أغاني الثأر من الرجال

أغاني الثأر من الرجال

31 أكتوبر 2018
كارول سماحة (المكتب الإعلامي)
+ الخط -
يدفع سوق الغناء العربي أحياناً إلى استحداث أفكار جديدة. الاتجاه يبدأ عند المغنين في كيفية اختيار مفردات جديدة، على صعيد الكلمة، فيما يقلل بعض المغنين من البحث عن أسلوب جديد في التجدد الموسيقي أو التوزيع.
من دون شك، الأغنية العربية في أزمة اليوم، والصراع التكنولوجي أصبح مشاركاً في "المُشكلة"، وتبقى له النتيجة النهائية في جمع نسبة المشاهدات والكلام عن نجاح أو فشل، بغض النظر عن مستوى اللحن أو الكلمات. بعض المغنين اليوم، لم يعد يعول على الكلام أو اللحن، المهم بالنسبة لهم هو ضمان الاستمرارية وسط هذا الاجتياح الإلكتروني الذي بإمكانه أن يطلق كل يوم فناناً أو مغنية، لا فرق، وبإمكانه أيضاً الحجز عليهم بكبسة زر.

هنا، نموذج عن بعض الأغاني التي صدرت مؤخراً لسميرة سعيد، وكارول سماحة وشيرين، تروي التحدي بأسلوب مستجد، يصل إلى حدود الاحتفال بالانتصار على الرجل. يقول بعض المتابعين إنها وصلت إلى حد إهانة الشريك، والرد بفوقية واضحة.
أثارت أغنية الفنانة شيرين "تاج راسك" ردود فعل متناقضة، بين من اعتبرها أغنية كُتبت للدفاع عن حقوق المرأة، وبين من قال إنها انتقام من تعنيف أو سوء معاملة الرجال مع النساء. شيرين في الأغنية تؤكد أنها كانت "خاتم بإصبعه" لكنها تحولت في ما بعد إلى "ستّك وتاج راسك"، في مشهدية مستغربة تفخر بها شيرين للمرة الأولى من خلال كلمات واضحة ترفع منسوب الحماس عند جمهورها من النساء. الأغنية حققت أكثر من خمسة ملايين مستمع على موقع يوتيوب، رغم النقد الذي تتعرض له وكيفية اقتناع شيرين تحديداً بكلمة "ستّك وتاج راسك".

شيرين ليست وحدها التي ترفع السقف في التحدي الغنائي، زميلتها سميرة سعيد أيضاً أصدرت قبل أشهر أغنية "سوبرمان". ليس العنوان "كاريكاتوريًا" ولا بطوليًا نسبة إلى البطل الخارق "سوبرمان"، بل أرادت سميرة سعيد من وراء الأغنية أن تعترف بنهاية علاقتها بشريكها، وإهانته ببعض الصفات التي لا يستسيغها الجمهور. تقول، بعدما كان مسليًا وسيماً، ممتعًا، تحول برأيها إلى مهمل وحتى بخيل، الأمر الذي يؤكد اعتراف المغنيات بأن الفن أو كلمات الأغاني تحولت لموضوع حقيقي يعبر عن طموحات أو أفكار المغنيات أنفسهن أو اللواتي عانين من قهر الرجال.
وقدمت كارول سماحة قبل وقت أغنية "مبروك لقلبي" التي حولتها إلى احتفالية بموضوع الفراق بين حبيبين، كارول ارتاحت وباركت لقلبها ضمن تحدٍّ مشابهٍ لما قامت به شيرين، وسميرة سعيد، لكنها كانت أكثر دراية ببعض التعابير المألوفة وليست الصادمة التي اعتمدتها شيرين وسعيد في أسلوبهما الهجومي والمفردات المهينة، الأمر الذي درج في الفترة الأخيرة كنوع من التغيير في عناصر الأغنية، أو الاتجاه لاستغلال مواضيع مثيرة للاهتمام والتفاعل الجماهيري على وسائط الميديا البديلة.
هذه الموجة من الأغاني وما تحمله من تجدّد وفق ما يراه الفنانون أنفسهم، هي موجة تصارع نفسها أيضاً، لكنها ليست جديدة؛ فقبل سنوات قدم الفنان هاني شاكر أغنية "عيد ميلاد جرحي أنا". يومها أيضاً جرى الحديث حول القصد من وراء الاحتفال بالجرح، التعبير برأي كثيرين يجب أن يكون أقل ألماً. ويذكرنا الأمر بنجوى كرم عندما توجهت بالسب والدعاء على الرجل في أغنية "الله يحرقلك قلبك" التي لاقت استهجاناً واسعاً ولم تحظ بالنجاح.

المساهمون