رعب المداهمات الليلية يعود إلى مدن الأنبار ونينوى

رعب المداهمات الليلية يعود لمدن الأنبار ونينوى تحت عنوان خلايا "داعش"

04 سبتمبر 2019
حالة رعب تسود مدن الأنبار ونينوى(Getty)
+ الخط -
سجّلت بلدات وقرى عدّة في محافظتي الأنبار ونينوى غرب وشمالي العراق، عمليات دهم ليلية متصاعدة خلال الأيام الماضية، نفذتها قوات مختلفة تتبع أجهزة الشرطة والأمن الوطني واستخبارات الجيش ومليشيات تتبع "الحشد الشعبي"، في صورة أعادت إلى الأذهان عمليات دهم المنازل ليلاً، والاعتقالات العشوائية كانت تشكل مصدر رعب للسكان في تلك المناطق خلال اجتياح تنظيم "داعش"، البلاد عام 2014 وسيطرته على مساحات واسعة.

ووفقاً لمسؤولين محليين في الأنبار ونينوى، فإنّ "قوات عراقية مختلفة نفّذت عمليات اعتقال ليلية ودهم لمنازل وتفتيش مبان سكنية في مناطق عدّة من المحافظتين، طاولت قرى وبلدات

في هيت والرطبة والرمادي والكرمة والبغدادي والمحمدي والبعاج وربيعة والشرقاط، وبشكل أثار الفزع في صفوف السكان"، لافتين إلى أن "قسماً من عمليات الدهم والتفتيش تلك لم تكن بغطاء من القضاء العراقي".

وقال مسؤول محلي في مدينة الرمادي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عددا ممن تم اعتقالهم ليلاً في الأيام الماضية تم إخلاء سبيلهم والآخرون لا يعرف عنهم شيء"، مؤكداً أنّ "عمليات الدهم والاعتقالات التي تجري ليلاً تخالف توجيهات سابقة للحكومة بعدم ترويع العوائل وإخافة الأطفال والنساء في منازلهم آمنين من خلال كسر الأبواب ورمي القنابل الصوتية أو إطلاق النار في الهواء".

واستدرك قائلاً "لكن هذه المخالفات تجري في مناطق بعيدة أو قرى نائية بالعادة لا تصلها تغطيات الصحافيين".


في المقابل، كشف عضو في مجلس محافظة نينوى، طلب عدم ذكر اسمه، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "عودة الحملات الليلية تتم خارج الموصل بشكل أوسع من داخلها"، مضيفاً أن "الكل يَعتقل"، في إشارة إلى القوات الموجودة في محافظة نينوى ويبلغ عددها أكثر من 9 تشكيلات مسلّحة أبرزها الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات التدخل السريع وقوات "سوات"، ومديرية الأمن الوطني عدا عن فصائل ومليشيات مختلفة ضمن "الحشد الشعبي".

وقال إنّ "عمليات الاعتقال والدهم الليلي عنوانها ضرب وتفكيك خلايا إرهابية أو بقايا داعش لكنها باتت مصدر رعب للأسر في قرى وبلدات عدة وفيها جانب غير إنساني".

وكانت وزارة الداخلية العراقية قد كشفت، في وقت سابق، من هذا الأسبوع، عن اعتقال أفراد مطلوبين للقضاء بتهم إرهابية في عمليات دهم ليلية.

ووفقاً للمتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، اللواء سعد معن، فإنّ "عناصر جهاز شرطة نينوى تمكنت من إلقاء القبض على أربعة من عناصر داعش، خلال عمليات دهم ليلية نفذتها في الجانب الأيمن للموصل"، مبيناً أنّ "عمليات القبض تمت وفقاً لمذكرات قبض قضائية ومن خلال تنفيذ واجب السيطرات المفاجئة ليلاً".

وأشار إلى أن "عملية القبض نفذت في مناطق باب الجديد وراس الجادة والهرمات، التابعة للجانب الأيمن".

من جهته، قال الشيخ مجيد عودة الشمري، أحد أعيان بلدة البعاج، غربي الموصل، إن عمليات الاعتقال الليلية تتم وفقاً لمعلومات استخبارية بالعادة بغض النظر عمّا إذا كانت هذه المعلومات صحيحة أم لا.

وأوضح الشمري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "عناصر داعش أو المتهمين بجرائم إرهابية لا يبيتون في منازل كما المواطنون الآخرون، فلدى بقايا داعش مقرات وأساليب تخفِّ ولا يمكن أن يتركوا أنفسهم عرضة للاعتقال بهذا الشكل الساذج".

ولفت إلى أنّ "الأهالي يريدون الراحة فقد تعب الجميع من سنوات الرعب والقتال، ومثل تلك العمليات الليلية التي تتم تحت أصوات تحطيم أبواب المنازل والأضواء الكاشفة وإطلاق النار لا يمكن أن تكون مساعدة في تثبيت الاستقرار والأمن بالمدن العراقية المحررة".

ومنذ احتلال "داعش" للمحافظة في صيف 2014، وحتى تحريرها على يد القوات العراقية قبل عامين، كانت التحركات الليلية للقوات العراقية محفوفة بالمخاطر، ولم تقدم القوات على تفعيلها، حرصاً منها على عدم تقديم خسائر خلال الطلعات الليلية.

وقال ضابط في فوج طوارئ المحافظة التابع لجهاز الشرطة، إنّ "خطة تنفيذ عمليات ملاحقة ليلية لعناصر التنظيم بالموصل، جاءت بعد تحسن قدرات الأجهزة الأمنية مقابل ضعف بقدرات التنظيم، حيث كانت القوات سابقاً لا تستطيع تنفيذ الحواجز الأمنية المباغتة وعمليات ملاحقة وتتبع العناصر المشبوهة ليلاً".

وأضاف، لـ"العربي الجديد"، أنه "تم اعتماد هذه الاستراتيجية في الموصل، وسينفذ جهاز الشرطة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى، عمليات ملاحقة ليلية مستمرة لعناصر التنظيم، الذي يتحين الفرص لتنفيذ عمليات عنف في المدينة".

ولم يخف أهالي الموصل مخاوفهم من تحول تلك العمليات إلى عادة لقوات الأمن، بحسب أحد مواطني الساحل الأيمن في الموصل، ويدعى ماجد الحلبي (38 عاماً)، مضيفا لـ"العربي الجديد"، أن "هناك تعاونا كبيرا بين الأهالي والأجهزة الأمنية بمختلف صنوفها، ويتم تزويد تلك الأجهزة من قبلنا بأي معلومات عن عناصر التنظيم".


ودعا إلى "أن تبقى تلك العمليات بعيدة عن المنازل السكنية، لضمان استمرار تعاون الأهالي مع الأجهزة الأمنية وخلق حالة ود بين الطرفين".

في السياق ذاته، باشرت قوات عراقية مشتركة حملة أمنية واسعة قالت إنها لتعقب وتفتيش مناطق شمالي مدينة الرمادي.

ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن مسؤولين في قيادة عمليات الأنبار قولها إن قوات من قيادة عمليات الجزيرة والفرقة السابعة وأفواج قيادة شرطة الأنبار مسنودة بقوة من الحشد العشائري أطلقت عملية أمنية واسعة النطاق لتفتيش مناطق بحيرة الثرثار شمالي مدينة الرمادي، في خطوة تهدف إلى تعقب خلايا تنظيم "داعش".

وأشارت إلى أن العملية تجري بغطاء جوي عراقي في المناطق المستهدفة بالعملية.