فنانون ينتزعون الفرح بأغنياتهم من مخالب السرطان ببيروت

فنانون ينتزعون الفرح بأغنياتهم من مخالب السرطان بمستشفى في بيروت

17 سبتمبر 2019
يمنحون الأمل للمرضى (TIES AUBMC/فيسبوك)
+ الخط -

يسعى فنانون لتوسيع رقعة الأمل على ضيقها، وتخفيف معاناة مرضى السرطان من خلال مبادرة "تي.آي.إي.إس"، التي تعني بالإنكليزية "روابط"، والتي اشتُقت من الأحرف الأولى لكلمات تعني (الثقة والإلهام والتشجيع والقوة).

وكان عاصم فؤاد حمد، الذي يتلقى العلاج في المركز الطبي للجامعة الأميركية بالعاصمة اللبنانية بيروت، يردد أغنية "حلوة يا بلدي" وهو راقد على سريره في المستشفى رفقة فنانين زائرين، متغنياً بالعلاقة الوطيدة بين الإنسان والوطن، ومؤكداً أنّ هذه اللحظات الخاطفة منحته "فسحة من الأمل"، وقال: "في هذا الزمن الرديء، زمن الرعب، الزمن الأسود، ما زال هنالك فسحة أمل".

ويحاول الفنانون من خلال المبادرة، أن يحملوا الأمل الذي تحدث عنه حمد للمرضى، وأن يوصلوه لهم حتى عتبات الغرف وعلى الأسرة البيضاء، ومن بينهم المطربة اللبنانية بترا حاوي التي غنت رفقة عازف موسيقي، لتنتزع للمصابين بالسرطان بعض التفاؤل والفرح من أنياب المرض ومخالب العلاج الكيميائي.


وتؤكد حاوي أنها وإن كانت عاجزة عن أن تعطي الصحة للناس، فإنها لن تبخل عليهم ببعض الأمل طالما أنها تستطيع، وتوضح: "أشعر بسعادة بالغة عندما أدخل كل غرفة في المستشفى، لأن كل واحدة تمنحني شعورًا مختلفًا، كما أنّ الصدق الموجود في المكان يدفعني لأغني من قلبي، ويمنحني هذا الإحساس قوة لأكون عنصرًا فعالًا قادرًا على العطاء".

وتزور بترا حاوي، والموسيقي المرافق لها، وغيرهما من المتطوعين، المرضى بشكل منتظم في إطار المبادرة التي تعنى بشكل رئيسي بمرضى السرطان من البالغين وكبار السن، والتي شاركت في تأسيسها الفنانة اللبنانية غيدا فضل الله، بعد أن خسر والدها معركته مع المرض الخبيث، ورحل عن هذا العالم عام 2017.


وتتمنى غيدا لو أنّ مبادرة مماثلة قدمت مثل هذا الدعم لوالدها قبل وفاته، وتقول: "أتمنى فقط لو أنّ أحدًا مثلنا كان موجودًا بجانب أبي عندما كان مريضًا، لأن عائلة المريض مهما تمكنت من مساعدته والوقوف بجانبه، فإنه يظل بحاجة أحيانًا ليتحدث مع أشخاص آخرين، لأنّ بعض المرضى يفضلون أن يناقشوا أوجاعهم مع أشخاص لا يعرفونهم، وهذا ما نحاول تقديمه من خلال المبادرة".


وتشتمل المبادرة إضافة إلى الموسيقى، على أنشطة مثل رواية القصص والعلاج عن طريق الفن، وتمارين التنفس وغير ذلك من أوجه المساعدة للمرضى، سواء كانوا من المقيمين في المستشفى، أو الزائرين لفترة محددة من الوقت للحصول على جلسات العلاج الكيميائي.

وفي اليوم الأخير من علاجها، جلست لمى حمزة (24 عامًا) على الأريكة في المستشفى، فيما كان عازف كمان يعزف لها، وقالت: "سأكمل معكم بعد أن أنتهي، اليوم إن شاء الله آخر جلسة لي، وما تفعلونه جميل للغاية، ويمنح دعمًا كبيرًا لمرضى السرطان".


وأكدت الفنانة غيدا فضل الله، أنّ الأمر لا يستغرق سوى بضع دقائق، لعمل شيء يضفي بهجة وسعادة على يوم إنسان مريض، مضيفة أنها تأثرت بمدى إيمان المرضى، وأوضحت: "لن يستغرق منك أكثر من 5 دقائق لتغير حياة شخص، أو نهاره على الأقل، أنا لا أمنح المرضى فقط بل آخذ منهم، أتعلم منهم الإيمان، لن تصدق مدى قوة إيمانهم".

واختار مؤسسو المبادرة، العمل بشكل رئيسي مع البالغين وكبار السن، لأنهم غالبًا لا يملكون آباء وأمهات أو عائلات يتحلقون حولهم، ويدعمونهم على فراش المرض.


(رويترز)

المساهمون