البطولة الجماعية: الأسماء وحدها لا تكفي

البطولة الجماعية: الأسماء وحدها لا تكفي

23 فبراير 2016
هند صبري (Getty)
+ الخط -
في مجال صناعة الأفلام، تعتبر البطولة الجماعية عنصراً هامًا لنجاح العمل، فجمع أكبر عدد من النجوم في عمل واحد، قد يكون كفيلاً لإنجاحه قبل عرضه. معادلة حسبها عدد من صنّاع السينما، فقدموا أفلاماً جماعية لنجوم كبار، أو حتى وجوه شابة جديدة موهوبة أثبتوا قدرتهم على العمل سوياً وإنجاح الفيلم بعيداً عن الخلافات المعروفة والتي تحدث عادة في الكواليس، لكن حالة "النحت" أو "الاستسهال" جعلت بعض الأفلام ذات البطولة الجماعية تفشل، برغم أن صناعها أو أبطالها أو الاثنين سوياً قدموا أعمالاً ناجحة من قبل.


وهنا نعرض بعض النماذج لأفلام بطولة الجماعية نجحت، وأخرى لنفس الصناع لكنها أخفقت نتيجة اعتمادها فقط على أنها بطولة جماعية وأغفلت العوامل الأخرى للنجاح مثل القصة والسيناريو وأحيانا الأداء:

"أوقات فراغ" و"الماجيك"

اعتمد فيلم "أوقات فراغ" الذي أنتج عام 2006، على وجوه جديدة، قدمت العمل بشكل بطولة جماعية وهم أحمد حاتم ، كريم قاسم، عمرو عابد، راندا البحيري، وقصة محمود محمد، وسيناريو وحوار عمر جمال، والإخراج لمحمد مصطفى. وحقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، باعتباره نوعاً جديداً من الأفلام ومعبراً بصورة حقيقية عن حال الشباب، والأهم من ذلك أن السيناريو جيد جداً، وهو ما أغرى صناع الفيلم بإعادة التجربة من جديد، وفي أقل من عام أنتج فيلم "الماجيك"، لنفس الأبطال السابقين ونفس مخرج "أوقات فراغ"، لكن التأليف كان لمحمد حسان، ولم يلق "الماجيك" النجاح الذي حققه "أوقات فراغ"، بل على العكس يمكن القول إنه فشل.


"سهر الليالي" و"سكر مر"

عندما عرض فيلم "سهر الليالي" عام 2003، للمخرج هاني خليفة، أحدث ضجة هائلة في عالم السينما وصناعة الأفلام، ليس فقط بسبب الأسماء الكبيرة للأبطال الذين أقنعهم بتقديم عمل مشترك مثل منى زكي، فتحي عبد الوهاب، حنان ترك، أحمد حلمي، جيهان فاضل ، خالد أبو النجا، شريف منير وعلا غانم، لكن أيضاً لأن قصة الفيلم وكتابة السيناريو لتامر حبيب كانت راقية لأقصى درجة، وهو ما اعتبره النقاد من أنجح الأفلام في الألفية الثانية.

النجاح الهائل للفيلم والذي يبدو أنه صدم المخرج بالدرجة الأولى، جعله أسير "سهر الليالي" لأكثر من 10 سنوات، لم يقدم جديدا في السينما حتى عام 2015، عاد مرة أخرى ببطولة جماعية لفيلم "سكر مر"، بطولة أحمد الفيشاوي، آيتن عامر، هيثم أحمد زكي، شيري عادل، كريم فهمي، أمينة خليل، نبيل عيسى، ناهد السباعي، وتأليف محمد عبد المعطي، لكن الفيلم لم ينجح، حتى أن أكثر الانتقادات وأشدها قسوة وجهت له بعد عرض "سكر مر" أنه نسخة مشوهة من فيلمه الوحيد الناجح "سهر الليالي".


"أحلى الأوقات" و"قص ولزق"

المخرجة هالة خليل تعرضت لتجربة هاني خليفة، وإن اختلفت بعض الأسباب. قدمت خليل فيلمها "أحلى الأوقات" عام 2004، واستطاعت عمل تجربة جماعية نسائية ناجحة بالنجمات حنان ترك، منة شلبي، هند صبري. واعتبر المشاهد أن العودة إلى السينما الجيدة بات أمرا ممكنا بعد فيلم "أحلى الأوقات" للسيناريست وسام سليمان ومن قبله "سهر الليالي"، إلا أن هالة خليل قدمت بعد 3 سنوات من نجاح فيلمها "أحلى الأوقات"، فيلم "قص ولزق" إخراجها وقصتها، واعتمدت فيه البطولة الجماعية لحنان ترك، شريف منير، فتحي عبد الوهاب، حنان مطاوع، سوسن بدر ومروة مهران، لكن الفيلم لم ينجح جماهيرياً.

أقرأ أيضاً:البطولة والكومبارس...الانتصار في الأدوار الثانوية


"كباريه" و"الفرح" و"الليلة الكبيرة"

هي ثلاثية أحمد عبد الله مؤلفًا وسامح عبد العزيز مخرجًا. كان "كباريه" عام 2008 أول تلك الأفلام الجماعية من نوعها، وحقق نجاحاً كبيراً بقصته وأبطاله: خالد الصاوي، فتحي عبد الوهاب، دنيا سمير غانم، هالة فاخر، جومانا مراد، أحمد بدير، ذلك النجاح الذي أغرى المؤلف والمخرج بتكرار التجربة مرة ثانية بعد عام واحد فقط، فظهر فيلم "الفرح"، استعانوا فيه بعدد كبير من أبطال الفيلم السابق وأضافوا إليهم آخرين، بطولة خالد الصاوي، دنيا سمير غانم، جومانا مراد، باسم سمرة، ياسر جلال ، روجينا وكريمة مختار. نجح الفيلم الثاني للصناع، لكن نجاحه لم يصل لنجاح فيلمهم الأول "كباريه"، فقررا خوض التجربة للمرة الثالثة بفيلم "الليلة الكبيرة" عام 2015 بطولة: سميحة أيوب، صفية العمري، أحمد رزق، صبري فواز، عمرو عبد الجليل، سمية الخشاب، وفاء عامر، زينة، آيتن عامر وأحمد بدير. وفشل الفيلم الذي ضم كل تلك النجوم سوياً.


"الجزيرة" و "الجزيرة 2"

في عام 2007 عرض فيلم "الجزيرة" تأليف محمد دياب وشريف عرفة وإخراج شريف عرفة، وبطولة أحمد السقا، هند صبري، باسم سمرة، زينة، محمود ياسين، نضال الشافعي، خالد الصاوي، محمود عبد المغني. وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، على مستوى القصة والإخراج والأداء لنجوم حقيقيين، الأمر الذي جعل المشاهد ينتظر بشوق الجزء الثاني من الفيلم بعد إعلان صناعه عن عمل جزء جديد "الجزيرة 2"، وبعد 7 سنوات من الانتظار، عرض الجزء الثاني بأبطاله الرئيسيين: أحمد السقا، هند صبري، خالد الصاوي ونضال الشافعي، وشاركهم البطولة الفنان خالد صالح، أروى جودة وأحمد مالك، لكن الفيلم المنتظر جاء مخيباً للآمال وفشل بصورة واضحة، لأنه اعتمد فقط على نجاح الجزء الأول، وجمع أكبر عدد من النجوم فقط.

أقرأ أيضاً: فنّانون يعتذرون عن مسلسلات رمضان




دلالات

المساهمون