مريم صالح وزيد حمدان: إحياء الشيخ إمام بموسيقى شبابية

مريم صالح وزيد حمدان: إحياء الشيخ إمام بموسيقى شبابية

19 اغسطس 2015
مريم صالح وزيد حمدان في ألبوم "حلاويلا" (العربي الجديد)
+ الخط -

لا يعمل الثنائي مريم صالح وزيد حمدان على كسر الأنماط الموسيقية المعتادة، بل يتلاعبان بها، فيصل ذلك إلى حدّ السخرية منها أحياناً. مريم، بصوتها الحادّ الجريء، تفرض محتوى جديداً للأغنيات، يتخطّى ما تشير له الكلمات، لتصنع مفارقات ساخرة تجبر المستمع على تفكيك المعنى المباشر والتورّط وراءه بتلقائية. 

بدوره، لا يترك زيد مساحة لأيّ توقع في الألحان والتوزيع، فهو يخترق التراث الموسيقي ليصنع منه أجواءً ليست حديثة بقدر ما هي مفاجئة، ويبتكر ألحاناً تحمل أجواءً درامية تتكامل مع أداء مريم.

في ألبومهما الجديد (حلاويلا) الذي سيصدر في 17 سبتمبر/أيلول المقبل، متضمّناً 10 أغنيات، سيكون نصفها مستوحى من أغنيات الشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم، كما اعتادت مريم صالح أن تغنّي، وسيعيد زيد حمدان توزيع هذه الأغنيات، بالإضافة إلى أغنيات أخرى سبق أن غنّتها مريم ويحتوي عليها الألبوم.

اقرأ أيضاً: اللغة والأيديولوجيا: صراع الثقافات بين التلاميذ

يأتي ألبوم حلاويلا نتيجةً للنجاح الذي حقّقه الثنائي مريم صالح وزيد حمدان في عروضهما وحفلاتهما المشتركة التي قدّماها منذ العام 2010 بين القاهرة وبيروت وعمّان والدار البيضاء، وطنجة وتونس، بالإضافة إلى جولاتهما الناجحة خارج العالم العربي في لندن وروما وأمستردام وغيرها من المدن الأوروبية، حيث لاقت الأغنيات التي يعيد توزيعها زيد حمدان تفاعل الجمهور.



تعود فكرة إنشاء الفرقة إلى نهاية 2010، حين  أسفرت سنوات من الانسداد السياسي والاجتماعي بمصر عن بروز تيار "الأندرغراوند" الموسيقي بشكل أقوى من ذي قبل، وكانت مريم صالح في قلب هذا التيار المتمرد، عندما التقت بالفنان اللبناني زيد حمدان في الإسكندرية أثناء إحدى جولاته الموسيقية.

اقرأ أيضاً: سعيد المغربي القادم من زمن الشيخ إمام

بعدها، قدّما عدداً من العروض للمرّة الأولى فحقّقا نجاحاً في عروضهما الحيّة: على المسرح مريم تغنّي وتعزف الغيتار، وحمدان على أجهزته الإلكترونية، المعقّدة أحياناً، وعلى آلة الجيتاليلي (الغيتار الصغير الذي يشبه اليوكوليلي) أحيانًا أخرى، بصحبة عازفي الباص غيتار والدرامز، وفي الأجواء حالة ترقب تحملها نغمات الإلكترونيكا والتريب-هوب المتوترة.

وبمحتواه السياسي القوي، يصدر الألبوم الذي تنتجه مؤسسة "مستقل" وسط انحسار واضح للأجواء الثورية في مصر، لكن لا يزال الثنائي يلقى حفاوة كبيرة لدى الجمهور، خصوصاً في أغنيات إمام ونجم، ليس لأنّها أغنيات تسترجع تراثاً شعبياً أو ثورة ضائعة. لكن، ببساطة، لأنّها أغنيات لا تزال قادرة على إثارة الدهشة وإعادة التفكير واثارة الأحاسيس، وهذا هو ما يجعل إصدار الألبوم الآن حدثاً استثنائياً.

إقرأ أيضاً: فرق المدائح النبوية تزدهر في غزّة

دلالات

المساهمون