بيت صغير في النجف شاهد على تاريخ العراق

بيت صغير في النجف شاهد على تاريخ العراق

25 فبراير 2019
منزل صغير يزدحم بآلاف القطع (فيسبوك)
+ الخط -
بيت صغير في مدينة النجف الأشرف العراقية يعد شاهداً على حلقات فريدة من تاريخ العراق، وذلك عبر آلاف القطع التراثية، التي يعود الفضل في جمعها إلى شغف المعلم المتقاعد الحاج يوسف عكار.

ثمة مسدسات عمرها مئتا عام، وساعات، وحتى غنائم أُخذت من الجيش البريطاني أثناء ثورة عشرينيات القرن الماضي، وسيوف، وأوان منزلية قديمة، وطوابع البريد، وساعات، وعملات معدنية، وأوراق نقدية، بدأ جمعها منذ سبعينيات القرن العشرين عندما شيد منزله.

وخصص المُعلم، جامع التحف، (80 عاماً) راتبه الشهري بأكمله لشراء نحو 1500 قطعة تحكي قصة تاريخ العراق على مدى العقود الماضية، معتمداً على دعم زوجته، التي تعمل مديرة مدرسة، في الإنفاق على الأُسرة.وقال "زوجتي مديرة مدرسة، وكنت أعتمد عليها بمصاريف البيت، أما راتبي فأشتري به هذه المقتنيات".

ويقول عكار إنه أنفق على مدى خمسة عقود نحو 500 مليون دينار عراقي (نحو 419 ألف دولار) لشراء هذه القطع الأثرية.

واعتاد جامع التحف، وهو أيضا زعيم عشائري، إخفاء الأسلحة التي جمعها إبّان حكم صدام حسين في مزارع بناحية القادسية في النجف.

الحاج يوسف بكار بدأ هوايته منذ سبعينيات القرن الماضي (فيسبوك)

وبعد الغزو الأميركي للعراق في 2003، نجح عكار في استعادة مجموعته من الأسلحة والمسدسات إلى بيته وتحويل جزء منه إلى متحف.

وجذب المتحف الصغير القليل من المسؤولين المعنيين ومحبي التحف الشغوفين، لكن عكار نادراً ما يعلن عن مقتنياته الفريدة لأن منزله صغير جداً، ولا يستوعب الكثير من الضيوف.

كما أنه يمضي وقته وهو يتحدث إلى أحفاده عن الأشياء الثمينة المعلقة على جدران منزله.

وكل ما يتمناه المُعلم المتقاعد حالياً هو أن يتسنى له تسليم مقتنياته للجهة الصحيحة.

وقال "أنا في نهاية عمري، وأتمنى أن يخصصوا لي مكاناً حتى أترك هذا الأثر للعراق كله. هذه أشياء ثمينة، تدهش من يدخل ويعاينها في المنزل، علماً بأن الكثير منها غير معروض".


وتقول عضو في مجلس محافظة النجف إنها تتمنى أن يضم متحف أكبر حجماً القطع الأثرية النادرة الخاصة بعكار. وتوضح أسيل الطالقاني أن إحدى العقبات تتمثل في صعوبة تحديد ما إذا كان المتحف سيكون ملكاً لعكار أم للحكومة.

وأضافت أسيل، وهي أيضاً رئيسة لجنة السياحة والآثار في المحافظة "المشكلة الحقيقية هو أن بيت الحاج عكار ضيق. والحاجة باتت ملحة لأن تخصص وزارة البلديات أرضاً ينشَأ عليها متحف يحتوي هذه القطع الأثرية".


(رويترز)

المساهمون