الطفل أيلان الكردي يعود في "إسلاموفوبيا"

الطفل أيلان الكردي يعود في "إسلاموفوبيا"

24 يونيو 2019
عمل نحتي للطفل أيلان للفنان الفلسطيني أسامة أسبيته (Getty)
+ الخط -
تعود قصة الطفل السوري أيلان الكردي التي هزّت ضمير العالم، بعد غرقه في بحر إيجة بتركيا، إلى دائرة الضوء، بعد أن دعا رجل الأعمال التركي علي عثمان عكات، الممثل الأميركي الشهير ستيفن سيغال لزيارة تركيا، وذلك للمشاركة في فيلم عن قصة الطفل أيلان الذي مات غرقاً في تركيا، خلال رحلة عائلته باتجاه أوروبا. الفيلم سيحمل عنوان "إسلاموفوبيا"، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "أكشام" التركية. 

علي عثمان عكات، وهو رئيس رابطة رجال الأعمال الأميركيين الأتراك، هو منتج الفيلم الذي سيتم تصويره في مدينة بودروم التركية نهاية يونيو/ حزيران الحالي، وهي المدينة التي شهدت أحداث القصة الحقيقية لغرق أيلان. وجاء رد سيغال على الدعوة بأنه سعيد جداً، وأضاف: "يشرفني أن أتلقى دعوة من هؤلاء الأشخاص والمنظمات، وستكون زيارتي لتركيا مثيرة جداً". وسيغال من الممثلين المشهورين بأدوار الحركة والأكشن، وكانت الخارجية الروسية قد عينته في أغسطس/ آب من العام الماضي مسؤولاً عن العلاقات الإنسانية الروسية الأميركية.

ومن المشاركين في الفيلم الممثل التونسي علي صبري بلعيد، الذي سبق أن تحدث لمواقع فنية، مطلع يونيو/ حزيران الحالي، عن تجربته الجديدة في بطولة هذا الفيلم التي يتقاسمها مع الممثلة الألمانية التركية ويلما إيليس، إذ سيؤدي دور عبد الله والد أيلان، بينما تؤيد إيليس دور زوجته، مشيراً إلى أن هذا العمل هو الأول من نوعه الذي الذي سيتطرق إلى مأساة الشعب السوري من زاوية أخرى، مجسداً قصة واقعية بكل تفاصيلها، معرباً عن حماسته الكبيرة وحبه للشخصية التي سيجسدها في الفيلم، لأن هذا العمل برأيه إنساني قبل أن يكون فنياً، إذ ستعود كامل أرباحه إلى السوريين في بلاد اللجوء، كطريقة للتعبير عن مساندة العالم لهذا الشعب المضطهد، على حدّ تعبيره.

وكانت قصة غرق الطفل السوري أيلان الكردي عام 2015 قد ألهمت كثيراً من الفنانين العرب والعالميين، سواء في رسم صورته في لوحات رمزية، لتسلط الضوء على مآسي الأطفال اللاجئين، أو بإنتاج أفلام عن قصته، وكان من بين تلك الأفلام "صلاة البحر"، وهو فيلم بتقنية الواقع الافتراضي، مأخوذ من قصة الكاتب والطبيب الأميركي الأفغاني خالد حسيني التي حملت نفس العنوان، وهي رسالة متخيلة من والد سوري إلى طفله النائم في حضنه عشية عبورهما البحر باتجاه أوروبا. وتعاون حسني مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصحيفة "الغارديان"، في تحويل تلك الرسالة إلى فيلم بتقنية الواقع الافتراضي، بالمشاركة مع الفنانة ليز إدواردز.

وكذلك فيلم "الولد والبحر"، الذي أخرجه المخرج السوري سامر عجوري بتقنية "الأنيميشن"، في محاكاة لقصة أيلان، ويروي الفيلم بحسب ما جاء في تعريفه "حكاية طفل يحب رسم البحر، غطس يوماً في أعماقه على أمل أن يهرب من الحرب والفقر ويجد الرحمة والأمل والسعادة، لكنه علق في دوامة شاشات تلفزيونية، شوهت صورته وجردته من حكايته". وكان مخرج الفيلم قد انسحب من مشاركته في مهرجان قرطاج السينمائي، اعتراضاً على مشاركة فيلم "مطر حمص" للمخرج جود سعيد، إذ اعتبر عجوري أن المهرجان يُسَوِّقُ لرواية النظام لما حصل في سورية.

ويأتي بدء تصوير فيلم "إسلاموفوبيا" بالتزامن مع احتفال العالم باليوم العالمي للاجئين، إذ احتلت سورية المرتبة الأولى بعدد لاجئيها حول العالم، في ما اعتبرته منظمات دولية "أكبر أزمة لجوء" شهدها العالم. وبلغ عدد اللاجئين السوريين المقيدين لدى المفوضية هذا العام 6.7 ملايين لاجئ، موزعين في 127 دولة، بحسب التقرير الأخير للمفوضية الأممية.

وكانت مارتا سانشيز يونيس المسؤولة عن مشروع "مهاجرون ضائعون"، قد قالت في حديث لوكالة "الأناضول" التركية في إبريل/ نيسان الماضي، إنه تم تحديد 67 حالة غرق لأطفال سوريين في البحر المتوسط، خلال الأعوام الخمسة الماضية، مشيرة إلى أن هناك أعداداً كثيرة من الغرقى تبقى جثثهم في البحر دون التمكن من انتشالها.

المساهمون