، كما تقام العديد من الأنشطة داخل مصر في هذه المناسبة.

وفي السياق نفسه، أعلن المتحف القبطي، اليوم الخميس، عن تنظيم معرض مؤقت تحت عنوان "الرحلة المقدسة" احتفالاً بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر. يقام المعرض يوم الأحد المقبل، 2 يونيو/ حزيران، ويضم مجموعة من القطع الأثرية والنماذج التوظيفية المجسمة لمسار الرحلة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الفنية المختلفة. كما سيتم عرض مشهد تمثيلي للرحلة المقدسة، ومجموعة من العروض الموسيقية التي يقدمها فريق كشافة الكنيسة المعلقة، كما يستضيف المعرض لوحات فنية للفنان بيشوي رفعت. ويقدم القسم التعليمي في المتحف ورشة عمل فنية وجولات إرشادية للزائرين ومحاضرة تعليمية عن مسار العائلة المقدسة إلى أرض مصر.