أردنيون غاضبون من غناء جوليا بطرس في عمّان

أردنيون غاضبون من غناء جوليا بطرس في عمّان

28 يوليو 2018
استنكر ناشطون موقفها من الثورة السورية (راتب الصفدي/الأناضول)
+ الخط -
أثار إحياء الفنانة اللبنانية جوليا بطرس، حفلاً غنائياً في عمّان جدلاً واسعاً بين أوساط الناشطين في الأردن، بسبب موقفها المؤيد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. 


وعبّر أردنيون كثيرون عن رفضهم لاستضافة الفنانة في بلدهم، نظراً لعلاقة الصداقة التي تربطها مع عائلة الأسد، ومواقفها من الثورة في سورية، وأطلقوا وسم "#أردنيون_نرفض_وجود_جوليا"، الذي كان الأكثر تداولاً في الأردن، للتعبير عن غضبهم من قرار الشركة المستضيفة التي دعمتها هيئة تنظيم السياحة الحكومية الأردنية.

وكانت بطرس قد قالت، في لقاءات صحافية معها، إن "الربيع العربي مجرد اختراع صهيوني لإلهاء الشعوب عن القضية الأم (فلسطين)"، مؤكدةً دعمها وتأييدها لنظام الأسد في مواجهة "التطرّف"، حسب تعبيرها.


واحتدم الجدل بين معارضي تنظيم حفل للمغنية المعروفة في عمّان ومؤيدي تنظيمه، ما دفع الأخيرين إلى المطالبة بإخراج المسألة من الإطار السياسي، وحصرها ضمن الإطار الفني.

وأيّد المدير العام السابق في قناة "الجزيرة"، ياسر أبوهلالة، حملة رفض الحفل الغنائي، مغرداً "هذا الوسم #أردنيون_نرفض_وجود_جوليا يمثلني، من تلتقط صور مع #بشار_الأسد  تماما مثل من تلتقط صورا مع نتنياهو، من يقف ضد التطبيع يقف ضد التشبيح. سيمتلئ المدرج بالآلاف ولن يفكروا بنصف مليون قتلهم بشار، أن تكون مع #فلسطين يعني أن تكون مع المظلوم بمعزل عن جنسه أو مذهبه".


وهاجم عضو مجلس النواب، المعروف بتأييده للأسد، طارق خوري، معارضي الحفل الغنائي، ووصفهم بـ"الأبطال من ورق". وغرّد: "#أردنيون_نرفض_وجود_جوليا أقول #لأبطال_من_الكرتون أُرفض وجود سفارة للكيان الصهيوني، أُرفض وجود اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني، أرفض وجود اتفاقية غاز مع الكيان الصهيوني، أُرفض وجود علم للكيان الصهيوني يرفرف ملوثاً سماء عمان. أُرفض أرفض أرفض".


ولاقت تغريدة خوري اعتراضاً واسعاً في صفوف رافضي الحفل الغنائي، على "تويتر". ورد الصحافي ياسر الزعاترة قائلاً "يطلق نشطاء وسم #أردنيون_نرفض_وجود_جوليا، فتنطلق المزايدة، كأن المقاومة ورفض الصهاينة ماركة مسجلة باسم الشبيحة. خسئوا. رفض من تشبّح مع قاتل مجرم مثل بشار، ولو غنت للمقاومة هو موقف إنساني نبيل. الحديث عن انقسام حيال المجرم كذب. من يؤيدونه لا يتعدون 10% ونتحداهم في استفتاء".


وكتبت إحدى المشاركات "رفضنا حفل جوليا لا يعني قبولنا وجود السفارة الصهيونية، السفارة مفروضة فرضا من النظام، أما الحفل فهو اختيار تشرف عليه شركات خاصة أردنية، ما في أي وجه للمقارنة".

وعلّق آخر "بالنظر لطرح شيطنة هاشتاغ #أردنيون_نرفض_وجود_جوليا، فهناك من يؤمن فعلا أن العالم يعيش في ثنائية واضحة الأقطاب، وهي في خيالاتهم (داعش VS الأسد) وأنت كفرد يجب عليك أن تختار بينهما؛ هذا التفكير هو قمة تجلّي عقلية القطيع التي ترى نفسها مخيّرة بين سيّدَي مزرعة لا ثالث لهما".


وأقيم حفل المغنية جوليا بطرس على مسرح يضم أكثر من مائة عازف من أعضاء الأوركسترا الفيلهارمونية الأرمنية، وقال المنظمون إن الإنتاج الفني والترتيبات اللوجستية وتصميم المسرح والمدرج كانت ضمن معايير عالمية، حيث صمم المدرج ليتسع لثمانية آلاف شخص.

وأفادت شركة "16 ماي ايفنتس" المنظمة للحفل الغنائي بأنه ساهم في دعم الحركة السياحية في الأردن، وثمنت تعاون وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة.

وعلى الرغم من الانتقادات لأسعار التذاكر، إلا أن الشركة تعتبرها متناسقة مع معدل أسعار الحفلات المقامة في الأردن، خلال السنوات الأخيرة، مع الإشارة إلى "ارتفاع تكاليف التنظيم".

وبدأت أسعار تذاكر الحفل من 500 دينار (ما يعادل 700 دولار) لدرجة كبار الشخصيات، وتتدرج نزولاً، بعد ذلك، حتى الفئة الخامسة التي تبلغ أسعار تذاكرها 40 ديناراً.

وعزا مدير تطوير الأعمال في الشركة المنظمة للحفل، ليث فاخوري، ارتفاع أسعار التذاكر إلى الأكلاف الكبيرة لتنظيمه.

وقال فاخوري لـ"العربي الجديد"، إن "الحفل غير مدعوم حكومياً، وتنظمه شركة خاصة، هدفها الأساسي الربح، إلى جانب الأهداف الأخرى مثل تنشيط السياحة، ونشر الثقافة". وأوضح أن "الشركة تتحمل تكاليف عالية للتنظيم، وبناء المسرح وتوفير تجهيزات الإضاءة والصوت، والخدمات المتعلقة بالحضور، إلى جانب أجور العاملين".

ويعتبر فاخوري أن ما يرفع أسعار التذاكر أيضاً "أجور الأوركسترا المرافقة لجوليا بطرس، وعدد أفرادها 200 شخص"، وأفاد بأن التذاكر البالغ سعرها 500 دينار هي لمقاعد محدودة، فيما جرى تخصيص أغلب المقاعد لفئة الـ40 ديناراً، علماً أن الإقبال على الحفل كان كبيراً في المسرح المهيأ لاستقبال ثمانية آلاف شخص.






دلالات

المساهمون