صدر عالمياً

صدر عالمياً

11 مايو 2016
+ الخط -
قصص الحب في تاريخ العرب
(باريس: آكت سيد/ سندباد، 2016)

في ما يشبه السباحة ضدّ التيّار، ومحاولة تخطّي الصورة القاتمة التي يحملها الكثيرون عن العرب والمسلمين، نشر المستعرب جون جاك شميد مجموعة مختارة من قصص الحب التي تزخر بها المدوّنة الأدبية العربية. وقد نبّه في مقدّمة عمله إلى أنّ العرب لم يشذّوا عن تلك القاعدة العامّة التي سادت قبلهم بين شعوب الأرض كافّة. إذ كان لهم، هم أيضا، عشّاق مشهورون جعلت منهم الحكايات أبطالا خارقين تتمازج في سيرهم وفي صورهم ملامح الواقعية وأبعاد التراجيديا. فمن أعماق التاريخ العربي، قبل ظهور الإسلام وبعده، تداول الإخباريّون قصص عشاق كثيرين، منهم من اشتهر مثل عنترة وعبلة، وقيس وليلى، وعروة وعفراء، وجميل وبثينة، وقيس ولبنى، وكُثيْر وعزّة، وذو الرمّة ومَيْ... ومنهم من كان أقلّ اشتهارا كنسيب وزينب، وبِشر وجيداء، وجعد وأسماء.
واستنادا إلى هذه المدوّنة الحكائية التي تَصِلُ مكاناً أعماق الصحراء العربيّة ببلاد الأندلس، وتمتدّ زمانا على قرون عديدة متتالية أعاد المستعرب جون جاك شميد تعريف القارئ الفرنسي بالحبّ عند العرب وانتخب من كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الإصفهاني ومن كتاب "مصارع العشاق" لأبي محمد السرّاج ومن كتاب "طوق الحمامة" لابن حزم الأندلسي ومن كتاب "نوادر العشاق" لإبراهيم زيدان ما اعتبره أطرف القصص وأكثرها دلالة على فيض المشاعر الوجدانية لدى أسلاف من يُـنـظـر إليهم اليوم كما لو كانوا وحوشا آدميّة!


أطلس إسبانيا المُتخيّل
(مدريد: نوردِكا، 2016)

يتناول الكتاب أسفارا إلى أماكن يعتقدُ النّاسُ أنّها غير مَوجودة، مثل منطقة "بابيا" الّتي لا يعرفُ بوجودِها إلّا من يعيشُ في مُقاطعة "ليون" الإسبانيّة، كذلك منطقة "خاوخا" في قرطبة، وقرية "إنسولا بارَتاريا" الواقعة في مُقاطعة أراغون. يبحر الكاتب والرحالة خوليو يماثاريس، ابتداء من الاصطلاحات اللغويّة وحتى الجذر والأصل في عمليّة البحث عن الكلمات إلى الجغرافيا. ويرى أن تلكَ المَناطق الجُغرافيّة تحملُ طابعاً أسطوريّاً، لكنّها، وعلى اختلاف مساحاتها، حقيقيّة وموجودة على أرضِ الواقع، أمّا ما جعلها تنضوي في عالمي التخيّل والأسطورة فهو بروزها داخل المنتوج الأدبيّ والفكريّ والفلسفيّ في ما يُطلقُ عليه اصطلاحاً "العصر الذهبيّ لإسبانيا"، ومن هنا يحاول الكاتب أن يقدم هذه المناطق مجددا بالإشارة إلى أعمال أدبية وعلاقتها بالأدب الإسباني. يساعده في ذلك ما قامت به الفرق المسرحيّة المتنقّلة والجوّالة من استعمالٍ لأسماء القرى والبلدات والمُدن ضمن عروضها الفنيّة وحبكاتها الدراميّة، منذ بداية العصر الذهبيّ وحتى ثلاثينيّات القرن الفائت. كما يزودنا الكتابُ بمعلومات عن المنطقةٍ الأراغونيّة التي تدعى"خاوخا"، تلك الّتي ألهمت ثربانتس صاحب "طواحين الهواء"، والذي سيحوّلها إلى جزيرة "إل إيبرو" في روايته الشّهيرة "دون كيخوتة".

حلب: صعود وسقوط مدينة سورية التجارية الكبرى
(لندن: آي. بي. توريس، 2016)

تحولت مدينة حلب اليوم إلى حالة من الخراب. أغرقت شوارعها في الظلام. وفرّ معظم سكانها. حتى غوغل إيرث لا يستطيع أن يظهر أية أضواء في الليل. إلا أن حلب كانت ذات مرة مدينة نابضة بالحياة، ومركزا ثقافياً وتجارياً وموسيقياً مهماً، كما تواجد فيها المسلمون والمسيحيون واليهود، وجاءها الزوار من جميع أنحاء العالم، عاشوا معا في سلام. في هذا التاريخ الغني لواحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، يقدم المؤلف فيليب مانسيل حيوات عديدة لمدينة حلب، والتي حُكمت تباعا من قبل الآشوريين والفارسيين واليونانيين والرومانيين والعرب والعثمانيين والفرنسيين. في الجزء الأول من الكتاب، يقدم مانسيل تفاصيل حياة المدينة على مر القرون، بما في ذلك ازدهارها في ظل الحكم العثماني، حيث أصبحت حلب وقتها ثالث أكبر مدينة في الإمبراطورية، بعد القسطنطينية والقاهرة. في الجزء الثاني، جمع مانسيل خمس عشرة رواية تاريخية عن حلب، كثير منها لم ينشر من قبل، بدءا من عام 1600 وحتى عام 1920. قصص كتبها التجار البريطانيون والفرنسيون والقناصل، وعلماء الآثار، لأربعة قرون من حياة هذه المدينة، والتي تصف جمالها وغناها بالبساتين والحدائق المعلقة، والمساكن الرومانية القديمة التي لا تزال تستخدم من قبل السكان المحليين، وعن أماكن العبادة وغيرها.

دلالات

المساهمون