الدلافين تحتل البوسفور مستغلةً الصمت المخيِّم على إسطنبول

الدلافين تحتل البوسفور مستغلةً الصمت المخيِّم على إسطنبول

27 ابريل 2020
رؤية الدلافين مصدر سعادة لسكان إسطنبول (أوزان كوزي/فرانس برس)
+ الخط -
منحت فترة هدوء في حركة السفن وحظر الصيد في إسطنبول جراء جائحة كورونا كوفيد-19 فرصة جيدة لبعض من أكثر سكان المدينة شعبية، الدلافين التي باتت تسبح بحرية في المياه الغنية بالأسماك في مضيق البوسفور بين أوروبا وآسيا.

وخضعت المدينة التركية البالغ عدد سكانها 16 مليون نسمة لإغلاق كامل منذ الخميس، كجزء من الإجراءات الحكومية لوقف انتشار الوباء، بعد عطلتي نهاية أسبوع متتاليتين شهدتا إغلاقاً مؤقتاً أيضاً، حتى منتصف ليل الأحد. وأودى الوباء بحياة أكثر من 2700 شخص في تركيا.

وتعد رؤية الدلافين في مضيق البوسفور، وهو ممر مائي ضيق يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأسود مباشرة عبر قلب إسطنبول، وعادة ما يكون مزدحماً للغاية، مصدر سعادة لسكان المدينة. لكن هذا الإغلاق يعني عدداً أقل من السفن والمزيد من الأسماك في ماء البوسفور، ما يشجع الثدييات الأليفة على الاقتراب من الشاطئ، وهو ضاعف من مرات رؤيتها وهي تلعب وتقفز على سطح المياه.

وقال رئيس جمعية الصيد للهواة والرياضة في إسطنبول إيرول أورككو، إن "انخفاض حركة السفن والبشر عبر البوسفور له تأثير كبير". وصرّح لوكالة فرانس برس بأنّ "الكائنات الحية البرية والمائية يمكن أن تبقى حرة دون وجود بشري. وهذا ما مكّن الدلافين من الاقتراب من الشاطئ".
وقبل تفشي فيروس كورونا الجديد، كان الصيد طقساً يومياً للمئات في إسطنبول، إذ دأب كثيرون على جلب أباريق الشاي والمصابيح استعداداً لقضاء وقت طويل في الصيد على طول الشاطئ. ويُعَدّ مشهد الآلاف من الصيادين الهواة على جسر غلطة وعلى ضفاف البوسفور إحدى الصور التي تشتهر بها المدينة، لكنّ هذه المواقع مهجورة الآن تقريباً.

وقال يوروك أشيك، مراقب السفن المتخصص الذي يلتقط صوراً للسفن التي تمرّ عبر مضيق البوسفور، إنّه صوّر الدلافين قبل الوباء، ولكنها الآن تسبح بالقرب من الشاطئ، موضحاً أنّ الدلافين "تقترب من حافة المياه مع توقف إرهاب الصيادين غير المنضبطين على الشاطئ مؤقتا". وتابع: "أسمي ذلك إرهاباً، لأن 90 بالمئة منهم ليسوا على دراية بما يفعلونه ويسببون تلوثاً بيئياً لا يصدق".

في سراي بورنو، التي تفصل القرن الذهبي عن بحر مرمرة، رُصدَت مجموعة من الدلافين تسبح مع جيش من طيور النورس، في مشهد يسرّ محبّي التصوير. وتعد رؤية الدلافين مؤشراً على نظام بيئي بحري صحي حيث تقاتل الثدييات من أجل البقاء.

وكتب عملاق الأدب التركي يشار كمال، عن الدمار الذي أحدثه النظام البيئي الساحلي في البلاد من خلال الصيد الجائر للدلافين من أجل النفط في روايته "العصافير رحلت" الصادرة عام 1978. ومنذ عام 1983، حُظر صيد الثدييات البحرية في تركيا، ليحمي القانون الدلافين.


(فرانس برس)

المساهمون