سوء الأحوال الجوية يؤجل إقلاع "سبايس إكس"

سوء الأحوال الجوية يؤجل إقلاع "سبايس إكس" في أول مهمة فضائية مأهولة

28 مايو 2020
"سبايس إكس" نتيجة شراكة مع "ناسا" (سول مارتينيز/ Getty)
+ الخط -

قرّرت شركة "سبايس إكس" الأربعاء إرجاء إطلاق أول رحلة مأهولة إلى الفضاء إلى السبت، وذلك بعدما كان رائدا وكالة الفضاء الأميركية قد أخذا مكانيهما للإقلاع نحو المحطة الفضائية الدولية على متن المركبة المحمّلة على صاروخ "فالكون-9".

وقبل 17 دقيقة من الموعد المحدد للإقلاع أبلغ مدير عملية الإطلاق في المركز الفضائي في فلوريدا الرائدين بوب بنكن وداغ هيرلي بتعذّر الأمر، ليرد الأخير "كان مجهوداً جماعياً رائعاً، لكن نحن نتفهّم الأمر".
وأوضحت الشركة أنّ الأمر توقّف على فارق زمني قدره عشر دقائق كانت رداءة الطقس ستنحسر من بعدها، لكن مخاطر الأمطار والبرق كانت كبيرة جدا ونافذة الإطلاق المحدد عند الساعة 16,33 كانت ضيّقة للغاية، لأن التوقيت كان يلحظ التنسيق بين مساري مركبة "كرو دراغون" والمحطة الفضائية الدولية التي من المقرّر أن يلتحق بها الرائدان هيرلي وبنكن.
وتقرر إرجاء الإقلاع إلى يوم السبت الساعة 15,22 (19,22 ت غ). ولاحقا قال هيرلي "لا شك أن الكل يشعرون بخيبة ما"، مبديا تعاطفه مع الفرق على الأرض التي كانت تنتظر هذه اللحظة منذ سنوات.
وكان الرائدان بنكن وهيرلي سيلتحقان الخميس بالمحطة الفضائية الدولية. ووصل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لحضور عملية الإطلاق التي تصفها وكالة الفضاء الأميركية بأنها حقبة فضائية جديدة، وتتوج هذه الحقبة جهود شركة "سبايس إكس" على مدى 18 عاما.


وكان مركز كينيدي الفضائي الموجود عند سواحل فلوريدا قد شهد صباح الأربعاء أمطارا وعواصف رعدية. كما أن المركز الوطني للأعاصير أعلن تشكل عاصفة استوائية قبالة سواحل ولاية كارولاينا الجنوبية شمالا ما قد يشكل خطرا على رواد الفضاء في حالة الهبوط الطارئ في المحيط الأطلسي بعد الإقلاع.
وقبيل إرجاء الإقلاع، قال إلون ماسك الذي أسس "سبايس إكس" في العام 2002 في كاليفورنيا "إنه حلم أصبح واقعا، لم أعتقد يوما أن هذا الأمر سيتحقق".
وحازت شركة "سبايس إكبلوريشن تكنولوجيز كورب" التي أسسها ماسك تدريجيا ثقة أكبر وكالة فضائية في العالم. وبحلول العام 2012، أصبحت أول شركة خاصة ترسل مركبة شحن إلى محطة الفضاء الدولية وترسو فيها، وقد أصبحت تقوم بإعادة إمداد المحطة بالمؤن والمعدات بانتظام منذ ذلك الحين.
بعد ذلك بعامين، طلبت "ناسا" منها القيام بالخطوة التالية: نقل روادها إلى المحطة، من خلال تكييف مركبة الشحن "دراغون". وقال ماسك العام الماضي بعد مهمة تدريبية ناجحة غير مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية "سبايس إكس لن تكون هنا بدون وكالة ناسا". ودفعت "ناسا" أكثر من ثلاثة مليارات دولار لشركة "سبايس إكس" لتصميم مركبتها القابلة لإعادة الاستخدام لمدة ست رحلات فضائية مستقبلية وبنائها واختبارها وتشغيلها. لكن عملية تطوير المركبة شهدت تأخيرات وانفجارات ومشكلات بالمظلات، لكن رغم كل تلك العقبات، تغلبت "سبايس إكس" على شركة "بوينغ" العملاقة.
وتدفع وكالة "ناسا" أيضا لشركة "بوينغ" لبناء مركبة "ستارلاينر" التي لا تزال غير جاهزة. بدأ مخطط وكالة الفضاء الأميركية للاستثمار في المركبات الفضائية المطورة من القطاع الخاص، خلال عهد جورج دبليو بوش (لشحن المعدات والمؤن) ولاحقا خلال عهد باراك أوباما للرحلات البشرية. وقال أوباما في العام 2010 من مركز كينيدي للفضاء "قال البعض إن العمل مع القطاع الخاص بهذه الطريقة غير عملي أو غير حكيم. أنا لا أوافق على ذلك".
حضور ترامب
ويحاول الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعادة ترسيخ الهيمنة الأميركية على الفضاء عسكريا ومن خلال العودة إلى القمر في العام 2024 أيضا. إذا كان بإمكان "ناسا" أن تعهد بالرحلات الفضائية "في مدار منخفض" للقطاع الخاص، فستوفر الأموال لمهماتها البعيدة. وقال مدير ناسا جيم برايدنستاين "نتصور مستقبلا حيث يتم تسويق المدار المنخفض بحيث تعد وكالة ناسا زبونة لكثير من الزبائن". ومركبة "كرو دراغون" مشابهة لـ"أبولو" لكن تم تحديثها لتتناسب مع القرن الحادي والعشرين. فقد حلت شاشات قابلة للمس مكان المفاتيح اليدوية، كما تهيمن على الداخل إضاءة بيضاء خفيفة. لكنها تبدو مختلفة تماما عن المكوكات الفضائية الضخمة والمركبات المجنحة التي كانت تنقل الرواد إلى الفضاء من الأراضي الأميركية من 1981 إلى 2011.
وقال بنكن الذي قام بمهمتين إلى الفضاء في السابق مثل زميله هيرلي "نتوقع رحلة سلسة لكننا نتوقع أن تكون صاخبة". وعلى عكس المكوكات التي انفجر أحدها وهو "تشالنجر" في العام 1986 بعد الإقلاع، يمكن أن تقذف "دراغون" في حالة طوارئ إذا واجه صاروخ "فالكون 9" أي مشكلة.


ومن المقرر أن تلتحم "كرو دراغون" بمحطة الفضاء الدولية التي تسبح على ارتفاع 400 كيلومتر، وقد تبقى هناك حتى أغسطس/ آب. وإذا أنجزت مهمتها بنجاح، فهذا يعني أن الأميركيين لن يعتمدوا بعد الآن على الروس للسفر إلى الفضاء. فمنذ العام 2011، كانت صواريخ "سويوز" الروسية المركبات الفضائية الوحيدة المتاحة لهذه المهمات. وستصبح عمليات الإطلاق حدثا منتظما في فلوريدا مرة جديدة.
(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون