زعامة المهرجانات المصرية: من هو "وحش المجرة"؟

زعامة المهرجانات المصرية: من هو "وحش المجرة"؟

12 ابريل 2019
يخلط رمضان بين المهرجانات والراب (فيسبوك)
+ الخط -
أصبحت المهرجانات في السنوات القليلة الأخيرة، نوعا موسيقيا (genre) واضح الملامح، ومستقلا بذاته. وقد استطاع اقتحام الساحة الفنية رغم كل الانتقادات التي واجهت فنانيه، تحديداً من قبل نقابة المهن الموسيقية في مصر، فلاقى انتشاراً ونجاحاً مختلفين عن كل ما يدور في المشهد الموسيقيّ المصريّ.
في الأسابيع الأخيرة، صدرت ثلاثة مهرجانات مختلفة: "فايروس" لمحمد رمضان، و"وحش المجرة" للسادات، و"احكيلي" لعلاء فيفتي.
يمكننا من خلال مراجعة سريعة لهذه الإنتاجات الثلاثة، فهم ما يحدث على ساحة المهرجانات، وكيف أصبح هذا النوع الموسيقي يهدد عرش البوب الغنائي المصري بقوة، خصوصاً بعدما بدأ تفاعل الإعلام إيجابياً مع الأغاني الجديدة، عقب سنوات من الانتقادات القاسية. إذ بات الهجوم على المهرجانات بشكل منهجي ومركّز شبه مستحيل، وذلك بعد خروج هذه الموسيقى من إطار الأفراح إلى الحفلات والجلسات، وبعد ظهور نجومها في الإعلانات، وفي الحانات "البرجوازية" في مصر.
نبدأ من "فايروس" لمحمد رمضان. يبدو الفنان المصري أبرز من استفاد من معادلة خروج المهرجانات من قوقعتها داخل الأحياء الشعبية والعشوائيات. فلم يتأخّر في تسلق سلّم نجاح المهرجانات، وتقديمه أكثر من أغنية وإعلان. ثمّ قرّر أن يرسم لنفسه مسيرة كاملة كمغنّ للمهرجانات، محققاً نجاحات عدة بداية مع "نمبر وان" (95 مليون مشاهدة على يوتيوب)، ثمّ "الملك" (82 مليون مشاهدة)، و"مافيا" (100 مليون مشاهدة). نجاحات جماهيرية طبعاً، لكنها لا تخفي إطلاقاً فشل رمضان في التحوّل إلى مغنّي مهرجانات أصيل، فهو يرتدي شخصية المؤدي فقط، من دون أي موهبة حقيقية. كما أن أداءه يقترب مراراً من أداء مغنّي الراب، وهو ما يفقد موسيقى المهرجانات هويتها الحقيقية وتفرّدها.
في مهرجانه الأخير "فايروس"، ألحان السادات ورامي المصري وتوزيع رامي المصري (وهو التعاون الأول بين رمضان والسادات)، نجد الفنان المصري خارج الشخصية التي يفترض أن يؤدي بها العمل: أداؤه الصوتي ضعيف جداً، كأنه يسمّع ما حفظ فقط، متناسياً أن أهمّ ما يميّز مؤدي المهرجان هو قوة أدائه الصوتي وإتقانه للحالة والكلام. هكذا يتعامل رمضان مع الكلام واللحن بخفة. لكن التساهل يتخطى رمضان وينسحب على باقي صناعة الأغنية، فاللازمة الموسيقية مثلاً شبيهة إلى حد كبير بالمهرجان السابق لرمضان "مافيا"، والذي كانت سبباً رئيسياً في نجاح العمل.
ببساطة، يمكن القول إن رمضان حاول أخذ المهرجان إلى الشكل التجاري المتعارف عليه في التعامل مع أغاني البوب، أي استغلال الجمل الموسيقية الناجحة، لضمان النجاح والانتشار.



لكن ماذا لو أدى السادات الأغنية التي لحّنها لمحمد رمضان؟ مقارنة صغيرة ستثبت زيف رمضان. قبل أيام أيضاً، قدّم السادات، وهو واحد من أبرز مغني المهرجانات، أغنيته الجديدة "وحش المجرة"، ليثبت صدارته لهذا النوع الموسيقي، متقاسماً زعامة المشهد مع "فيفتي"، خصوصاً مع تراجع أوكا وأورتيجا بعد مهرجان "إلعب يالا".

في "وحش المجرة" يرسّخ السادات شكل المهرجان التقليدي ويجدد فيه، مستمراً في اعتماد الإيقاعات القوية الراقصة وفي نفس الوقت غير المتوقعة.



إن كان السادات يحاول الحفاظ على شكل المهرجانات، فإنّ علاء فيفتي، يسعى في عمله الجديد "احكيلي"، مع الموزع سمسم السامبا، الابتعاد عن المهرجانات، محاولا اكتشاف مساحات جديدة. فكما كان أول من قدّم شكل المهرجان عام 2004، فإنه هو أيضاً أول من بدأ في التجريب في مساحات بعيدة عن المهرجان وإيقاعاته وموسيقاه.

فلا "احكيلي" قريب من المهرجان ولا من البوب أو الغناء الشعبي أو حتى الراب. ورغم التجريب الشجاع، فإن الأغنية لم تلاقِ النجاح الكاسح للمهرجانات.

المساهمون