النزعة الفرديّة والسياسة تطيح الدراما السوريّة

النزعة الفرديّة والسياسة تطيح الدراما السوريّة

10 أكتوبر 2016
الممثل السوري، جمال سليمان (محمد بكار/ الأناضول)
+ الخط -
في بداية الألفية الثالثة، عاشت الدراما السورية سنين من الازدهار، فشهدت تلك الحقبة ولادة لنجوم قادرين على المنافسة على المستوى العربي. واستطاعوا أن يغزوا التلفزيون والسينما المصرية، وأن يقدموا مجتمعين، كمية كبيرة من المسلسلات السورية التي لايزال جماهيرها يتابعونها حتى اليوم على الشاشات العربية.

ولكن ظروف الحرب التي عاشتها سورية بعد الثورة، أنهت عصر ازدهار الدراما السورية، فلم يستطع صنّاع الدراما السورية مواكبة الحدث الأكبر بمسلسلات ذات سوية تتناسب مع الوقائع اليومية، كما تفرق نجوم الدراما السورية تبعاً للواقع السياسي والجغرافي السوري الجديد، وذلك أثر بدوره على الدراما التلفزيونية أيضاً.

وثمّة سبب مهم آخر في تراجع مستوى الدراما السوريّة، وهو أنّ كثيرا من الممثلين أعلنوا تأييدهم مباشرة للنظام السوري، ووقفوا عملياً ضد ثورة الشعب السوري.

وفي السنين الماضية، تناول العديد من النقاد موضوع "الشللية" في الدراما السورية، باعتباره موضوعاً سلبياً، إلا أن الشللية التي كان يعاني منها الفن في سورية سابقاً، أفضل من النزعة الفردية والانقسامات التي شهدتها الدراما السورية في سني الحرب.

فمن أسباب تقهقر الدراما، في الوقت الحالي، تنامي النزعة الفردية لدى النجوم السوريين الذين حاولوا التفرد ببطولة المسلسلات التي يعملون فيها. ففي حين كانت المسلسلات الاجتماعية في بداية الألفية تحفل بكمية كبيرة من النجوم السوريين، إذ كانت أغلب أعمال تلك الحقبة تضم ما يزيد عن عشرة أسماء من نجوم الصف الأول، مثل مسلسل "ذكريات الزمن القادم" الذي تشارك ببطولته نخبة من النجوم حينها، اجتمعت مراراً لتقديم أكثر من عمل مشترك، وأهمهم: جمال سليمان، أمل عرفة، سلافة معمار، سلاف فواخرجي، غسان مسعود، عبد الهادي الصباغ، ضحى الدبس، عبد المنعم عمايري، يارا صبري، شكران مرتجى، فايز قزق وآخرون.



تجد أن هذه الأسماء نفسها حاولت في السنين الأخيرة أن تفض شراكاتها القديمة وتنفرد بالبطولة المطلقة، فأنتجت هذه النزعة الفردية مسلسلات فقيرة بالنجوم، مثل مسلسل "نبتدي منين الحكاية" الذي يلعب فيه دور البطولة غسان مسعود وسلافة معمار، بالإضافة لعشرات المغمورين وأنصاف النجوم وأنصاف الموهوبين، ولم تغرِ هذه الأسماء الجمهور لمتابعة المسلسل.


والأمر نفسه يبدو أكثر سوءا على مستوى المسلسلات الكوميدية، فبعد أن عاشت الكوميديا في سورية حقبة ذهبية منذ العقد الأخير في الألفية الماضية وحتى بداية الثورة، انهارت تماماً بعدها. حاول نجوم الكوميديا استثمار زيادة الضخ الإنتاجي لينفردوا بالبطولة أيضاً.

ويبدو ذلك واضحاً إذا ما قارنا بين الأسماء الموجودة في مسلسل "قانون ولكن" الذي أنتج سنة 2003 ومسلسل "ضبوا الشناتي" الذي أنتج سنة 2014. ففي مسلسل "قانون ولكن"، تواجدت الكثير من الأسماء اللامعة إلى جانب الممثل، بسام كوسا، مثل: مها المصري، قصي خولي، نضال سيجري، وائل رمضان، كاريس بشار، سلاف فواخرجي، خالد تاجا، عبد الهادي الصباغ، وفاء موصللي، عمر حجو، ديمة قندلفت، وغيرهم من نجوم الصف الأول، بينما افتقر مسلسل "ضبوا الشناتي" (والذي يعتبر من أفضل المسلسلات الكوميدية في سني الأزمة) إلى النجوم.

إذ شارك إلى جانب بسام كوسا عدد قليل جداً من النجوم، مثل: ضحى الدبس، أمل عرفة، أيمن رضا، أحمد الأحمد، كما لعب العديد من الفنانين المغمورين أدواراً محورية في المسلسل، وأثّر ذلك على سويّة المسلسل.

المساهمون