ذكرى ميلاد: لامارتين.. رومانسية لا تختصرها "البحيرة"

ذكرى ميلاد: لامارتين.. رومانسية لا تختصرها "البحيرة"

21 أكتوبر 2019
لامارتين
+ الخط -
تمثّل قصيدة "البحيرة" للشاعر الفرنسي ألفونس دو لامارتين، الذي تحل اليوم ذكرى ملاده، إحدى أشهر القصائد الفرنسية في الثقافة العربية، ويعود ذلك بالأساس إلى الترجمة المتقنة التي أنجزها نقولا فياض، والتي راوح فيها بين النقل الحرفي للكلمات ونقل معانيها والمشاعر التي ضخّها الشاعر الفرنسي في نصّه، إضافة إلى خضوع النص المترجم لجميع مقاييس الشعر العربي من عروض وقافية وتراكيب.

صدرت هذه القصيدة في 1820، وترجمت بعد قرابة قرن تقريباً وهذان التاريخان يعبّران على زمنين ازدهر فيهما التيار الرومانسي في الشعر، الأول في فرنسا وكان لامارتين مع فيكتور هيغو وقتها من أعلام هذه المدرسة الأدبية، والثاني في البلاد العربية التي تبدو وكأنها أخذت مشعل الرومانسية عن أوروبا، لكن في الوقت الذي كانت فيه أقرب إلى الانتهاء كتيار يستقطب الشعراء في ألمانيا وفرنسا خصوصاً.

وفي الحقيقة، وفي ما عدا قصيدة "البحيرة" لن تشتهر أشعار أخرى للامارتين، لا بل يمكن اعتباره شاعراً مجهولاً في الثقافة العربية حيث لا يمكن اختزاله في هذه القصيدة التي صدرت ضمن أعماله الأولى، وتحديداً مجموعته "تأملات شعرية"، وكانت له أعمال شعرية أخرى أبرزها: "شبّاك المنزل الأبوي" (1816)، و"الأغنية الأخيرة في حجّ هارولد" (1825)، و"الكرمة والبيت" (1857).

غير أن لامارتين لا يمكن اختزاله في الشعر وحده، فقد أصدر أيضاً أعمالاً روائية، بعضها مكتوب شعراً مثل "جوسلين" (1836)، و"سقوط ملاك" (1838)، وبعضها الآخر مكتوب نثراً مثل "رافائيل" (1849)، و"جينفياف" (1851)، و"أنطونيلا" (1867). كما عرف بكتاباته ضمن أدب الرحلة ومنها رحلته إلى الشرق، والتي أدخلت إلى المعجم الرومانسي عوالم جديدة بعيدة عن المناظر الطبيعية الأوروبية بتضاريسها ذات الخضرة المكثّفة.

كتب لامارتين أيضاً في التاريخ، وقد وضع أعمالاً ضخمة، أبرزها "تاريخ الجيرونيديين" في ثمانية مجلّدات، وإن كانت هذه الأعمال التاريخية قد واجهت انتقادات المؤرّخين الأكاديميين على تحيّزات لامارتين ومحاولته تطويع التاريخ لصالح مواقفه السياسية، وهنا يجدر أن نذكر أن لامارتين عرف حياة سياسية صاخبة في سياقات القرن التاسع عشر الفرنسي وخصوصاً في ثورة 1848.

المساهمون