"إم بي سي" - بيروت... ثكنات صغيرة؟

"إم بي سي" - بيروت... ثكنات صغيرة؟

10 يوليو 2019
يعود برنامج "ذا فويس" قريباً (فيسبوك)
+ الخط -
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، اعتُقل وليد الإبراهيم، مالك ورئيس مجلس إدارة محطة mbc السعودية، بأمر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على خلفية ملفات فساد مالية. احتجاز الإبراهيم انتهى في يناير/ كانون الثاني 2018، لكن ذلك لم يمكّنه فعلاً من العودة إلى الحكم بمفرده إلى المجموعة الإعلامية mbc، التي أُسّست عام 1991 وكان مقرها في المملكة المتحدة، وانتقلت إلى دبي مطلع هذه الألفية. "النكسة" التي ضربت المجموعة عام 2017 لم تنته تداعياتها. كلام عن إقصاء عدد من المديرين، وإقفال بعض المكاتب التمثيلية، إضافة إلى حصْر ميزانية النفقات، وغياب معظم البرامج الترفيهية التي شهدت على نجاح المحطة خلال العقد الأخير، والاستعانة بالراعي التجاري في سبيل البقاء.

بين مكتبي دُبي وبيروت، كان ثمة تناغم أصبح مفقوداً بعد سيطرة "سعودية" كاملة على المحطة، وفرض شروط تتناسب والمصالح السياسية لخط المملكة، والسبب تعيين واستئثار تُركي آل الشيخ "وصياً"على المجموعة بصفته رئيساً لهيئة الترفيه. يعقد آل الشيخ الاتفاقيات مع المنتجين والفنانين والإعلاميين، ويحاول حصر توجه المحطة بالموقف السياسي السعودي.

هذه السياسة، في الخطوط العريضة، خفضت نسبة المتابعة العربية للمجموعة، وخصوصاً بعد قرارات المقاطعة التي فرضت على بعض الفنانين العرب، وتوقف عرض المسلسلات التُركية، المُحرك الأساسي (والربحي) لقنوات mbc خلال السنوات الأخيرة.

كل ذلك، أضعف نفوذ المحطة وانعكس سلباً على قرار النافذين داخلها، وخصوصاً أن "أحكام" تُركي آل الشيخ تعلو فوق كل القرارات الإدارية أو التنفيذية، التي بإمكان العاملين في المحطة وحتى رئيس مجلس إدارتها البتّ بها. قبل أسبوعين، وصلت التغييرات إلى مكاتب بيروت.

وبعد تسريب معلومات حول إقفال مكتب لبنان، وطرد مجموعة لا بأس بها من الموظفين (27 موظفاً - 2017) يبدو أن تغييرات بدأت تحصل بالفعل، مثل إقصاء المنتجة المنفذة نضال زين، وتعيين أليكس معوشي مكانها، ليشغل منصب منتج تنفيذي للبرامج. معوشي، الطفل المدلل للمديرة الإقليمية للمحطة، سمر عقروق، بدأ عمله متعاوناً غير موظف عام 2004 باختيار من نضال زين، وتدرج بعد ذلك ضمن فريق البرامج، ومنها "آراب أيدول" و"ذا فويس"، ما أكسبه ثقة من قبل عقروق والقائمين على المحطة. وأوكلت نضال زين مهمة القيام بالاتفاقيات أو التفاوض مع عملاء المحطة، لكن المنصب لا يشكل أهمية كبيرة، ويبدو أنه لحفظ ماء الوجه. واعتبر التعيين، بحسب زملاء زين، إقصاءً مُدبراً لها بعد أكثر من 18 عاماً على إمساكها بزمام الأمور، والبتّ بكل شاردة خاصة في الإنتاج.
الواضح أن مكتب بيروت تحوّل بعد سنتين من الأزمة التي ضربت المؤسسة، إلى ما يشبه ثكنة صغيرة، والبقاء فيها للأقوى في ظل غياب قرارات حاسمة تقوي المحطة وتنعكس على إنتاجاتها التي شهدت تراجعاً واضحاً، ما يُنذر باستمرار الأزمة، رغم محاولة الفريق التسويقي النافذ القول إن الأمور طبيعية وتسير بالاتجاه السليم، لكن العبور إلى خريف يحمل وفق المعلومات ما هو جديد، (مثل برنامجي "ديفا" و"ذا فويس"، ومسلسل "عروس بيروت") لا يبدو "ورديًا" كما تريده المحطة.

المساهمون