كليبات مُستنسخة: مخرجون عرب ضحايا أفكار غربية

كليبات مُستنسخة: مخرجون عرب ضحايا أفكار غربية

21 ابريل 2018
هيفا وهبي استنسخت كليبها الجديد (فيسبوك)
+ الخط -
قبل أيام، طرحت المغنية اللبنانية هيفا وهبي كليب لأغنية "توتا توتا" باللهجة المصرية، من كلمات شادي نور وألحان بلال سرور وتوزيع رامي بليزن. تأخرت هيفا وهبي عن إصدار جديد غنائي، لانشغالها حاليًا بتصوير مسلسل "لعنة كرمى" في القاهرة، ولهذا هي مقيمة هناك ريثما ينتهي المسلسل من لقطات التصوير التي طلب المخرج تكثيفها كي تكون جاهزة خلال 25 يوماً، أي قبل دخول شهر رمضان، ليبدأ عرضه في اليوم الأول.
تحاول الفنانة اللبنانية أن تنشر إصدارها الغنائي الجديد في توقيت مناسب، كي يكون معروفًا في موسم الحفلات خلال فصل الصيف المقبل. وتعتمد على نفسها في إنتاج الأعمال الغنائية بعد قصة "زواج" فني فاشلة بين هيفا وشركة روتانا؛ أدت إلى تراجع صاحبة "بوس الواوا" في الغناء، خصوصاً أن الشركة السعودية لم تعد تُلبي طموح وهبي الفني، فاتجهت إلى الإنتاج الخاص عبر مجموعة من الأغاني، منها باللغة الإنكليزية، واختارت تصويرها في الولايات المتحدة الأميركية.
الأغنية الجديدة لهيفا، "توتا توتا"، تعتمد على الإيقاع، والكلمات القريبة من المونولوج الغنائي الساخر. تخاطب المغنية حبيبها المفترض، بطريقة لا تخلو من "الشقاوة"؛ لكن اعتماد الموزع رامي بليزن على الإيقاع كما ذكرنا يحسن من حال الأغنية وأداء هيفا. نأتي إلى الكليب الذي أعلنت وهبي قبل أسبوع عن نيتها إطلاقه، واستطاعت من خلال صفحتها الخاصة على موقع تويتر أن تُجند مجموعة من متابعيها على الموقع نفسه، للإعلان عن هاشتاغ "توتا توتا" مرفقًا باليوم والساعة بتوقيت بيروت والقاهرة. تعاونت وهبي في الكليب مع المخرج اللبناني سليم الترك. ليست المرة الأولى التي تتعاون فيها وهبي مع الترك، سبق أن تعاونا نهاية العقد الماضي، في كليب "مش قادرة أستنى" الذي اتُهم حينذاك بأنه يسيء للديانة المسيحية بعد أن صُوّر في إحدى جامعات لبنان وعلى خلفية جدران تحمل شارة "الصليب"؛ ما استدعى تدخلاً من قبل المتابعين، والطلب من الكنيسة التحرك لإيقاف عرض الكليب، لكن شيئًا من ذلك لم يحصل.
في "توتا توتا"، يعيدنا سليم الترك إلى عصر عارضة الأزياء، الفتاة "الكيوت"، محاولاً إحياء صورة هيفا الجميلة فقط، إذ اعتمد على الحركات الراقصة والأزياء الضيقة والمثيرة، لكن اللافت كان استنساخ لقطات آخر الكليب من مسلسل أو أغنية هندية. واضح أن سليم الترك أو مساعديه طلبوا منها نقل المشهد حرفيًا، نظراً للدقة والفرادة اللتين تتمتع بهما لقطة "الأرجوحة" في فضاء صالة للحفلات والمناسبات، وكيفية تحليق وهبة في الصالة نفسها، وهذا ما فعلته الممثلة أو المغنية الهندية التي استوحى منها الترك المشهد نفسه و"أهداه" لهيفا وهبي بالمجّان.




ليس بعيداً عن قصة هيفا وهبي، كشف بعض الرواد على المواقع الخاصة أن كليب الفنانة نانسي عجرم، "ومعاك"، الذي صدر قبل عشرة أيام مستنسخ عن مطربة تُدعى لوش بيبيز، وكان واضحاً أن المخرجة ليلى كنعان استنسخت القصة كاملة من كليب بيبيز، حتى الملابس والأزياء، ثم وضعته في قالب وجدت نانسي نفسها ضمنه من دون أن تدري، أو ربما تدري، بأن القصة منقولة عن كليب لمغنية أخرى.
لم تعلق عجرم على الموضوع، واكتفت بنقل ردود الفعل الإيجابية حول الكليب، وقامت بإعادة تغريدها مجدداً على صفحتها في تويتر، وكذلك فعلت المخرجة ليلى كنعان التي أعادتها نانسي عجرم قبل عام إلى عالم الأغاني المصورة، وكانت كنعان اعتكفت لفترة واتجهت نحو السينما، لكنها رجعت إلى "الكليبات" في الفترة الحالية.




وفي عام 2014، نشرت المغنية اللبنانية إليسا، على حسابها على موقع إنستغرام، لقطة فيديو كليب "حالة حب"، وهي الأغنية التي حملت اسم ألبومها الأخير الذي طرح في يوليو 2014، في محاولة لتشويق جمهورها الذي ينتظر الفيديو على أحر من الجمر، وظهرت إليسا في الصورة وهي مستلقية في إطلالة مستنسخة من فيديو كليب "دايموند" للمغنية العالمية ريهانا. لم تعلق إليسا على الموضوع، كما أنها لم تأت على ذكر الانتقادات أو الاتهامات التي سيقت بحق الأغنية المصورة.



وقبل أقل من سنة، أثارت الفنانة اللبنانية يارا، ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ثلاثة أيام فقط على إطلاقها فيديو كليب أغنيتها الجديدة "معذبني الهوى". واتهم كثيرون مخرج الفيديو كليب بسرقة فكرته من دعاية لماركة عطور شهيرة.



لكن يارا لم تعلق على الموضوع، على الرغم من أن المخرج ناصيف الريس أوضح أن الفكرة وافقت عليها يارا وأعجبتها وهي التي طلبت تطويرها في فيديو كليبها.
الفنانة نجوى كرم سقطت أيضاً في فخ الاستنساخ في أكثر من عمل. شبّه بعضهم كليبها "لشحد حبك" بنسخة منقّحة من فيلم "ناين" الذي فاز بجائزة الأوسكار. لكن نجوى أيضاً لم ترد على كل الاتهامات، واكتفت بالقول إنّ ما حصل هو رؤية المخرج، ولا علاقة للفنانة أو الفنان بذلك: "نحن نشاهد القصة والصورة ونوافق أو نرفض".
أما عمرو دياب، فكان أيضاً من النجوم المتهمين، ليس فقط في طريقة استنساخ كليباته، بل أيضاً في الصور التي يلتقطها لتتصدّر أغلفة ألبوماته الغنائية. ولطالما اتهم دياب باستنساخ صور وثياب النجم أنريكي إيغلسياس، لكن دياب آثر عدم الرد على كل هذه الاتهامات كما يفعل عادةً، إذ إنه بعيد تماماً عن الإعلام ولا يأخذ ويرد في ما يدور حوله.

المساهمون